في رثاء الأديب الراحل علي المك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2011, 09:15 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك (Re: عبد القادر الرفاعي)

    فى رثاء على المك:
    نداء طويل فى ليل بهيم
    بقلم:د.عبدالقادر الرفاعي


    العزاء موجه إلى : د. شريف الدشونى، د/ الصادق أزرق، د. بابكر أحمد الحسن، د. محي الدين عبدالرحمن الزين، د. أحمد عباس أبوالشام.. إلى أبوزيد محمد صالح، الدكتور الشيخ كنيش ، فتح الرحمن حسن طه، صديق محمد فرح، وإبراهيم مسلم وميرغني المحسي.. إلى د. محمد عثمان الجعلي، د.عبدالله الطيب خلف الله، محمد إبراهيم نقد، الأستاذ محجوب عثمان، والسفير حسن إبراهيم دبلوك، محمد نور السيد، فاروق المقبول، د.كمال عبد الكريم ميرغني.. إلى جيلي عبدالرحمن، غايب طعمة فرمان وعلى عبدالقيوم، وإلى د. علي عبدالله عباس، وعمر الدوش، ود.عبدالمنعم خليفة وعبدالقادر خليفة، وإلى الجندي المجهول عبدالفتاح الرفاعي.. وبالطبع إلى الشاعر محجوب شريف .

    أيها الحبيب.. يا على المك..

    حين بلغنا نبأ نعيك كانت أمدرمان قد أرتسمت فى خيالنا كأروع ما تكون الشهادة على عصرنا الدامي الحزين .. أمن مجد الانتماء الى أعرق المدن .. أمدرمان العاصمة الوطنية .. ومن مجد الانتساب الى أعرق الأسر فيها، تمضى إلى نيومكسيكو وترحل هكذا وبهذه الطريقة؟

    بعيداً عن ثرى وطني

    يضج هواك فى بدني

    وأحمل قبرك المعطون ..

    فى الأهواء والشجن

    تهيل الترب للذات ..

    إذ تعطي بلا ثمن

    ويطلع في حباب الكأس

    كالأشباح

    كالكفن

    فأين نعاك لي برق

    وكيف نأيت عن زمني؟



    علي يا علي ..

    قبلك عندما رحل عنا الأديب الحبيب طه الكد وترك لديك قصيدته الطويلة (تهويدة).. رسمت أنت لوحة لقصيدة طه تلك التى عشقتها فزينت بها جدار بيتك.. في يوم تأبينه وكان قد مر عام على رحيله، التقينا فى باحة البوفيه بحي ودارو بأمدرمان حيث تم افتتاح دار للكتب اقترحت (طه الكد للآداب) اسماً لذكره.. وفى الخطبة الأولى ردد أستاذنا الهادي أبوبكر (إن الذكر للإنسان عمر ثان) ... أخذنا الحزن ثلاثتنا أنت وخالد الكد وأنا معكما، وتساءلت فى نفسي : من منا بعد طه مرشح للرحيل ؟؟

    لم يكن رحيل طه الكد بداية تؤسس للفجيعة، فقد سبقه آلاف الشهداء ممن لا يقعون تحت حصر، وعاد للوطن ليغرق مرة أخرى بدم حرب مجنونة في الجنوب وبحصار الجوع .. فقر بشع لم يعد في العمر طاقة لاحتماله ... بل أن مأساة الكتاب والأدباء والمثقفين ما برحت قائمة، فإذا هم يدفعون غالياً من حريتهم واعتراضهم ..

    يفتقدك الآن المثقفون الذين قلت عنهم في رثاء طه الكد : إن التطور الإيجابي من اتجاه إلى آخر ليس مستحيلاً .. بل أن الرؤية الشاملة التي تولد جنيناً موروثاً من البيئة والطبيعة والتاريخ مكفول لها الحياة .. وأن الثقافة التي تشب في حضن الثقافة والمجتمع، والتي تصقلها الخبرة والتجارب والموهبة ليست من الأمور التي تنقلب رأساً على عقب . من الممكن أن تنتصر الرؤيا وأن تنكسر ... أن تتطور وتنمو وتتعمق وتخبو بالتدريج ولكنها لا تفاجئنا مطلقاً بالانتقال من النقيض إلى النقيض.

    علي ... يا علي

    حين بلغني نبأ نعيك أصابني حزن ضرير..

