|
Re: إحتفاءً بالذكرى 26 لشهيد الفكر والكلمة .. ندوة (ماذا بعد الإستفتاء ؟) .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. نور الدين ساتى:-
الوطن فضاء يسع الجميع , لكن بعض القلة تعتقد انها وحدها تستطيع ان تُدير هذا الفضاء وبالطريقة التى تُريدها وتظن انها تملك الحقيقة وحدها .. ليست هناك مجموعة تملك الحقيقة المطلقة وحدها , الحقيقة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يجدها الناس من خلال التواصل . الجنوب ذهب او سيذهب خلال ايام , والجنوب قد ذهب لانه يملك المقدرة على الذهاب , ولكن ما مصير اولئك الذين لا يملكون المقدرة على الذهاب ؟ , هذا سيعمق الازمة السياسية والاجتماعية والمواجهة والصراع , سوف تحتدم الازمة السياسية , وعلى الذين يمسكون بزمام السلطة ان يفهموا هذه الامور . ماذا يمكن ان يحدث ؟ , ستكون هناك حركات احتجاجية , ونحن نُريد ان نكفل امن وسلامة الجميع , وليس امن وسلامة قلة , سلامة الشعب وممتلكات الشعب , وهذا لا يتم الا اذا فتحت الابواب والنوافذ , وتواضع الناس على مشروع مُشترك , مشروع لادارة ما تبقى من السودان , والجزء الذى تبقى نعرف ان فيه مشاكل , فى دارفور والشرق , والقضية لم تُصبح جهوية فحسب فهناك الازمة العامة , هناك الازمة الاقتصادية , والازمة السياسية , هناك ازمات اجتماعية , وهناك تغيرات اجتماعية كبيرة جداً فى تركيبة البلد , الفقراء اصبحوا اكثر عدداً وفقراً , والاغنياء اكثر غنى .. نحن نعيش فوق قنبلة مؤقتة , وخسرنا الجنوب لاننا خسرنا معركة الحرية , معركة الإستنارة والانعتاق , لابد ان نحرر انفسنا من افكارنا الموروثة , ونبدأ بتحرير الفكر , نتحرر من القيم التى ربما كانت فى الماضى قيم ايجابية , لكنها الان هى قيم سلبية , وهذه هى نقطة البداية . الفكرة التى من الممكن ان نتفق عليها هى اننا كلنا سودانين , وليس هناك سودانى مواطن درجة ثانية او ثالثة , عندما كنا شباب لم تكن القلبية او الجهوية تعنى لنا الكثير , ولكنها الان اصبحت جوهرية , وهذا بسبب التفكير السلبى الذى ساد خلال السنوات الماضية . الدين ليس ملكاً لاحد , المشكلة ان هناك علماء يُفسرون الدين بطريقتهم الخاصة وهناك مصالح , انا شخصياً مُتدين اصلى واصوم , ولكن ارفض ان يفرض على انسان ما لا اريده , لا اكره فى الدين والسياسة والمجتمع . تم اكراه اخوتنا الجنوبين على ترك الوطن , وطبعاً مثلما ساهم الشماليين فى هذا الامر فقد ساهم الجنوبين فيه , لكن فى نهاية الامر لم يكن امام الجنوبيين من خيار . انا وحدوى وارفض فكرة الانفصال , واعتقد انه ليس حلاً رغم تعاطفى مع الجنوبيين , وكانت هناك طرق لحل هذه القضية , الولايات المتحدة الامريكية كان فيها اضطهاد , وهناك نموذج جنوب افريقيا , ولا يمكن لوم الجنوبيين على الخيار . الحفاظ على ما تبقى من البلد يتم بواسطة اجراءات معينة , الخطوة الاولى بتغيير مفردات اللغة السياسية واحترام عقول الناس , والحرية والانفتاح والحوار , والاتفاق على رؤية مشتركة للمستقبل فيما تبقى من الوطن وفى مستقبل الجنوب , تضميد الجراح وجبر الكسور , واعادة الحقوق الى اهلها . ليس هناك من سبب للحجر على عقول الناس , ليس هناك شخص يفكر للجميع او فئة تفكر للجميع . لابد هنا من كلمة حول الشريعة , اعتقد ان الطريقة التى تم تطبيق الشريعة بها فى السودان , او يتحدث عنها بها الناس فى السودان , قد ظلمت الدين نفسه , والتطبيق بهذا الشكل احدث رد فعل كبير جداً على المستوى الخارجى , واعتقد اننا ليس فى حاجة لقصر وقهر الناس لتطبيق الشريعة عليهم بهذه الطريقة , الدين هو انفتاح على الآخر , وهو الحرية وليس القهر . عن التعامل مع جنوب السودان بعد الإستفتاء , اعتقد انه لابد ان تكون هناك حركة شعبية , نحن قصرنا كثيراً فى الماضى حيث اننا لم نمد ايدينا الى الاخوة فى الجنوب بالصورة الكافية , والمجتمع المدنى - ونحن نعرف القيود – لم يقدم ما فيه الكفاية , البديل عن التباكى عن ما حدث يجب ان نُصبح اكثر ايجابية , وان نسعى للتعامل المشترك , مجموعات العمل فى الشمال والجنوب يجب ان تسعى لكى تلتقى وان تكون هناك منابر لهذا الالتقاء , وهى حركة متاحة لكل من يرغب فى مد الجسور بين الشمال والجنوب , وان يتم الاتفاق على برنامج مشترك , وان نتحدث تكامل يكون على اسس جديدة , مثل الحدود المفتوحة وحرية الحركة والتواصل والتبادل , هذه الاسس وفقاً للاحترام المتبادل , والزيارات الميدانية مهمة جداً فى هذه الحالة . هذه هى بعض الافكار القابلة للحوار , وشكراً جزيلاً .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-27-2011, 05:03 AM)
|
|
|
|
|
|