انا ود القبائل واتحادكم يا منافقين ان تمرروا اجندتكم من خلالي

Quote: قذافي عبد المطلب: الصحافة شهدت الثلاثة عقود الماضية هجرة واسعة من أقاليم السودان المختلفة إلى الخرطوم وبلغت موجات النزوح إلى المركز ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي بفعل الجفاف والتصحر الذي ضرب الأقاليم المطرية ،ثم تواصل زحف الريف إلى المدينة مع الحركات المسلحة التي نشطت في الأطراف. الخرطوم التي لم تكن مستعدة ولا مستطيعة لاستيعاب جحافل القادمين الجدد حاولت معالجة الآثار الناجمة عن التكدس ومن تلك الآثار التباين الثقافي والعرقي و الديني للحيلولة دون تصادمها مع مجتمع المدينة فكونت ما يعرف بالمجلس الأعلى للنظام الأهلي وهو نظام إداري أهلي قريب من الإدارة الأهلية غير أن انتقادات كثيرة توجه للمجلس أبرزها أنها حادت عن الدور الإجتماعي المرسوم لها وانخرطت في العمل السياسي في صف الحكومة. يقول رئيس المجلس محمود عثمان أبو مازن في حديث( للصحافة) إن النظام الأهلي أسس أصلا لتحقيق جملة من الأهداف أبرزها خلق جو اجتماعي ونفسي ملائم للقبائل الوافدة حتى تستطيع التأقلم مع مجتمع المدينة في العاصمة. والعمل على توعيتهم لاستيعاب القوانين الجنائية وغيرها من التي لم يعدوها في مجتمعاتهم الأصلية. توفير السكن بمنحهم قطع أراضي سكنية والعمل على الحيلولة دون نقل الصراعات القبلية إلى العاصمة وكسر الحاجز النفسي بين أهل الخرطوم والقادمين الجدد من مختلف أقاليم البلاد وتخفيف الحقد الطبقي بين مكونات العاصمة السكانية للوصول في نهاية المطاف إلى انصهار هذه المكونات بالتركيز على إذابة الانتماءات القبلية وتوجيه الجميع إلى القومية. بداية أكبر مشكلة واجهتنا كانت هي كيفية التعامل مع النازحين وبعد مناقشات خلصنا إلى ضرورة البحث عن القيادات القادمة مع تلك المجموعات فتعاملنا معهم عبر الشيوخ والعمد والمكوك والشراتي وغيرها من الصفات لتقديم الدعم لهم وبما أن تلك القيادات ليس لها حواكير فقد اختلفت سلطتها أو فلنقل أنها أقل عن تلك التي تتمتع بها الإدارة الأهلية في الأقاليم لهذا كان لابد من أن نفرق بينهما فغيرنا اسم هذه الإدارات إلى النظام الأهلي بدلا من الإدارة الأهلية التي تربطنا بها علاقات وطيدة، كثيرون منهم يحرصون على زيارة مكاتب المجلس عند زيارتهم للخرطوم وبعض القبائل أرسلت وكلاء عن إداراتها الأهلية ليمثلوا أهلهم في الخرطوم في النظام الأهلي الذي يضم ممثلين عن (258) قبيلة ويمثلون في جملتهم (3) مليون نسمة. ويقول أبو مازن إن المجلس الأعلى للنظام الأهلي استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا في تحقيق العديد من الأهداف التي أنشئ لخدمتها فقد استطاع أن يخلق تواصلاً بين قيادات مختلف القبائل الذين وصلوا إلى فهم اجتماعي متقدم لدرجة أن تلك القيادات تذهب في وفود مشتركة لمعالجة المشاكل التي تحدث بين القبائل في الأقاليم ويشهد على ذلك لم يحدث مطلقا أن انتقلت الصراعات القبلية إلى الخرطوم فمثلا رغم وجود أكثر (300) ألف فلاتي و (200) ألف هباني في العاصمة إلا ان الصراع بين القبيلتين لم ينتقل إلى الخرطوم كما أن المجلس لعبا دورا كبيرا في بعض الأحداث التي شهدتها