|
Re: دولة الشمال السوداني وتحديات المستقبل (Re: عبدالدين سلامه)
|
ورغم أن حكومة البشير قامت بإنجاز عدد كبير من المشاريع الاقتصادية العملاقة كجياد وصناعة السيارات والطائرات ورصف العديد من الطرق وإقامة سد مروي العملاق وعددا من الجسور إلا أن هذه المشاريع مجتمعة لم ينعكس أثرها على الحياة العامة ؛ فالمواطن لازال يرزح في معاناته التي تتضاعف يوما بعد يوم ؛ والقوى الخارجية خاصة دول الغرب وإسرائيل لم تنس لحكومة البشير إحتضانها للقوى الاسلامية في فتراتها الأولى التي سبقت الانفجار العالمي العام . إسرائيل من أكثر الدول تشددا في مواقفها ضد حكومة البشير وظلت تسعى بكل ما أوتيت من جهد لمحاربتها فقد إحتضنت بعض الفصائل الدارفورية وقوّت شوكتها وجعلتها تحارب عنها بالوكالة ؛ وقامت بتحريك وتأجيج ملف المحكمة الجنائية الدولية ؛ وأظهرت تأييدها المعلن الذي وصل لرغبة تبنّي الحكومة الجديدة في الجنوب وهو ما جعل الانسان الشمالي في حيرة من أمره تجاه تكوين رأي واضح حول مستقبل الأحداث . الاجماع الوطني هو االوصفة السحرية التي لم تحاول القوى السياسية الشمالية التفكير فيها ؛ وسياسة الاقصاء التي خلقت فجوة عميقة بينها وبين حكومة البشير لازالت أطروحاتها تقع فيها بمحاولتها إقصاء حكومة البشير رغم سوءاتها المتعددة ؛ فالدولة الشمالية حتى اللحظة لم تفكّر بعقلانية فيما بعد إعلان نتيجة الاستفتاء والتي تتجه بوصلتها بقوة نحو الانفصال . نبرة التّحدي التي لازالت الحكومة تتمسك بها مستندة على قبضتها الأمنية الحديدية لم تفلح في إلجام الأصوات المعارضة التي تشترك في رغبتها الاطاحة بحكومة البشير وتختلف في العديد من الأمور الاستراتيجية والرؤيوية والأيدلوجية ؛ فأحزاب اليمين وأبرزها حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده د. حسن الترابي الذي بدأ حشد الجماهير صراحة وحثّهم على تكرار نتائج التجربة البوعزيزية التي أطاحت بالنظام القمعي في تونس ؛ ما جعل الحكومة تودعه المعتقل وسط دهشة وشكوك القوى السياسية الأخرى التي لاتثق بالترابي قياسا على تجاربه السابقة والتي تشابهت في اتخاذ المعتقل محطته الدائمة التي تسبق التخطيط لطبخة سياسية ما ؛ خاصة وأن مواقع الأنترنت السودانية سرّبت خبرا فحواه اتفاق غير معلن للملمة صفوف الاسلاميين بعودة الترابي لتلامذته الذين أقصوه قبل انفرادهم بحكم البلاد ؛ وينظرون للاعتقال من واقع مسرحية هزلية تضاف لمسرحياته السابقة التي اعتادها الشارع السوداني منذ استقلال البلاد ؛ إحتارت – القوى الاسلامية – بين إعلان الحكومة تطبيق الشريعة الاسلامية ؛ والقوى العلمانية التي رفضت هذا الاعلان جملة وتفصيلا .
ونواصل ...
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|