ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 11:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2011, 08:38 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    2. التاريخ مدرسة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ) (سورة يوسف الآية (111) ) إن ما نشهده اليوم من انفصال جنوب السودان هو آخر حلقة من حلقات الإخفاق في إدارة التنوع، وإذا لم نلم بالدرس المستفاد منه فإنه سوف يتكرر.

    كانت أولى ظواهر التشدد في تكوين هوية موحدة في المهدية، تشدد أملته حالة التسيب والتخليط الديني، والتمزق الوطني، والاحتلال الأجنبي فاستطاع أن يحقق أهدافه ولكن على حساب انقسام صار مطية للاحتلال الامبريالي الذي استطاع في ظروف التكالب الامبريالي على أفريقيا في القرن التاسع عشر الميلادي أن يطيح بالدولة المهدية ويحتل السودان في 1899م.

    الاحتلال البريطاني في السودان مارس سياسة فصل عنصري منذ عام 1922م تحت عنوان "السياسة نحو الجنوب" بموجبها أبعد الجنوب من التلاقح الثقافي الإسلامي العربي واحتكره لهوية انجلوفونية مسيحية أفريقانية، وفي عام 1928م عقد مؤتمر الرجاف بأهداف معينة هي: اختيار ست لغات جنوبية لوضع القواعد اللغوية لها وتدريس التلاميذ في المدارس بها على أن تكتب بالحرف اللاتيني، وإبعاد العربية تماما من التداول في الجنوب. وتم في هذا الإطار إبعاد المجموعات العربية من الجنوب وخلق منطقة خالية شمال مديرية بحر الغزال بعد أن كانت منطقة تلاقح ثقافي وتواصل بين السكان.

    رواد الوعي الحديث في السودان والذي انبثق في الشمال اعتبروا ذلك الغرس كيدا امبرياليا، لذلك كانت أول مذكرة سياسية وجهها الخريجون للحاكم العام البريطاني في عام 1942م تطالب بنقض سياسة المناطق المقفولة في ثلاثة من بنودها.

    وعلى الصعيد الفكري انقسم المثقفون السودانيون على ثلاث مدارس: مدرسة عربية إسلامية تأتم بمصر، ومدرسة أفريقاينة تتجه نحو أفريقيا جنوب الصحراء، ومدرسة ثالثة تقول بخصوصية سودانوية أو مدرسة الغابة والصحراء، هذه المدارس كانت تهتم بتحليل الهوية السودانية المركزية وقد ألقت ضوءا قليلا على التنوع في النسيج السوداني نفسه بغض النظر عن الثقافة المركزية ومكوناتها.

    3. إدارة هذا التنوع والاختلاف على الصعيد السياسي تعرضت لإخفاقات كثيرة. منذ مؤتمر جوبا في عام 1947م حرص الجنوبيون على المطالبة بإجراءات لحماية الخصوصية الجنوبية، هذا الحرص على الخصوصية الجنوبية صار أساسا لمطلب الفدريشن قبيل استقلال السودان في 1955م، ثم صار أساس للدعوة لنظام الحكم الذاتي الإقليمي في لجنة الاثنى عشر (1966م)، ومؤتمر الأحزاب السودانية (1967م)، وصار نفس المطلب دعوة لعدالة اقتسام السلطة والثروة والاستثناء من الأحكام الإسلامية في إعلان كوكادام (1986م)، ثم صار فيما بعد أساسا لإجماع الأحزاب الجنوبية على المطالبة بتقرير المصير في (1993م)، وتحول لشبه إجماعهم على الانفصال في استفتاء عام 2011م.

    4. منذ استقلال السودان في عام 1956م أي قبل 55 عاما حُكم السودان لعشر سنوات فقط حكما ديمقراطيا لبراليا دارت أثناء حكوماته حوارات حول الخصوصية الجنوبية في شكل دعوات للفدرالية، وللحكم الذاتي الإقليمي، ولأسس جديدة لتقاسم السلطة والثروة والاستثناء من الأحكام الإسلامية، ولكن تلك المشروعات لم تبلغ غايتها لأن النظم الديمقراطية المعنية أُسقطت في انقلابات عسكرية.

    عيب النظم الديمقراطية أنها لم تتخذ إستراتيجية قاصدة لاستيعاب الخصوصية الجنوبية بل واعتبر بعضهم جزء كبيرا من الخصوصية الجنوبية غرسا امبرياليا ينبغي استئصاله.

    ولكنها على أية حالة لم تقطع الحوار مع الأطراف الجنوبية حول مطالبهم ولم تلغ وجودهم السياسي ولم تطبق قسرا برامج أحادية ثقافية.

    لكن النظم الدكتاتورية التي احتكرت 80% من عمر الحكم في السودان المستقل طبقت أحادية ثقافية مستعلية كرست لاستقطاب:

    ‌أ. الأحادية الثقافية الأولى طبقت في نظام نوفمبر (1958- 1964م): هذا النظام فرض تعريبا للتعليم في الجنوب، وألغى إجازة الأحد الأسبوعية مع أن الأحد في المسيحية شعيرة دينية، وحل مجلس السيادة، ومجلس الوزراء، والبرلمان، والأحزاب فحرم الجنوبيين من صوتهم السياسي فلجأوا للخارج حيث شكلوا حزب سانو ثم حركة أنانيا المسلحة في 1963م، وبموجب قانون 1962م طرد المبشرين الأجانب من الجنوب. هكذا أشعل الحرب الأهلية الأولى.

