|
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! (Re: خضر عطا المنان)
|
وتحت عنوان ( يوم سوداني أسود ) كتب زميلي بصحيفة ( الراية القطرية ) حامد ابراهيم المقال التالي :
Quote: اليوم الأحد التاسع من يناير عام 2011 تاريخ سيذكره السودان شمالا وجنوبا والعالم أجمع لأنه يوم كتابة التاريخ الجديد للسودان بلد المليون ميل مربع بحيث إما أن يكون دولتين وهو الأرجح وإما دولة موحدة وهذا شبه مستحيل في ظل الواقع الحالي خاصة بعدما بدأ الجنوبيون احتفالاتهم وتحضيراتهم المسبقة حتى قبل قيام الاستفتاء المقرر اليوم ولذلك فالسودان ما بعد يوم التاسع من يناير2011 سيختلف تماما عن السودان ما قبل هذا التاريخ لأنه دخل مرحلة جديدة وبقيم ومفاهيم جديدة هزمت المشروع الحضاري في الشمال والقائم على الأسلمة والتعريب ومشروع السودان الجديد والقائم على التعدد الإثني والعرقي والديني والثقافي الذي تبناه الراحل جون قرنق ومات بوفاته الفجائية.
فالسودان بعد التاسع من ينايرعام 2011 ليس السودان الذي ورثته الأجيال من جيل مؤسسي الاستقلال الإمام عبدالرحمن المهدي والزعيم إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب وليس ايضا السودان الذي حكمه الراحلان ابراهيم عبود وجعفر النميري ولا السودان الذي حكمه الصادق المهدي والراحل أحمد الميرغني ولا حتى السودان الذي حكمه المجلس العسكري الانتقالي برئاسة المشير عبدالرحمن وإنما هو سودان شريكي الحكم "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" وهو سودان نتاج الفشل السياسي بل حتى الأخلاقي في عدم الوفاء بالعهود والعقود.
فسودان اليوم لا مكان فيه للوحدة بل إنه سودان دولتين شمالية وأخرى جنوبية نشأت في غفلة من الزمان بسبب تراكم الأخطاء المتعمدة وإلا لماذا اختار الجنوبيون الانفصال رغم أن الفترة الانتقالية حددت أسسًا للوحدة الجاذبة التي تحولت الى مجرد شعار أجوف ظل يرفعه أهل الحكم عند الحاجة الأمر الذي قاد الى الوضع الحالي الذى أصبح فيه لأول مرة يعمل الجنوبيون علنا من اجل الانفصال واقامة دولتهم المستقلة ويرفعون شعارات ولافتات مثل "باي باي ام درمان، ووداعا الخرطوم".
فالسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن الانفصال؟ الحركة الشعبية أم المؤتمر الوطني، أهل الجنوب أم أهل الشمال؟ السودانيون بمختلف انتماءاتهم أم المجتمع الدولي؟ من الصعب الوصول الى جواب قطعي ولكن كل المؤشرات تدل على أن هناك عدة عوامل ساهمت في وصول السودان لهذا الواقع المؤلم الذي مهما حاول الجميع التخفيف من آثاره فليس بإمكانهم فعل ذلك لأن الأمر يتعلق بالتفريط في وطن بحجم قارة كان موجودًا في الخريطة.
من المؤكد أنه لا زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق ولا نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه اللذين وقعا اتفاقية نيفاشا ولا وفديهما كانا انفصاليين، فجميع صانعي نيفاشا كانوا يريدون سودانا موحدا وإلا لماذا وردت في الاتفاقية المطالبة بتعديل الدستور السوداني ليوائم الواقع الجديد، الذي سيؤسس للوحدة الجاذبة كما وردت في صلب الاتفاقية ولكن وفاة قرنق الفجائية كانت فرصة لدخول قادمين جدد من الطرفين قادوا السودان لليوم الأسود.