الولاية ففي الأحداث التي صاحبت موت جون قرنق ساهم في احتواء الموقف. وفي الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة تعاون مع الأجهزة الأمنية في الكشف عن الكثير من الذين شاركوا في الهجوم وهربوا بعد فشل الهجوم وقدمنا الكثير من المعلومات التي ساعدت الأجهزة الأمنية في القبض على من احتموا بزحام و أحياء العاصمة. كما أننا نساهم في العمل الجماهيري فقد سبق أن أوكل لنا مهام تتعلق بتعبئة الجماهير فنجحنا في ذلك كما حدث في زيارة الرئيس الصيني للبلاد. ويتدخل عضو المكتب القيادي بالمجلس إبراهيم محمد على ويضيف قائلا إن النظام الأهلي حشد جماهيراً لمناصرة الرئيس ضد قرارات المحكمة الجنائية الدولية بنادي الشرطة ببري حضره أكثر من (7) ألف من أفراد وقيادات النظام الأهلي في الأسبوع الماضي. وما يعتبره القياديان بالمجلس انجازات يعتبره آخرون مآخذ على النظام الأهلي الذي يعتبرونه صنيعة لحزب المؤتمر الوطني كوسيلة يلجأ إليها لتعبئة الجماهير عند الملمات ويستشهدون على ذلك بما حدث عند المفاصلة التي شقت المؤتمر الوطني إلى شطرين ثم الآن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية. فضلا عن أن الحزب يستخدمه لاستقطاب العضوية و تنفيذ بعض المهام الأمنية ويقوم بتمويل أنشطته وهذا ما ينفيه أبو مازن بشدة ويقول إن المجلس يمول أنشطته من الاشتراكات التي يدفعها الأعضاء غير أنه اعترف ضمنيا بصلة المجلس بالحزب عندما قال غالبية قياداته أعضاء في المؤتمر الوطني و أكد أنهم يقومون بتزكية القيادات الأهلية الراغبة في الانضمام للمؤتمر الوطني وهو ما يعتبره المنتقدون انخراطاً مباشراً في الاستقطاب السياسي يؤكد حقيقة أن المجلس ما هو إلا ذراع من أذرع الحزب الحاكم. أبو مازن وردا على تلك الاتهامات قال إن المجلس للجميع ولكن لكل فرد فيه حق حرية الانتماء السياسي ولا يمكن أن نصفه بأنه جزء من المؤتمر الوطني حتى لو كان معظم أعضائه ينتمون للحزب. و انتقادات المراقبين لا تتوقف عند الدور السياسي للمجلس بل يمتد إلى ضعف أدائه و يعتقدون أن الحديث عن أن المجلس استطاع أن يعصم العاصمة من الصراعات القبلية ذرا للرماد في العيون لأن المجلس ليس له ناقة ولا جمل في تعايش مكونات الخرطوم السكانية ببساطة لأن المسببات الأساسية لتلك النزاعات غير متوفرة في الخرطوم كما أن البيئة هنا تختلف عن تلك الماثلة في الولايات ،فمثلا لا صراعات هنا حول موارد المياه ولا خلافات حدودية ولا مناوشات بين الرعاة والمزارعين. و يصفون دوره وسط النازحين بأنه يقتصر على بعض الأنشطة الدعائية وهذا ما رفضه أبو مازن بغضب وقال إن المجلس مارس ضغوطاً على السلطات الرسمية لتحقيق مطالب النازحين واستطاع أن يوفر لهم (70) ألف قطعة سكنية وثلاث مستشفيات كبيرة ومدارس و نظم عددا كبيرا من الأنشطة التوعوية والتثقيفية عبر الندوات وورش العمل وبذل جهدا مقدرا في اتجاه إدماج النازحين في مجتمع المدينة بل وساهم في حل العديد من المشاكل التي تنشب بين مختلف القبائل في ولايات السودان المختلفة بوفود تضم أبناء القبائل المتقاتلة تذهب إلى مكان الأحداث وتساهم في حل الإشكالات.

(عدل بواسطة أحمد ابن عوف on 03-13-2011, 08:00 AM)