في ذكرى الرحيل المر لسيزر الكرة السودانية (سامي عز الدين)

Quote: جائني صوته خافتا ,, مبحوحا ,, الو ,, الو ,,, منو معاي ؟؟؟ معاك سامي عزالدين ,, اهلا بيك بس صوتك غريب !! والله يا جار تعبان شوية ومرهق وعندي ضربات في القلب ,, اشفقت عليه ورجوته ان يحافظ علي صحته وان يقابل طبيب حتي يقف علي صحه قلبه وان يخفف من التمارين خاصة انه قضي فتره كبيرة دون تدريب او ممارسه رياضة مما تسبب ذلك في سمنه قد تسبب له مشاكل صحيه , وقلت له ضروري اجراء فحوصات للقلب والكلسترول خاصة انه في مصر ,,وعدني خيرا ,, انتهت المحادثة بيننا ,, ولكني لم اذق طعما للنوم في الليل, بدأت استرجع كلماته وتخوفه من ضربات القلب وشكواه التي خصني بها ,, اتصلت به صباحا عدة مرات ولم يجب ,, انشغلت كثيرا لعدم الرد ,,ولكنه عاود الاتصال بي بعد الظهر وطمانني انه بخير الآن ولكنه مرهق قليلا ويحتاج الي راحه فقط ,, كررت له ان يقابل الطبيب , وقبل ان اودعه ذكر لي انهم ذاهبون غدا للتسوق بالقاهرة خاصه انه يود ان يشتري ملابس لاطفاله واهله ,ووعدني بالاتصال بي من وقث لآخر ليطمأنني بصحته ,كما ذكر انهم سيغادرون للسودان قريبا جدا ...................................... كنت في العمل عندما اتصلت بي زوجتي وهي تعلم مدي صداقتي للحبيب سامي عزالدين , وسألتني عن اخبار سامي عزالدين ,, استغربت جدا من سؤالها في ذلك الوقت خاصة انني لم اطلعها علي اتصالي به في القاهرة,,حقيقة زادت ضربات قلبي وشعرت ان امرا قد حدث للحبيب ,,وعندما شعرت زوجتي بالضيق الذي اعتراني ,, قالت انا سمعت في اخبار التلفزيون ان سامي مريض وفي حاله حرجة وهو الآن في العناية المركزة ,, لم تشاء ان تطلعني بالحقيقة اتصلت باحد الاصدقاء المقربون لي وللحبيب سامي حيث وجدته يبكي بحرقه حيث لم اتمالك نفسي وبكيت بكاءا هستيريا التف حولي لاعبي نادي الوصل يواسوني في اخي الذي فقدته كثيرا ............. سامي الذي سكن القلوب واقام مملكته فيها ,,وعاش بين الضلوع واحتل الشرايين الحمراء وصار نغما تتغني به الملايين عندما كان لاعبا وعندما اتي مدربا وعندما رحل عن سمائنا ,, رحل بجسده ولكنه ترك لنا روحه السمحة الي اودعناها في النجمة لنستدعيها حين يخفت الضوء لتسطع وتنير الدروب,كان شعلة من نشاط يعمل كثيرا ويتحدث قليلا , كان قائدا من طراز فريد,لا يجامل ولا يتلاعب ولا يهازر ولا يغدر,, كان كالمطر الذي يسقي الزرع والوقود الذي يقود القاطرة , والخيط الذي يربط دفاعه بهجومه ,,كان محبا للمريخ وادل علي ذلك عندما اتته فرصة اللعب كمحترف في مطلع الثمانينات لنادي الوصل وكان يومها في قمة عطائه,, ولكنه اعتذر وفضل زميله حموري . عزيزي وصديق الطفولة سامي لا اقول لك وداعا فانت ما زلت بيننا تفعل فينا مثل رائحة العبير وتغلف نفوسنا بالعطور, اربكت اهاتنا عندما كنت تهطل كالمطر,وحجرت دموع عيوننا عندما جاء القدر,يامن كنت كالطاؤوس بالوانك الزاهية واجنحتك الحمراء والصفراء ,,كنت كطائر لا يحب غير الارض الخضراء والنسمة العليلة التي تأتي في المساءات الهادئة الوادعة واوقات الاصيل الناعمة الناعسة وفي تباشير الصباحات الندية الصافية ................................................. يعيش البعض مرتديا اقنعة لكل زمان ومكان الا انت فمنذ ان عرفتك لم تتبدل ولم تتغير ولم ترتدي قناعا لم تكن مقتنعا به ,, عشت لاولادك ومريخك ,, عشت فقيرا ومت شهيدا,, رحلت غنيا باخلاقك وتفانيك,,وبمحبيك ومريديك واصدقائك في كل مكان وكل زمان ,,ادري ان ليس كمثل الحاجة اذي ولا قدرها وزنا وشقاء,,ورغم ذلك اعرف عنك انك تبطن الحاجة وتلفها بدفء العزة ولا تجعلها تغادر ضلوع صدرك الكبير الواسع.................................................................................. المهمومون با سعاد الناس احياء من الدرجة الممتازة,يستمعون الي نبض القلوب,وينامون علي ايقاع الاحاسيس ,يدركون كل ما بسمعون,ويفرحون للجمال اينما كان وفي مكان , هم مسكونون بروح وثابه تدرك مقاصدها اينما حلت وارتحلت ,.. انهم لايمرون كالهواء بين البيوت لانهم يقرئون ما كتب في الازقة والجدران ......................................................................................... واخيرا قمة السعادة ان لا يعيش الانسان لنفسه فقط ,,,,,, فقد عاش الراحل المقيم لينشر السعادة من حولنا , ######ر نفسه لخدمة واسعاد الملايين من ابناء الوطن ,كما انه آثر التضحية بالنفس وهو يغادر هذه الدنيا وهو يؤدي عمله في خدمة الزعيم ,والايثار والتضحية بالنفس هما اغلي المعاني التي يمتلكها الانسان , كما ان النفس اعز ما نملك وعندما نقدمها هدية للمحبوب فذلك قمة الايثار بالروح التي لا ينال شرفها الا القليل من الشرفاء ........................................................................ عشت بطلا ومت شهيدا فهنيئا لك يا صديقي ..........