|
Re: بين السودان وتونس ومصر (Re: عبدالدين سلامه)
|
الوجه الثاني لتشابه ما حدث بتونس ومصر أن الشعار المرفوع كان ( التغيير ) تغيير الطقمة الحاكمة والعقلية الحاكمة ؛ والجمهورين أصرّ على موقفه حتى آخر رمق دافعا فاتورة ضخمة من الشهداء والجرحى . أما وجه الشبه الثالث فيكمن في موقف العسكر ... فالعسكر في تونس تصرّفوا بحضارة ووعي تام بمهمة الجيش التي تنحصر في الحفاظ على أمن الوطن ؛ وفي مصر وقف الجيش ذات الموقف ولم يحاول التعرّض للشعب ؛ رغم أن بعض التحليلات تذهب للقول بأن موقف الجيش التونسي كان نموذجا للجيش المصري الذي وجد نفسه لفترة في حرج بالغ بعدما انسحب أفراد الشرطة واستدعت الظروف نشره في مختلف مصر ؛ ووجد نفسه في حرج أبلغ بما عدّه بعض المحللون توازنات دخلت فيها أياد خارجية ؛ فاضطر حفاظا على وحدة البلاد وأمنها من الوقوف موقفا أقرب للحكومة التي يرفضها المتظاهرون رغم ميله الحقيقي الظاهر لمطالب المتظاهرين ؛ فتأخر انحيازه لمطالب الثورة . أوجه الشبه كثيرة ولكن الخطورة في الثورة المصرية أنها تملك كل مقومات الانتقال لكثير من الدول العربية أكثر من تونس بسبب جملة من العوامل منها طبيعة ودرجات انصهار كل من الدولتين في المجتمع العربي ؛ فدول المغرب العربي أكثر انفتاحا على الغرب عكس مصر المنفتحة على كل العرب والمتماذجة معهم والتي تملك خاصية نشر ثقافي عبر وسائل الاعلام بين دول المنطقة العربية أكثر من تونس ؛ ذائدا على ذلك معاناة الكثير من الدول العربية المتشابهة مع المعاناة المصرية ؛ فباستثناء دول الخليج تبقى معظم الدول العربية تعاني من البطالة والفقر والتخلّف وجملة من الأمراض الاجتماعية فرضتها ظروف مسيرة تقلبات التاريخ في كل دولة ؛ إضافة للمساحة الشاسعة بين النخب السياسية وقواعدها ؛ كلها أسبابا تجعل من إنتفاضة مصر ظاهرة تتناسخ في أكثر من دولة عربية . اللجان الشعبية تشكل مظهرا من مظاهر الاشتراك حيث كان متظاهرو الطرفين على خلاف مباشر مع أجهزة الشرطة خاصة الأجهزة الأمنية لأنها دائما تشكل الذراع الباطشة للأنظمة ؛ ولأنها الفئة التي تواجه الشعب بأمر من الأنظمة ؛ وقد نجحت ثقافة اللجان الشعبية في إدارة الأزمات العربية بدءا بالعراق ومرورا بتونس وانتهاءا بمصر ؛ ما جعل شباب الفيس بوك الذين يواصلون الدعوة لانضمام كثير من دول المنطقة يدعون لتكوين اللجان الشعبية قبل قيام الانتفاضة كاستفادة من الدروس السابقة .
ونواصل ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|