|
بين السودان وتونس ومصر
|
رحلة سياحة في تونس ومصر مع هبوب رياح التغيير في المنطقة ؛تابع الكل أحداث الجمعة في مصر باهتمام بالغ ... الكثيرون منهم لم يناموا في تلك الليلة ؛ أما وسائل الاعلام المحلية فقد كانت مجتمعة على مستوى الحدث من حيث المنهجية التغطوية التي استفادت عالميا من طفرة التكنولوجيا ؛ بغض النظر عن المضمون ؛فالمتابع للأحداث في صحف ومحطات التلفزة المصرية وغير المصرية يجد فرقا كبيرا في زوايا التناول ؛ وحتى صحف وتلفزيونات مصر كانت متباينة في رؤية الحدث . الجمهور المصري فاجأ نفسه و كل جماهير العالم بتلك الأحداث التي ما كانت أخصب التوقعات خيالا تستطيع قبل يوم واحد من إندلاعها أن ترسم لها هذا السيناريو ؛ ما جعل الصحف العالمية في اليوم التالي مباشرة تخرج بعدد من العناوين المعبّرة عن تلك الحالة ؛ فقد جاء في مطلع الاندبيندنت خبرا تغطويا يقول ( مصر تحترق – مقر الحزب الحاكم يحترق ) ؛ وجاء في الجارديان ( تمكن المصريون من قهر الخوف ) بينما تبرز الديلي تلغراف مساحة لخبر عنوانه ( قائد مصري شاب إلتقى عددا من قادة الخلايا المصرية النشطة في أوروبا ) . عناوين متفاجئة بما حدث تحاول قدر المستطاع ربطه بما أحاطه من أحداث قبلية وآنية . فمنطقة الشرق عاشت هدوءا قصيرا قبل رحيل السنة الماضية مكّنتها من تحويل بؤرة إهتمامها حول أحداث حتمية متعاقبة كاستفتاء جنوب السودان ؛ والمناوشات الطبيعية مع إيران حول برنامجها النووي ؛ ودردشة بما يدور في باكستان وأفغانستان .... هذا كان كل شيء ؛ وكان الوجع الوحيد الذي يضاف لذلك ما يحدث من تطورات في مشكلة فلسطين . وفجأة وبعد فترة الاسترخاء التي لم تصدّق المنطقة أنها ركنت إليها بعد إجهادها الدائم بحروب متواصلة منذ أكثر من عقدين بدأت بالحرب العراقية الايرانية واكتملت بنكبات الخليج المتوالية كحربي الخليج وغيرها من الاشكاليات الإجتماعية الكبيرة ؛ إستيقظت المنطقة وعلى حين غرّة بانتفاضة بدأت بحرق الجسد في تونس واستشرت لتبقى مكونا جديدا في قيم التغيير بالمنطقة حيث حذى حذو الشاب التونسي الذي أحرق جسده مشعلا الانتفاضة ؛ الكثير من الشباب الذين قاموا بإحراق أجسادهم في مختلف دول المنطقة .
ونواصل ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|