فإذا كانت الحكومة الاتحادية جادة ونفذت أقل من 50% من اتفاقية نيفاشا لحافظت على السودان الموحد، فصقور المؤتمر الوطني عملوا منذ اليوم الاول على تفريغ اتفاقية نيفاشا من محتواها ودفعوا الجنوبيين دفعا للانفصال لانهم لم يعملوا من اجل الوحدة وظل الشريكان يتناكفان ويتشاكسان في أمور انصرافية حتى استيقظ الجميع وتيقنوا بان الواقع المؤلم قادم.
فالحركة الشعبية التي ظل قادتها صامتين طوال ست سنوات لعل شريكهم يعيد حساباته وعندما اكتشفوا الحقيقة أعلنوا أخيرا دعم خيار الانفصال الذي أصبح من وجهة نظرهم حقيقة واقعة والحيلولة دونه انتحار سياسي ولذلك تلاقت أصواتهم مع أصوات شعب الجنوب الذي يرى في الانفصال استقلالا من الشمال وكأن الامر بالنسبة لهم كان ما بين دولة مستعمرة واخرى مستعمرة ومن يكذب ذلك ينظر للشعارات المرفوعة في كل مدن الجنوب التي سبقت الاستفتاء واحتفلت بما يسميه النشطاء الاستقلال.
الواقع الذي قد لا يدركه البعض من دعاة الوحدة الصورية أن الجنوب السوداني نظريا قد انفصل عن شمال السودان منذ 5 سنوات وطبقه الجنوبيون عمليا، فاتفاقية نيفاشا نصت بشكل صريح، على سؤال سكان الجنوب إن كانوا يريدون حكم الخرطوم أم الانفصال عن الشمال والواقع الحالي اكد بشكل قاطع أن الأغلبية ستختار الانفصال مهما كانت الخسائر فلا صوت يعلو فوق صوت قيام الدولة الوليدة التي سيقننها فقط الاستفتاء ويمنحها الشرعية الدستورية والاعتراف الدولي مهما كان موقف الخرطوم التي هي أضعف الحلقات في اتفاقية نيفاشا.
فالواقع الجديد وضع كل الشعب السوداني أمام لحظة الحقيقة المؤلمة بغير إرادته حيث سيخسر السودان نصفه أو ثلثه في وقت يعمل العالم على التكتل والتوحد وعملت حكومتنا بوعي أو بغير وعي على التفريط في وحدة السودان وتتنصل من تبعات ذلك بإلقاء اللوم على الصهيونية العالمية واسرائيل. أسباب كوارثنا العديدة والمتشعبة تمكن في فشلنا في إدارة الأزمات، فالوقت ليس وقت اللوم ولا البكاء وانما وقت مواجهة الحقيقة وتبعات هذه الحقيقة، فقيام الدولة الجنوبية الجديدة سيكون له تبعات وانعكاسات على السودان الذي سينكمش في شماله وتزداد أزماته، فكان بالامكان ان يظل السودان موحدا شمالا وجنوبا وان يتحقق الامن لدارفور والهم الاكبر اليوم أن يكون انفصال الجنوب طلاقا بإحسان وان يتعايش الجانبان الشمال المتحسر على الانفصال والجنوب والمنتشي بالانفصال بأقل قدر ممكن من الخلافات حتى يواجها معا المرحلة الاصعب وهي مرحلة ما بعد الاستفتاء التي تقنن للدولة الوليدة.
