النوبة -- الأصول والجذور والمنابت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-19-2024, 07:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2011, 12:34 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت (Re: Zomrawi Alweli)

    [الباب الثاني
    القضية النوبية•

    [align=justify]

    كانت النوبة تارة رواقاً لأفريقيا ومعبراً للقوافل التجارية ولتبادل الخيرات المادية والخبرات الثقافية في أوقات السلم وتارة دار حرب وساحة مغامرة لجحافل الغزاة والباحثين عن الثراء والمهاجرين طلباً للرزق أو هروباً من وجه العدالة أو فراراً من الاضطهاد العرقي أو الديني أو السياسي وقد جاءت معظم هذه الموجات البشرية من الشمال وشملت في وقت ما الهكسوس والفرس والرومان والعرب والمماليك بكل فصائلهم والأتراك والإغريق والأرمن وسواهم من القوميات الأوربية والشرق أوسطيه.
    • خصائص الموقع والموضع النوبي شجعاً منذ أقدم العصور ميلين متعارضين للكيان النوبي هما الانفتاح والاحتكاك مع الشمال من جهة والانغلاق والانعزال الناشئ عن غلالة الصحراء والبيئة الطبيعية المحدودة الحجم والموارد وقوة النزعة الاستقلالية الملازمة لكل التكوينات الإثنية ذات الحدود الصارمة وشبكة العلاقات التي لا تتسع للآخر بسهولة ويسر.
    • الحملات العسكرية التي نظمها المسلمون لإخضاع النوبيين بعد فتح مصر تكسرت على أبواب دنقلا ومهدت الطريق لاتفاقية البقط ولكن النوبة لم تسلم أبداً حتى بعد إبرامها من محاولات الضم والإخضاع المستمرة على يد الدولة الأموية والعباسية والإخشيدية والأيوبية مروراً بالمماليك بمختلف نحلهم ومللهم وانتهاء بالترك الذين احتلوا السودان كله في 1821م.
    • بوصول قوة الكشاف لبلاد النوبة بعد 1520م عقب الانهيار الكلي للممالك المسيحية الواحدة تلو الأخرى بدأ فصل جديد في التاريخ النوبي أهم سماته استسلام النوبيين للكشف وقوة السلاح الناري والتخريب المنظم لنمط الإنتاج النوبي عن طريق الاستيلاء بالقوة على عائدات الإنتاج ونقلها مع القوى المنتجة للبلد الأم للعمل كأقنان في القصور والحقول والجيوش واكتملت حلقات التدمير بعد ذلك بوصول المماليك الهاربين من مذابح محمد علي باشا وبطشهم بالسكان من أسوان إلى مروي الحالية وما ترتب على ذلك من هجرات نوبية واسعة نحو الجنوب فراراً من الإتاوات السلب والنهب والتصفيات العشوائية التي طالت كل من عجز عن سداد الإتاوة المقررة أو تهرب منها.
    • أستأنف الأتراك التدمير الذي دشنه الكشاف المماليك لاقتصاد الساقية وعلاقاتها المزدهرة طوال قرون من خلال النهب الهمجي للفوائض ودفع النوبيين لمزيد من الهجرة والهروب من أرض الأجداد بعد طمر السواقي وينسب لمدير دنقلا في 1835م أن ثلثي سواقي دنقلا البالغة خمسة ألاف عند الفتح قد تعطلت ونخربت بسبب النقص في القوى العاملة وتدهور الإنتـاجية في وجه إتاوات تشمل ولا تقتصر على ربط الساقية، متأخرات الضريبة، وضريبة النخيل، ضريبة الماء، قلم المقاطعات، نصيب القورتي أي متحصل الضرائب، ضريبة ساقية من كل 25 ساقية، ضريبة 4 أفدنة من كل 100 فدان وضريبة عبيد المساعدة و10 قروش من كل خمس سواقي لكسوة الرقيق أضف إلى ذلك أن العائد الإنتاجي يوزع أصلاً وفق أنصبة معلومة تشمل نصيب صاحب الأرض، والساقية ونصيب الأبقار والمزارع والنجار والحداد والمركب والعمدة الصمد وجالب الماروق والفكي والأرامل والأيتام إلى جانب الاحتفاظ بكمية من الفائض كبذور لإعادة الإنتاج في الموسم القادم.
    • بعد انتصار الثورة المهدية وانتهاء أمر السودان كما قال المهدي تم إعداد جيش النجومي لفتح مصر وبذلك صارت أرض النوبة دار حرب وكر وفر بين جيوش الأتراك المندحرة وطلائع جيش الأنصار فتضاعف الخراب الموروث من الحقبة التركية بتجاوزات الأنصار وولاة المهدية بشهادة يونس الدكيم الذي أعترف بأن التجاوز في التحصيل قد دفع الأهالي في خط دنقلا وأرقو إلى الهرب. وبحلول مجاعة سنة ستة (1889م) اتسعت دائرة الهجرة والنزوح حتى أن جميع سكان دنقلا وأرقو والمحس والسكوت تجمعوا شمال حلفا ولم يعاودوا تعمير السواقي واستئناف حياتهم الطبيعية إلا بعد اكتمال الفتح الثنائي في 1898م.
