عدت إلى المنبر لكي أشكر شباب 30 يناير .. !!

Quote: كمال كرار بعد خروجه من المعتقل؛ يرسل شهباً ونيازك Quote: شهب ونيازك كمال كرار [email protected] شكراً بني وطني والآخرين > فكرت أن أكتب هذا العمود عن ال ( ١١ ) يوماً التي قضيتها معتقلاً مع العشرات من أبناء وطني بمباني الأمن السياسي ببحري، ولكنني غيرت رأيي لحكمة تفهمونها فيما بعد. > وكنت أود أن أتحدث عن الصمود الأسطوري لأولئك الشباب والكهول المستمد من صمود وقوة الشعب السوداني عبر التاريخ، ونظرات الثقة في عيونهم والأمل في سودان حر و ديمقراطي لكنني عدلت عن هذا في إطار ترتيب الأولويات. > وكان بودي أن أسأل جهاز الأمن مجدداً عن سبب اعتقالنا جميعاً طلبة وعمال وموظفين وصحفيين وغيرهم، ولكنني تذكرت أنّ قانون جهاز الأمن الذي خالف الدستور الانتقالي يجيب على سؤالي. وتذكرت أيضاً تلك الإنقاذية الشهيرة التي دافعت عن حق ” الجهاز“ في الإعتقال بالقول أنه ليس (وداعية). > وهممت أن أكتب مقالاً بعنوان يوم في حياة معتقل سياسي، لكنني اكتشفت أنني لا أنفع كاتب قصة قصيرة ولا طويلة كما أنني لا أجيد الأحاجي التي أجادها ذات يوم البروفيسور عبد الله الطيب. > وطاف بخاطري أن أكتب عن ذلك السوداني الشهم ”سواق الأمجاد“ بشارع المك نمر عند الحادية عشرة من ليل الأربعاء الثاني من فبراير والذي ”شاكل“ دورية الأمن المدججة بالسلاح محتجاً على طريقة اختطافنا بالقوة المسلحة فلقى ما لقى من عناء، ولكنني تذكرت أنني لم أر وجهه أو لون عربته لجهة أننا كنا في وضع لا يمكننا فيه رفع الرؤوس أو مجرد تحريكها والبنادق الآلية مشرعة فوقنا. > وكنت أيضاً أرغب في الحديث عن الحوار الطويل السياسي – الاقتصادي الذي دار بيني وبين مدير الإدارة السياسية بالجهاز في يوم من أيام التحقيق، لكنني تركت ذلك لسانحة أخري وإن كنت قد شرحته للمؤسسات الحزبية الشيوعية. > سأتحدث في هذا المقام عن التضامن المذهل الذي وجدناه من كافة فئات الشعب السوداني. > سياسيون وأحزاب وناشطون طالبوا باطلاق سراحنا عبر الندوات والمذكرات والليالي السياسية والانترنت. > صحفيون زملاء المهنة اعتصموا أمام مجلس الصحافة احتجاجاً علي اعتقالنا، وكتبوا في الميدان تضامناً معنا وشبكتهم كانت في الميدان وملأوا الأرض احتجاجات صارخة. > أسر المعتقلين المتجمهرين والمعتصمين أمام مباني الجهاز منذ بدء الاعتقالات وإلى يومنا هذا والاصرار على إطلاق سراح أبنائهم أو السماح برؤيتهم. > منظمات محلية ودولية مهتمة بحقوق الإنسان وسفارات تضامنت معنا، واحتجت بمنتهى القوة على انتهاكات حقوق الإنسان في السودان وخاطبت الأمم المتحدة بهذا الشأن. > وفوق هؤلاء وأولئك دانييل الجنوبي ابن الثلاثة أعوام وصديقي الذي أطلق تصريحات قوية نقلتها لي جدته بعد خروجي من المعتقل، فقد قال لها إنه سيستعين بأصحابه من الشرطة وسيركبون ”البوكس“ ويقتحمون الجهاز لتحريرنا من قبضة الأمن. > إنعل أبو نيفاشا التي طبعت الحيرة فوق عيني هذا الصغير الذي لم يعرف ”هو وأمه“ غير السودان الشمالي وطناً وهوية، فهم اليوم في خرائب سوبا لاجئين وهائمين بقرار الإنفصاليين الجنوبيين والشماليين ولكن إلى حين يا سدنة يا تنابلة يا ......... مرجفين. ** صحيفة الميدان العدد 2330 - الخميس 17 فبراير 2011م