|
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, (Re: Amira Elsheikh)
|
بشاعةُ الاغتصابِ ليست شيئاً يُذكرُ أمام جمالك وما تملكينهُ من موادٍّ لم تُوجد في باطن الأرض ولا في السماء، وُجدت فيكِ أنت وحدك وفي خِضمِّ تجربتك الفرديّة المُخالفة لكل نَبضةِ حياةٍ أخرى، الخالقة لنبضاتٍ لن تتوقَّف عن الرّقص؛ مودٌّ لا تدخل في تركيب الكذبة الكبرى المسماة موتاً: كلّ ما يَعبرُ هذا الجدار الوهميّ، القائم بين الجسد والروح، يُصبحُ أشدَّ حياةً وتأثيراً في مجرى الكون وأقدار هذه الكائنات الجميلة. وأقول مردِّداً مع الشاعر رامبو: (هؤلاء الشعراء سيولدون. وعندما تنتهي عبودية المرأة المطلقة، وحينما تكون المرأة قادرةً على أن تعيش لذاتها وبذاتها، وعندما تنال حرّيتها من الرجل – البغيض لحد الآن – سوف تكون شاعرةً هي الأخرى؛ ولسوف تكتشف المجهول، فهل تكون عوالمُ أفكارها مختلفةً عن عوالم أفكارنا؟ سوف تكتشف أشياء غريبة، لا يمكن سبر غورها، أشياء مرعبة وشهيّة، أشياء سوف نتبناها، سوف نفهمها). كان هارفي مِلْك أوَّل مثليٍّ جنسيّ يُنصَّبُ في موقعٍ حكوميٍّ في الولايات المتّحدة، وكان الموقف الذي اتّخذه إبَّان التصويت لتشريع قوانينٍ تَحرمُ المثليين من حقّهم في العمل والحياة، هو موقفٌ حَمَاهم من صلَفِ البشر، الذينَ فقدوا أجنحتهم، القاصدين تمريغ إنسانيّة جميع الفئات المهمّشة والمُبعدة على وجه التّاريخ: أَمَر جميع أعوانه أن يتّصلوا بأصدقائهم وأُسَرِهم ومعارفهم ليخبروهم بحقيقتهم المثليَّة، وبذلك يُدرِكُ كلَّ مصوِّتٍ أنه يصوِّتُ ضدَّ شخصٍ يَعرفه شخصيَّاً: "دعوهم يُدركوا أنهم يَعرفون واحداً منَّا". والآن، ما الذي تبقَّى لشعوب السودان لتؤمن أنَّ رجالاً كُثراً استطاعوا أن يقنعوا نساءً ورجالاً كُثراً بأن الذي فعلوه بهم كان انتزاعاً قسريَّاً عنيفاً لكلّ الحبّ الذي يملكونه في العالم بتسميته "شرفاً"؟ بقي أن يَدركوا أنهم يعرفون واحدةً منهم: لقد علَّمت الطبيعة البشريَّة درساً في كونها ليست طبيعيّةً على الإطلاق! بل لا وجودَ لما يُسمَّى طبيعة أصلاً؛ هنالك اختراعٌ مستمرٌّ لكلماتٍ مجوَّفةٍ ساهمت، بقوَّةٍ، في سَلخِ الأجنحة عن ظهور جميع هؤلاء البشر، الذين يُحدِّقون في فضاءٍ علَّقتهم على وِحشَة خطاطيفه العدميّة أيادٍ وُلدت من ذات أرحام النساء، ولدت بطاقة الحبّ ذاتها!. إن دولةً ونظاماً أخلاقيَّاً قادراً على مَنحِ إنسانٍ قُدرةَ التبرير لأفعالٍ كهذه لن يَصمُدَ، فالقوَّةُ المتولّدةُ منكِ تستطيع تغيير مسار الحياة تماماً، وذلك ما أؤمنُ به، وسيستطيع أن يؤمن به كلّ من وَقَفَ أمام العيون السحريّة الموزّعة في كلّ مكانٍ وزمان. عيونٌ سحريّة غير قابلةٍ للحصر يملكها كلّ فردٍ، ولكنها قابلةٌ بتشويه جمالها بتسميتها بالشيطان، تسميةٌ حرَّقت أحشاء الشاعر أمل دنقل فصَرَخَ من علياء أحلامه: المجدُ للشيطانِ مَعبود الرياح، من قال "لا" في وجهِ من قالوا "نَعم"، من علَّمَ الإنسانَ تمزيق العدَم من قال "لا" ولم يَمت وصار روحاً أبديَّة الألم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:44 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:45 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:46 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-08-11, 06:49 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | صديق الموج | 03-08-11, 07:15 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | حامد بدوي بشير | 03-08-11, 09:00 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | خالد أحمد شطة | 03-08-11, 09:41 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Ashraf el-Halabi | 03-08-11, 09:49 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-21-11, 10:30 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Amira Elsheikh | 03-09-11, 07:02 AM |
Re: الرسالة الثانية: إلى صفيّة المُلوِّنة (مأمون التلب),,,,,,,,,,,,,,,, | Abdlaziz Eisa | 03-09-11, 07:20 AM |
|
|