|
Re: فلنتضامن مع ثورة الشعب المصري ونشدد المقاومة ضد نظام الانقاذ حتي اسقاطه. (Re: الهادي هباني)
|
الأخ الكريم السر بابو لك شكري قبل أيام كتبت الآتي: هب الشعب المصري العملاق في شمال الوادي وبعد سنوات طويلة من حكم الرئيس حسني مبارك وحزبه الوطني الديمقراطي ليقول كلمته ورأيه في النظام الحاكم وهي أن "الشعب يريد اسقاط النظام" . هكذا قالوها بدون مواربة أو دثار وبصوت مئات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع لعدة أيام متواصلة في القاهرة وجميع المدن الكبرى والمحافظات المختلفة، مقدمين شهيدا تلو شهيد ورافضين لكل الحلول الارضائية التى قدمها الرئيس مبارك. إذن هو مطلب واضح لا لبس فيه فهمته الشعوب العربية، وإن لم يفهمه الرئيس المصري بعد. ومن باب الحس القومي والأخوة والجوار ولان هذا ما تفعله الشعوب الحرة ، خرجت الجموع في العواصم العربية تردد الهتافات التي تعبر عن تضامنهم مع شعب مصر. خرجوا في اليمن ومورتانيا وتونس والأردن والمغرب وفلسطين والجزائر وحتى قطر. بل حتى الشعوب غير العربية في تركيا مثلا خرجت تساند شعب مصر. وفي عواصم أخرى كثيرة خرج المصريون وتظاهروا امام سفاراتهم يرفعون نفس المطالب، وبكل حماس انضم إليهم إخوة لهم من العرب مساندين. غير أن كل ذلك لم يحرك ساكنا في إخوتهم في جنوب الوادي فسجلوا غيابا مدهشا في شوارع الخرطوم حق لكل من لا زال يملك قدرا من الحياء أن يسميه غيابا مخجلا. لم تخرج مظاهرات لا صغيرة ولا كبيرة، لا منظمة ولا عفوية ، لا حكومية ولا "معارضاتية" تساند إخوة الشمال أوحتى تعزيهم في شهدائهم. هو ذاته شعب مصر المؤمنة بأهل الله الذي استقبل على مر سنوات النوائب والازمات والحروب المتتابعة في جنوب الوادي أفواجا من السودانيين ولم يضق بهم زرعا حتى كادوا أن يصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي هناك، استقروا وعملوا بل امتلك بعضهم البيوت والاعمال وتخرج أبناؤهم من المدارس والجامعات المصرية. لكن عندما احتاج شعب مصر منا وقفة مناصرة هي أضعف الايمان، لم تعد "مصر أخت بلادي، لا شقيقة"، ولم يكن ما يحدث فيها ملهما لمشاعر التضامن ولا المآذرة، مصر أصبحت دولة واق واق لا علاقة لنا بها ولا صلة، لا تشترك معنا في جوار ولا تاريخ ولا نيل ولا صلة دم ، لم تعد مظلتنا من هجير المؤتمر الوطني والاضطرابات والحروب ولا حتى الاستراحة التي نعبر منها إلى حيث الحقوق تصان والحرية تقدر في أميريكا وكندا، أصبحت، لاشيء. هكذا صرنا، صنيعة النظام القمعي، مجردين من المشاعر، متبلدي الأحاسيس. هكذا فعلت فينا سنوات من غسيل المخ المنظم والاستخدام المستدام لأساليب لا أخلاقية ممنهجة لتجريدنا مما نملك من مروءة وتسخيرنا لما يتمشى مع رغبات جلادينا وأهوائهم .هكذا صرنا كما أرادوا شعبا بدون ارادة لا يقول نعم ولا يقول لا إلا بأمرهم وبأفواه أسلحتهم، شعب يعيش أيامه كالمنوم مغنطيسيا لا حول له ولا قوة. وكما لم نآذر مصر الشقيقة اليوم أتوقع ألا يفتح الله علينا بكلمة عندما يتم الاعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان فلن نخرج إلى الشوارع لنشارك الشعب الجنوبي فرحته بانفصاله عن الشمال والتي أعلنها بنسبة تكاد تكون 100% ولن نخرج باكين على سوداننا الجديد الذي تشبه حدوده الجنوبية أشلاء جسد فجرته قذيفة وأي قذيفة!.. ودور يا جمل حتى آخر قطرة من زيتنا
|
|
|
|
|
|