|
جنون القلم
|
هوسُ الكتابة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقدمة : ـــــــــــــــ نقول ُ في مرافئنا ... جميل ٌ جدا ً أن تنسجم العاطفة والعقل تحت شراع ٍ واحد ... هنا ... تكون ُ الرؤية ُ أكثر ُ تألقا ً والرأي ُ أكثر ُ إحكاما ً ... كلمات ٌُ تلامس فينا الروح والجروح ... أقرؤها فينثال ُ ألمي وألوم ُ نفسي الحالمة التي تُسَيَّرُ فيَّ العاطفة جبروت العقل . الموضوع :ــــــــــــ منذ ُ وعيت ُ أبجديات الكتابة وأنا أسير ٌ لصبري ... ما أن أنكفئ على طارئ ٍ من مشاغلي حتى ينازعُني القلمُ شجوني ...عندها تغيب ُ لذة ُ البوح ِ في أعماق ِ صوت العقل فأنسى يومها الدنيا والناس إكراما ً للحرف والورق ...فلطالما اعتزلتُ المناسبات لأنادم الحرف ولطالما أغلقت ُ الكتاب لأسطر خاطرة .. ولطالما احتملت ُ الكثير حين أهملت ُ الواجب َ انشغالا ً برأي.. أو فكرة ... كنت ُ دائما ً ما أضيق ُ بالخطوط الحمراء التي يفرضها الواقع فأجنح للخيال حيث ُ أكون ُ شعلة ً من نشاط دون َ قيد ٍ أو التزام ... أذكر أنني عندما كنت ُ في الصف المدرسي تسلمت ُ ورقة امتحان مادة الإنشاء ولكن موضوعها لم يرق لخيالي فتآمرت ُ وقلمي على استغفال الجميع فبدأت ُ من حيث ُ أرادوا إلا إنني انتهيت ُ من حيث ُ أردت وكانت النتيجة درجة ًمتدنية أثارت ضجة واسعة في محيط الأصدقاء والمدرسة ..... منذ ُ ذلك اليوم نسيت ُ أمر الاستغفال ولكن .. لم انسي التمرد ... أصبحت ُ أهرب ُ من كل شيء إلى أوراقي ... أتجاهل ُ إلحاح أهلي وأوكل أمر الدراسة إلى ذكائي المطمئن فأكتفي بنجاح ٍ باهت ٍ دون استذكار . كان استنطاق ُ الأسطر عندي لا يضاهى مع يقيني أن الكتابة حين تدير ُ رؤوسنا عن الأهم تصبح داء ً لا علاج له سوى كسر القلم واعتقال ُ الحرف ... إلا إنني زهوت ُ بدائي . المرة ُ الأولى التي غيب فيها صوت ُ العقل إغراء العاطفة كان ذلك عند أول ِعتبات السلم الوظيفي حين اخترت ُ وظيفة ً رغم أنف الكتابة وليتني ما فعلت ... يومها استأسد عقلي ليضعني بين فكي وظيفة ٍلا يجدي فيها الذكاء وبين قلم ٍ لا يثنيه توسل ُ مستقبل ٍولا صحوة ضمير فكنت ُ يومها الجاني والمجني عليه . وما زلت ُ حتى يومي هذا كلما صحوت ُ على عثرة رميت ُ قلمي إلى أبعد مدى عازما ً على التحرر من غوايته والتطلع للأمام فإذا غمرني الحنين عدت ُ إلى أوراقي أجمعها وأرتبها وأتأمل ُ سطورها بإكبار كما يتأمل الصائغ ُ قطع الماس لأنني أحسها تحمل ُ دفء أنفاسي ومختصر أيامي وحينها ينسحب ُ عقلي من هذا التمرد العاطفي ليعود إلى مكمنه تاركا ً لي هوس الكلمة والكتابة . خاتمة عزيزي القارئ أشكرك كثيرا ً على تحملك عناء المتابعة وعلى صبرك على كلماتي المتواضعة ولك تحياتي
|
|
|
|
|
|