    • في اليوم التاسع عشر من يناير 1899م وقعت اتفاقية الحكم الثنائي التي نصت في مادتها الأولى: "تطلق لفظة السودان في هذا الوفاق على جميع الأراضي الواقعة إلى جنوب الدرجة الثانية والعشرين من خط العرض" وفي ذلك اليوم المشئوم انقسمت بلاد النوبة التاريخية إلى شطرين لأول مرة. شطر في مصر وآخر في السودان دون أدنى اعتبار لحقائق الاجتماع البشري الممتدة لآلاف السنين أو ينتج عن ذلك من إعاقة المسار الطبيعي لتكوين قومي مميز عرقياً ولغوياً وثقافياً وذو تاريخ متصل ومصالح مترابطة وتطلعات مشتركة نصبت في موضع القلب منه حدود مصطنعة لم يطلبها أو يبحث عنها أو يرحب بها أحد إلى يومنا هذا.
    • بعد عام 1902م شهدت أرض النوبة شيئاً قريباً من طوفان نوح حين تحالفت أرقي منتجات التكنولوجيا الحديثة مع الإرادة السياسية لحكام مصر لبناء خزان أسوان وتعليته في 1912م ثم 1932م وأضيف لهما السد العالي في الستينات لتكتمل حلقات الحصار على النوبة حجراً وبشراً ومحيت من الوجود الرقعة الممتدة من أسوان شمالاً إلى شلال دال على بعد 150 كيلو متر جنوب مدينة حلفا التي نقل سكانها قسراً على سهل البطانة في وسط السودان.
    • سواء كان اقتصاد الساقية نمطاً إنتاجياً قائماً بذاته أو شكلاً مميزاً من أشكال الإنتاج الخراجي ـ الإقطاعي فقد حافظ على بنيته لمئات السنين إلى أن حل الفتح الثنائي بإستراتيجيته المحكمة لتغيير مجرى التطور الاجتماعي في السودان كله وتأثرت الساقية والمجتمع النوبي بمفاعيل تلك السياسات التي أثرت على أنماط الاستهلاك دون مساس يذكر بأنماط الإنتاج ووسائله وعلاقاته.
    • إذا كان الاستعمار نقمة لدى البعض فقد كان نقمة ممزوجة بالنعم بالنسبة للإقليم النوبي لأنه عمد في أول عهده على استتباب الأمن والاستقرار لأول مرة منذ قرون من الذل والقهر والسلب والنهب والاسترقاق، فاستأنف النوبيون حياتهم الاقتصادية دون عوائق تذكر خاصة وأن الحكم الجديد سعى لرفع إنتاجية العمل عن طريق تقديم سلفيات الزراعة وبذل محاولات عديدة لإحلال سواقي معدنية بدل الخشبية وانتهج سياسات ضريبية معقولة أقام بعض الخدمات الاجتماعية والمشروعات الإنعاشية إلى جانب حل المشاكل المرتبطة بالملكيات والحيازات لتأهيل الإقليم وإعداده للانخراط في السوق الوطنية الجديدة والتحول للإنتاج السلعي النقدي.
    • غني عن القول، أن الحكم البريطاني لم يكن معنياً بتحقيق تنمية حقيقية لا في الإقليم النوبي ولا في غيره وإنما كان هم<ه الأول هو إنشاء بنى اقتصادية حديثة في وسط البلاد في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات تكون قادرة على تلبية احتياجات السلطة الجديدة والسوق البريطانية والعالمية من جهة واستيراد السلع والخدمات الصناعية من جهة أخرى.
    • وهكذا نشأت ظاهرة التهميش أو النمو غير المتوازن أو ما يعرف بالاستقطاب في مجتمعنا منذ1898م أي ظاهرة التناقض بين التنمية في المركز والتخلف في الأطراف وتصادم وتعايش قطاع تقليدي بدائي جنبا إلى جنب قطاع حديث مع ما بينهما من فروق كبيرة في تطور القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج وتوزيع المشروعات والخدمات بين المركز والإطراف وتوفير البنى الهيكلية كالكهرباء والمياه والطرق وغيرها.
    • الحكم الوطني عوضاً عن إنجاز تنمية مستدامة ومتوازنة وإقامة نظم إنتاجية فعالة في المناطق المهمشة حسب ميزاتها النسبية وصولاً لتكامل السوق الوطنية أقتفي خطى الحاكم الأجنبي في إعطاء الأولوية القصوى لسلع الصادر واستيراد المنتجات الصناعية وتركيز المشروعات الزراعية والصناعية والخدمية في وسط البلاد أو توزيعها عشوائياً أو لأسباب سياسية بحيث كانت سلبياتها أكثر من إيجابياتها في غالب الأحوال بل أن كل المكاسب كانت تصب في النهاية في طاحونة المناطق الأكثر نمواً والقائمين عليها والمتحكمين بها.
