|
Re: !!!التَّقوى!!! [وصيّةُ الله تعالى للأولين والآخرين] (Re: صلاح عباس فقير)
|
وهناك آيتان يتّضح بهما المقصود بالتّقوى:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، وهذه الآية ترسم المرتبة العليا التي مهما اجتهد المتّقون فلن يصلوا إليها! ولكن –رغم ذلك- كلُّ مسلمٍ مأمورٌ بالسّعي لتحقيقها، بل ذلك مقتضى خشيته من الله عزّ وجلّ!
وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: من الآية16]، أي: اجتهدوا من أجل تحقيق حقيقة التّقوى، ما استطعتم، وهي في قوّة معنى الآية الأولى، ولكنّها شارحةٌ لها ومُبيّنة لكيفيّة تطبيقها والتزامها.
وما بين هاتين الآيتين، نجد الآية الثالثة عشرة من سورة الحجرات، تُشير إلى أنّ التقوى ذاتُ مراتبَ متفاوتة، يقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13].
وقد لوحظ انطلاقاً من الآية (77) من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177] لوحظ أنَّ السّمة الكبرى التي تتّسم بها التقوى هي سمةُ الصِّدق، ذلك "أنَّ القرآن الكريم يُساوي بين الصِّدق والتَّقوى، فيؤكد أنَّ صفات المتقين هي في الحقيقة صفات الصادقين، وهذا يعني أنَّ الإنسان كلَّما توفَّر على الصِّدقِ بنسبةٍ أكبر كلما اشتدَّت التقوى بداخله، وهذا ما تدعمه الآية (33) من سورة الزُّمر: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}" . إذن، فتحديد معيار الاستطاعة في التقوى، هو الصدق، وهو أمرٌ داخليٌّ، ولا غروَ فإنّ التقوى محلُّها القلب، كما في الحديث الصَّحيح: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-) .
باختصار:
|
|
|
|
|
|
|
|
|