فالبكاء على اللبن المسكوب لن ينفع لان الفأس وقعت في الرأس والوقت غير ملائم للأصوات التي تريد فتح معارك في الخرطوم أو جوبا على هامش الانفصال الواقع فعلا وقولا. فالسودان لا يتحمل اي اوجاع سواء كانت بالشمال اوالجنوب، فالجنوبيون لديهم ما يكفيهم من اوجاع وانهم يريدون انفصالا سلسا وبدأوا يحتفلون من الآن ولملموا اطرافهم حتى الجنرال جورج اطور وقع اتفاقا مع جوبا لوقف اطلاق النار من اجل تمكين الجنوب من اجراء الاستفتاء. والخرطوم لديها ما يكفيها من أزمات ودخولها في معترك بغير معركة مع المعارضة الشمالية لإلهاء المواطن المغلوب على أمره عن صدمة انفصال الجنوب لن يفيدها بل يضرها ولذلك فان التلويح بتطبيق الشريعة في هذا الوقت لن يفيدها خاصة ان الجميع يدرك ان هدف ذلك ليس الشريعة في حد ذاتها وانما حماية النظام من التداعي هو السبب الرئيسي.
فالجنوب اختار طريقه وقرر مصيره وبارادة ابنائه والشمال لا يزال يعيش في ازمات وعلى حكومة البشير الكف عن رفع ريات التحدي وعليها إدراك ما يدور أمامها وخلفها والتعامل مع الوضع الجديد بعقلانية متزنة لأنها تحت المراقبة الاقليمية والدولية وسلوكها تحت الاختبار، فمحليا المعارضة الداخلية التي استغلتها جوبا لتحقيق اغراضها أصبحت أقوى وأوسع من أي زمن مضى، والنظام صار في أضعف أيامه وهو يواجه ازمات داخلية وخارجية فيما ان حكومة الجنوب محط انظار العالم والجميع في انتظار إعلان الدولة الوليدة لدعمها .
فدولة الجنوب اصبحت واقعا ولكن لا احد يريد ان يقول من الذي ساهم في الانفصال، فالحركة الشعبية تلقي باللائمة على المؤتمرالوطني الذى يلقي بدوره اللوم على الحركة وعلى المجتمع الدولي كما يقول المثل السوداني" الشينة منكورة" فالجميع تنصل من مسؤولية الانفصال حتى المواطن الجنوبي الذي يحتفي الان بالاستفتاء يلقي باللائمة على الشمال والشمال يمثله المؤتمر الوطني والمؤتمر الوطني يمثله البشير شخصيا وليس علي عثمان وجماعته الذين وقعوا اتفاقية نيفاشا فهولاء تم ابعادهم عن الملف وتولاه آخرون بالمصفوفات والمكايدات والمزايدات الامر الذي جعل الحركة الشعبية تجاريهم بشخصيات امثال باقان اموم وادوارد لينو وغيرهم.
فقضية انفصال الجنوب لا تنفع معها فتاوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذين وضح انهم لا يعرفون السودان إلا بالقدر الذي يريده لهم النظام ان يعرفوه وإلا فكيف يفتون بحرمة استحقاق مصدق عليه في الدستور السوداني ومحمي به. فيوم التاسع من يناير سيكون يوما أسود في تاريخ السودان وعمر البشير سيصبح اول رئيس سوداني تسلم ارض المليون ميل وسيسلمها للاجيال القادمة منقوصة منها الجنوب وحلايب والفشقة وبعض المواقع في ام دافوق بجنوب دارفور وشرق كسلا ومثلث إليمي فرغم الحزن الذي سيعتري جميع السودانيين بوقوع الانفصال إلا أننا نقول لإخواننا الجنوبيين مبروك عليكم دولتكم وعليكم المحافظة عليها. |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-08-11, 03:08 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-08-11, 06:23 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | Mustafa Mahmoud | 01-08-11, 10:28 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 01:47 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-08-11, 10:54 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | يوسف السماني يوسف | 01-09-11, 07:49 AM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | زهرة حيدر ادريس | 01-09-11, 11:58 AM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 02:06 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 01:58 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | مدثر صديق | 01-09-11, 02:12 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 02:18 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 02:26 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 03:06 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 03:39 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | Abdlaziz Eisa | 01-09-11, 04:00 PM |
Re: 9 يـــنايـر .. يــوم العــار والانـتــصار !!! | خضر عطا المنان | 01-09-11, 06:33 PM |
|
|
|