    • الحصيلة المرة لعقود من الحكم المركزي كانت ولا زالت احتكار السلطة والثروة وتحطيم السوق الوطنية حديثة التشكيل والمفتقرة للتكامل وانهيار نمط الإنتاج الحديث والتقليدي وزوال الحدود الفاصلة بينها ونهب الفوائض الوطنية وتهريبها إلى الخارج وتسارع معدلات الهجرة والنزوح واللجوء وتفاقم ظاهرة الفقر والمجاعة والتصحر والسلب والنهب والإتاوات والضرائب، وتقدم أجواء حروب أهلية متعددة الجبهات.
    • في إطار هذه الخريطة العامة لم تقتصر ظاهرة التهميش على البعد الاقتصادي فقط ، وإنما اقترنت باستبعاد مناطق وأقاليم كاملة بما في ذلك النوبيين من الحياة السياسية من خلال احتكار العمل السياسي من قبل فئات اجتماعية معينة وعزلهم من الحياة الثقافية بفرض مرجعية أحادية لا تعترف بثقافات الأساس السوداني ولا بتعدد مصادر الهوية الوطنية وحقها في التعبير عن نفسها من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية.
    • من هنا أيضا تصبح قضية وضع حد للتهميش الثقافي وتحقيق النهضة الشاملة قضية وجودية، لأن الإنسان النوبي لا يستطيع تأسيس وجوده وثقافته على مرجعية مستمدة من تاريخ آخر، ولغة أخرى وسيرورة لا تعنيه، لأن ثقافتهم التي شيدوها على مهل طوال آلاف السنين وافية باحتياجاتهم الحالية وضامنة لاستمرار يتهم وتميزهم وتاريخيتهم واستقلالهم الذاتي دون انغلاق أو تعصب مع نهي دائم للانفتاح على الديناميات المحركة للحداثة، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
    • والزكوات والحروب متعددة الجبهات في الشرق والغرب والجنوب إلى المدن لا كقوى عاملة ومنتجة بل ككتل هائلة لا أمل ولا مستقبل لها إلا من خلال حلول جذرية لقضية التنمية ومكافحة الفقر والبطالة.
    • كيف صمدت النوبية في حين اندثرت حضارات وشعوب ولغات عريقة كالآرامية والفينيقية والبابلية والأشورية والفرعونية والقبطية؟ كيف حافظت على تماسكها في وجه غزوات وحملات عسكرية متصلة بعد انهيار ممالك مروى وعلوة والمقرة وقيام مملكة الفونج وفي عهد دولة الأتراك والمهدية والفتح الثنائي والدولة الوطنية بعد 1956م؟ كيف استطاعت لغة غير مدونة البقاء في وجه التعريب والأسلمة الكاسحة العفوية القصدية طوال القرون؟ وما السر في بقاء الثقافة النوبية وصور وأشكال الحياة المرتبطة بها في وجه متغيرات ومؤثرات خطيرة كسيادة علاقات التبادل السلعي النقدي منذ الفتح الثنائي ونشأة وتطور نمط الإنتاج الرأسمالي الحديث إلى جانب عوامل أخرى عديدة كالهجرة والتهجير كانت كفيلة بالإطاحة بكل الموروثات أو زعزعتها وتفتيتها إلى شظايا لغوية وثقافية مبعثرة لا يجمعها جامع ولا يحتويها نظام؟
    • ليس للثقافة النوبية منطق أو قانون تختص به من دون الثقافات البشرية الأخرى ولا سمات مفارقة أزلية اكتسبتها أو أغدقت عليها هبطت عليها ببرشوت من حيث لا تدري بل هي ظاهرة اجتماعية تاريخية مميزة بالفعل ولكنها مرتبطة بغيرها حيث استمدت وجودها ولا زالت تستمده من نمط الإنتاج النوبي الصامد والراكد منذ العهد المروى إلى يومنا هذا.
    • حتى بعد اكتساح العلاقات النقدية للمجتمع النوبي وحلول الطلمبات محل الساقية لا زال نمط الإنتاج النوبي قائماً على نفس علاقات الملكية والإنتاج ووسائل وأدوات الإنتاج البدائية وطالما بقي هذا الأساس على حاله، ستظل النوبية تعيد تكوين نفسها دون توقف وتواصل إنتاج نفس الثقافة فيما تظل كل حركة داخل الجماعة النوبية مهما بلغت قوتها أقرب لحركة الاعتماد لا النقلة كما يقول المعتزلة
                  

العنوان الكاتب Date
النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-12-11, 07:56 AM
  Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-12-11, 09:22 AM
    Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت ابو جهينة02-12-11, 09:36 AM
    Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت صلاح عباس فقير02-12-11, 09:45 AM
      Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-12-11, 11:42 AM
        Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-12-11, 11:44 AM
          Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-12-11, 11:47 AM
            Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت Zomrawi Alweli02-13-11, 12:34 PM
              Re: النوبة -- الأصول والجذور والمنابت بريمة محمد02-14-11, 02:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de