    كأن جسراً بيننا تحطما

    سحابة تجمدت على السما

    كأن شوقاً مظلما

    ما كان يا على تسمما

    يا ليته ما همهما..

    وظل تلا أبكما

    (جيلى عبد الرحمن)

    يا على الحبيب


    الكحل في الأعين النجل بعض هداياك ..

    والعشب في شفة النيل بعض صنيعك

    الحدائق واجمة لرحيلك

    قد بلل الدمع أثوابها

    المقاهي تغادر أحبابها

    والقصائد محلولة الشعر

    كاشفة النحر

    تخرج نائحة في الطريق

    (محمد المكى ابراهيم)

    يا على المك

    للمرة الثالثة اتشح الوطن بالسواد ، بعد عامين تركنا الوطن يتأرجح مثل برميل من البارود ، معلق على حبل دقيق .. وغاب خلف جدران السجون لفيف من النساء والرجال والشباب البواسل .. حتى الشيوخ الذين ضمتهم زنزانات موحشة في الماضي لم ينعموا بشيخوخة هادئة ، وقضى أن تمضى أيامهم في ظلام دامس ونهارات أثقالها كالرصاص .. وغاب عن الأنظار رجال أجسادهم مثقلة بأعباء الاختفاء عشرات السنين .. يدخلون .. يخرجون وقد انقلبت (تحولت) كل حواسهم إلى عيون وأذان .. لكنهم على ثقة أن حريتهم وحرية الوطن ستعود عنوة واقتداراً. يحيط بهم الحذر والبذل والأمل . أن قصتهم من بين الأقاصيص جميعاً تبرز كعلامة طريق وعر وشاق ( طريق الشعب كتاب نقرأ فيه .. وطريق جهنم أن تختار طريقاً لا يمشيه) عزموا على اجتيازه مهما كانت الصعاب والأهوال والعقبات ، ودليلاً قاطعاً على وعورة الرحلة التي خاضوها ومرارات النتائج (النهايات) التي انتهوا إليها .. بل الأمل الوشاح ، لابد من صنعاء وان طال السفر.

    يا على الحبيب

    أعلم علم اليقين أن اليوم قادم ... يوم تأتى لحظات تتجسم فيها الذكريات وتكتسي نقاوة البلور .. سوف تأتى ولكن ويا للحسرة أنها تعود بدونك .. الآن برحيلك انتهى كل شيء ، ليتك لم تسافر إلى نيومكسيكو ، لكنك فضلت السفر بعد أن قضيت جل عمرك خلف نافذة الوطن الجميل .. كنت ترى من خلال النافذة أصدقاءك يغادرون إلى مدن بعيدة ، كنت تراهم حيث الرماد غيمتهم والوطن غارق في مستنقع الظلمة وسدود الآلام والمحن . والآن برحيلك اختفى كل شيء .، والكل أخذ قسطه من الأذى ونصيبه من الجوع والفاقة والأحزان .. اختفى مثقفو المناسبات الحمقى الذين يطرقون باب العسكر عند كل انقلاب .. اختفى شعراء المديح وجامعوا فتات الموائد إذ لم تترك لهم دولة الحزب على موائدها إلا النذر اليسير . أمعاء الاستبداد القديمة تفرغ ما في جوفها وتلافيف الاستبداد الجديد تستقبل والخسارة للوطن ،للتاريخ .. سنة الانقلابات سائرة ولكنها هذه المرة لا مناص منها ولا مهرب ، هناك دولة الحزب نشأت دون رحمة ولحق بها أبناؤها المرموقون ، هناك عائلات طورت نفسها باتجاهين ، من ناحية الأبناء الذين تسلقوا سلم الرتب والآباء والأتباع الذين طوروا تجاربهم وتسلقوا سلالم خفية تمد لسانها لناطحات السحاب في نيويورك .. وأنت ترحل الى الدنيا البعيدة .. إذا كنت من أهل الحظوة والكلمة المسموعة ادخروك كما يدخر المال في المصارف ولكن بفوائد خيالية.

    يا على ما عاد الوطن مزيناً برايات الشهداء الممنوعين من إعلان استشهادهم .. ما عاد الوطن سوى جرح كبير يحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم.
    يا على.. يا لحزن الوطن عليك يا على .. ما عادت دارك ترعاها ولا حديقة دارك تنسق أزهارها لترتب ركن البيت وتتابع دورة العشب الأخضر.