    ‌ب. الأحادية الثقافية الثانية اقترنت بنظام مايو (1969-1985م) الذي استغل تعاطف الغرب معه بعد بطشه بالحزب الشيوعي السوداني، واستصحب تحضيرات النظام الديمقراطي لحل المسألة الجنوبية فأبرم مع حركة أنيانيا اتفاقية أديس أبابا للسلام في 1972م، ولكن النظم الدكتاتورية بطبعها لا تطمئن للمشاركة في القرار كما أوجبت الاتفاقية فخرقها من جانب واحد، وفي مرحلة لاحقة طبق قوانين سبتمبر سيئة الصيت على البلاد تحت عنوان تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، عوامل مختلفة أدت لانهيار اتفاقية أديس أبابا فتمردت حركة أنيانيا الثانية في 1975م. ثم ساهمت ظروف داخلية وخارجية في تكوين الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها في 1982م، حركة زاد من تأييدها إعلان قوانين سبتمبر 1983م فحظيت بتأييد أوسع داخليا وإقليميا ودوليا.

    قوانين سبتمبر المسماة إسلامية أحكام مرتجلة فرضت على أهل السودان مسلمين وغير مسلمين بصورة فوقية بهدف قمع الحركة السياسية والجماهيرية والنقابية المتصاعدة في الشمال لا سيما بعد إضراب القضاة. فأساءت للإسلام وللمسلمين وحرمت غير المسلمين من حقوق المساواة في المواطنة.

    ‌ج. الأحادية الثقافية الثالثة مرتبطة بنظام "الإنقاذ" (1989-2005م): الانقلاب من تدبير الجبهة الإسلامية القومية، وهي جبهة نشأت في بيئة سودانية ساعدها الفراغ في التصدي للتمدد الشيوعي في القطاعات الحديثة في السودان، ولكن الأثر الخارجي الإسلامي الفكري والمالي عليها تعاظم مع الزمن فدبت فيها مفاهيم من فكر الشيخ أبو الأعلى المودودي الذي غذته ردود فعل ضد الفكر الهندوسي المتشدد لحماية الجماعة الإسلامية، ومفاهيم من فكر الأستاذ سيد قطب الذي تشدد كردة فعل للبطش الناصري بحركة الأخوان، ومفاهيم فكر آية الله خميني التي تشددت في وجه الشاهنشاهية الإيرانية التي كانت تطبق برنامجا شبيها بالأتاتركية في إيران في تحالف مع المصالح الغربية.

    هذه العوامل غذت فكر الجبهة الإسلامية القومية وأوقدت طموحها لتصير طليعة للتحرك الثوري الإسلامي في عالم السنة فاستولت على السلطة عن طريق الانقلاب دون تحضير أو دراسة لما سوف تفعل بالسلطة، ولكنها طبقت أحادية ثقافية نافية للآخر المذهبي، والديني، والثقافي، والسياسي.

    هذا التوجه الأحادي تزامن مع انتهاء الحرب الباردة وبروز الدور الأمريكي المعادي للتوجه الإسلامي والذي أصبح أكثر تطرفا ومواجهة تحت قيادة المحافظين الجدد. كانت هذه الخلفية هي دافع الإدارة الأمريكية للتوسط في السلام في السودان لأهداف ليس منها تحقيق السلام في السودان ، فقد صرحت الإدارة الأمريكية بأنهم ((لن يتركوا النفط واليورانيوم في جنوب السودان ودارفور للأصولية الإسلامية الحاكمة في الخرطوم)).

    تدخلت أمريكا لفرض السلام في السودان لتحقيق مصالحها وأجندتها التي تتطابق في كثير من الجوانب مع مطالب الحركة الشعبية بالضغط الشديد على حكومة السودان التي فاوضت تحت ظلال سيف قانون سلام السودان فتم التوقيع في عام 2005 على إنهاء الحرب وتقاسم السلطة والثروة ولم يعبأ بما رددناه كثيرا من: ضرورة التوقيع على بروتوكول ثقافي وديني وآلية للتعامل مع مظالم الماضي وإشراك أهل السودان في اتفاقية السلام وإلغاء القوانين المقيدة للحريات. لذلك جاء السلام ناقصا تظهر فيه البصمة الأمريكية بوضوح مثل بروتوكول أبيي الذي قدمه الوسيط الأمريكي جون دانفورث ووقعه الطرفان. بروتوكول أبيي أدى لنشوب الحرب فيها بعد أن كانت آمنة طوال فترة الحرب التي أنهتها اتفاقية نيفاشا في 2005. غابت الثقة بين طرفي الاتفاقية لذلك كان طبيعيا أن يدخلوا في حرب باردة بعد توقيع الاتفاقية، وطبيعيا أن ينفصل جنوب السودان بالشكل الذي شهدنا.


    نواصل
                  

العنوان الكاتب Date
ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 08:36 AM
  Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 08:38 AM
    Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 08:40 AM
      Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 08:43 AM
        Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي omer osman02-17-11, 08:48 AM
          Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 08:58 AM
            Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 09:16 AM
              Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-17-11, 09:34 AM
                Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي محمد صلاح الدين عنقرا02-17-11, 10:48 AM
      Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى02-28-11, 09:03 AM
        Re: ورقة بعنوان: الهوية في السودان: جدلية الصراع والتعايش ..الامام الصادق المهدي عمر عبد الله فضل المولى03-12-11, 08:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de