|
Re: دولة الشمال السوداني وتحديات المستقبل (Re: عبدالدين سلامه)
|
الحكومة المركزية في الشمال لعبت دورا كبيرا في الوصول لهذه النتيجة المؤسفة فهي لم تقرأ الأحداث المحيطة باتفاقية نيفاشا قراءة صحيحة ولم تتعلم شيئا من التصفية المبكرة للقائد الجنوبي جون قرنق ولكنها ظلت تناكف الحركة الشعبية وتضرب بيد من حديد كل صوت في الشمال حاول انتقاد ماتقوم به ؛ إضافة للتفلتات المتتالية التي قام بها منسوبيها ضد القوى السياسية والتي طالت حتى المواطن السوداني العادي ؛ وبجانب ذلك وجدت نفسها تدور في دائرة أشبه بالشرك المنصوب من قبل قوى أجنبية متعددة ؛ فالرئيس البشير تم تقييد حركته بقرار من المحكمة الجنائية الدولية ومعه عددا من مساعديه ؛ والحركات الدارفورية شغلت الحكومة بالمؤتمرات والمفاوضات التي تفضي دائما للا إتفاق ؛ والمؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي الذي انفصل عنها ظل يشغلها بمناوشاته المتعددة بينما الأحزاب السياسية المختلفة ظلت تضغط باستمرار لنيل مزيد من الحريات والتي مثّلت خطا أحمرا لم تحاول الحكومة المساومة عليه . الخطأ الكبير الذي ارتكبته الحكومة هو عدم عرضها اتفاقية نيفاشا لاستفتاء شعبي عام قبل توقيعها حتى تكون ملزمة للجميع وهي ثغرة أمسكت بها القوى السياسية التي أعلنت عدم مسؤوليتها عن نيفاشا بكل ما جاء فيها من بنود ومنها بند تقرير المصير الذي هربت منه كل الحكومات التي جاءت بعد الاستقلال واعتبرته منطقة محرمة لايجوز الحديث عنها مطلقا ؛ وقد استغلت القوى الجنوبية هذا البند بذكاء كبير أوصلها لجعل الانفصال حقيقة تنتظر الاعلان عنها . دعوة حكومة البشير للقوى السياسية الشمالية بالمشاركة في السلطة استقبلتها معظم الأحزاب باستخفاف واضح بعد أن أعلنت صراحة نواياها بإزاحة النظام عن السلطة . الخلافات بين القوى السياسية في الشمال ذادت حدة على حدّتها رغم أن الخلافات المتكررة كانت السبب الرئيس في فصل الجنوب وتبقى قنبلة موقوتة سينجم حال انفجارها فصل أجزاء أخرى من الوطن المرشّح بقوة للتفتيت . المعاناة اليومية التي أثقلت كاهل المواطنين من إرتفاع جنوني في أسعار السلع الضرورية زائدا على البطالة المتفشية خاصة بين خريجي الجامعات ؛ والاحتقان العام الذي خلّفه الغبن الشعبي بسبب فقدان الجنوب كلها أسبابا جعلت إستقرار الدولة الشمالية أمرا صعبا .
ونواصل ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|