|
Re: !!!التَّقوى!!! [وصيّةُ الله تعالى للأولين والآخرين] (Re: صلاح عباس فقير)
|
2. حقيقةُ التّقوى في الإسلام:
لقد لحظ سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الورود المتكاثر لمادة التقوى في القرآن الكريم، بمعناها الشّرعيّ، حيث وردت في (217) آيةً من آيات القرآن، ولحظ أنّها كما اشتملت على اتّقاء المعاصي والرذائل, كذلك اشتملت على الاجتهاد في التّحلّي بالفضائل، ولذلك سأل عن حقيقتها سيّدَنا أبيَّ بن كعب، فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أميرَ المؤمنين، أما سلكتَ طريقاً فيه شوك؟ فقال: نعم. قال: فما فعلتَ؟ قال عمر: أشمِّر عن ساقيَّ، وأنظر إلى مواضع قدميَّ، وأقدم قدماً وأؤخِّر أخرى، مخافة أن تصيبني شوكة! فقال كعب: تلك هي التقوى" . ونحن نقول: حقّاً، تلك هي التّقوى! وليس هناك من تعريفٍ أدقُّ للتقوى من هذا التَّعريف! فالتّقوى في الإسلام ليست مجرَّد مفهومٍ نظريٍّ، إنّها حقيقة الإسلام كما يمكن أن تتجسّد في سلوك المسلم! إنّها خلاصةُ الخلاصة! وبالتالي فهي تشمل الدَّرجات العليا من الالتزام بالدِّين، كما تشمل الدرجات الدنيا، لكنّها لا تشمل عدمَ الالتزام بأيّ حالٍ من الأحوال! فالتقوى، ليست هي المرتبة العليا والمقام الّذي لا يرقى إليه إلا الخواصُّ فقط، لكنّها أيضاً تشمل الدرجات الدنيا من السُّلم الّتي: إذا ما تابع المسلم سيره فيها، فسيصير من أولئك الخواصّ!
وهناك آيتان يتّضح بهما المقصود بالتّقوى:
|
|
|
|
|
|