|
Re: مالو والأفلاك في ظلام --- حيدر ابراهيم علي (Re: ناظم ابراهيم)
|
مثل هذا الحب المعلن للشعب بلا سند واقعي ملموس لا يعدو كونه رومانسية مريضة وحنين للماضي لا تنقصه العصابية. وهذا هو عين الحب القاسي الذي رفضه الشاعر محمود درويش .فالشعب العظيم الذي نتحدث عنه،قد صار جزءا من الماضي والتاريخ،ونحتاج لكثير من العمل والتضحيات لاستنهاضه.وهذا يقتضي بدوره عقل جديد وطرائق عمل جديدة.فقد كان يتقدمه، وكان يقف امام عماله وفلاحيه وموظفيه قيادات عظيمة وشامخة مثل الشفيع احمد الشيخ وقاسم أمين والحاج عبدالرحمن ومحجوب سيداحمد وقبلهم محمد السيد سلام وسليمان موسي.وكان يقود فلاحيه امثال شيخ الامين محمد الامين ويوسف احمد المصطفي وحسبو ابراهيم.وعلي مستوي المهنيين امثال مكاوي خوجلي وعبدالمجيد امام ومصطفي محمد صالح.ولم تكن المرأة بعيدة فهناك فاطمة احمد ابراهيم وخالدة زاهر ومحاسن عبدالعال وفاطمة طالب.والكثير من القيادات النادرة والتي أحبت شعبها،واشتهرت بالتضحيات وانكار الذات.وحتي الطلاب كانوا يطلقون حملات محو الامية والعروض المسرحية في القري والمدن خلال عطلاتهم.والفرق هنا،في شكل الحب؛ إذ يندر الآن أن يتبرع مثقف بالقاء محاضرة فكرية مثلا بدون معرفة المقابل المالي مقدما.فقد تمت خصخصة العمل التطوعي،وللمفارقة،مع النمو الطفيلي لمنظمات المجتمع المدني.ففي الماضي كانت فاطمة احمد ابراهيم ورفيقاتها يصدرن مجلة"صوت المرأة" بتبرعات متوسطها خمسة قروش(شلن)وهذا يستحيل هذه الأيام.وأغلب المثقفين يدّعون الآن حب الشعب السوداني وتمجيده،ولكنهم ضنين بالتضحية بمالهم وجهدهم وراحتهم وامتيازاتهم.الحب الحقيقي هو مزيد من التضحيات وانكار الذات.
|
|
|
|
|
|