    الآن انتهى كل شيء وصارت عيوننا مخنوقة (محتقنة) بالدمعة حزناً عليك وقد تقطعت أوتار الوصل وافتقدنا والوطن ثقافتك الواسعة أدباً وشعراً وسينما ورسماً وموسيقى .. كنت تدرى وأنت سيد العارفين أن الأدب والفكر والثقافة لا تصدر عن قرار مفاجئ .. إنها مشروع تاريخي ونحن في زمن بدون مشروع .. الوقت المتبقي من تعب البحث عن القوت اليومي يتطلب ضحكاً أو بكاء .. الآن أن لك أن تنسى ما كان عليه الأدب والفكر والثقافة خلال نصف قرن .. ذلك الذي كنت مشاركاً فيه أو ملحاً عليه في حياة أو مجتمع كان بأحلامه يضئ الطريق ويخاطر بقراءة محمود محمد طه وعبد الخالق محجوب ، وأعلام مثل التيجانى يوسف بشير و د. التيجانى الماحي .. سلام عليهم جميعاً وسلام عليك فى الخالدين
    يا على لم يعد الوطن ينهل من ثقافتك كلاماً وترجمة وكتابة .. الآن يفتقد الوطن صديقاً وأديباً وفناناً من عيارك .. وكيف لا ومن للبسطاء الذين الفتهم وألفوك فتلفحوا بدثارك.

    وا ضيعة القلم الذي ازدهر بين يديك وحين أزف موعد الرحيل كان الحبر طرياً على أوراقك ... أين يلقاك كمال سينا ومحمد عثمان ومختار كنه وصديق نقد وبرعي أحمد البشير وغيرهم وخلافهم .. أين يلقاك الشباب المبدع وفى أي مقام وقد عرفوك عند كل مقام وفي مقام الإبداع ... هؤلاء جميعهم وغيرهم سيحملون عالياً أعلامك ويبنون لك (معهد على المك للغة والآداب) .. يا على هبنا صبرنا على فراقك عنوة ، من ذا يصبر أسرتك ، كلارا و كارمن ومحمد وبهاء وأمهم وشقيقتك أم سلمة .. هل كتب علينا أن نتدهور من عزاء لعزاء ومن مأتم لمأتم ومن سرادق لآخر .. الحقيقة المرة افتقدنا عطاءك الثر وفكرك الثاقب وشبابك المتجدد .. ها قد فقدتك أين أنت ....حتى خطاباتك للدكتور الصادق أزرق ولى من كالفورنيا ولوس أنجلوس
    وسان لويس عن (هواء كالفورنيا رغم نعومته وأريجه ليس يملأ صدري، لن يفعم قلبي ولا يترع الشطآن والأنجم والقلب).

    انتقلت عنوة إلى مكاتب الأمن فماذا جنينا ؟ لقد كنت في أحياء أمدرمان ركناً ركينا على الأرض .. نابتاً فيها لا تتزحزح عنها إلا بمقدار ما تقتضيه الضرورة تماماً مثلما يحدث لك في بقية الأحياء ، تهمس فيرتفع صوتك فى الأرجاء وتسمع كل كلمة يقولها الناس، ترسل النكتة والقفشة فتلفت وجوه وتضحك أفواه وتلمع عيون بولعك بمحادثة الناس ومداعبتهم فأين ذهبت الآن بشاشتك القديمة ؟ هل يصفو الزمان فيكتحل الجفنان بمرآك ؟؟ يا أبن القفشة والدهشة.

    صبر الموال الجوال

    أنت العابث أم عبثت؟

    الناكث أم نكثت ؟

    قد ملتك ، أظلتك سماء من غير مصابيح

    من يلمح في سيف يديك

    زهرة فل والحقل شحيح !!

    (جيلي عبد الرحمن)

    *******

    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-11-2011, 10:53 AM)
    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-16-2011, 05:31 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
في رثاء الأديب الراحل علي المك عبد القادر الرفاعي01-11-11, 08:16 AM
  Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك عبد القادر الرفاعي01-11-11, 09:15 AM
    Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك عبد القادر الرفاعي01-11-11, 09:59 AM
      Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك Abdul Monim Khaleefa01-11-11, 05:14 PM
        Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك طارق ميرغني01-11-11, 05:48 PM
          Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك Ahmed al Qurashi01-11-11, 08:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de