|
|
بؤس التصوير الخارجي في الفضائية السودانية : إفتتاح كبري الحلفاية نموذجا
|
جلست عصر اليوم أشاهد حفل إفتتاح كبري الحلفاية كرري من خلال القناة الفضائية السودانية وأنا أمني النفس بمشاهدة هذا المعلم الجديد الهام . وكغيري من سكان العاصمة السودانية ظللت على مر السنوات أكابد ذلك الإلتفاف المرهق من أقصى شمال أم درمان للوصول إلى كوبري شمبات للعبور للخرطوم بحري ثم الإتجاه شمالا مرة أخرى. تأخر هذا الإنجاز عشرات السنين ونحمد الله أنه تم أخيرا ، ولكن مهلا ، ليس مقصدنا من كتابة هذا المقال أن نشيد بهذا الصرح الهندسي. ما دفعني للكتابة هو الإحساس العميق والمتكرر بل والمتجدد بالضيق والإحباط من فشل فضائيتنا في نقل صورة الأحداث الخارجية بالطريقة الإحترافية التي نشاهدها في قنوات باقي العالم. لا أدري حقا هل المشكلة في نقص الإحساس بالجمال لدى المصور الذي يمسك بكاميرا التلفزيون السوداني ، أم هي تعليمات المخرج إذا كان هناك مخرج ‼ أم هو هو غياب تصور وفلسفة خلف خروج الكاميرا خارج الأستوديو لم أشاهد الكبرى موضوع الحدث ولا في لقطة عابرة . لم اشاهد سوى الحشود ومنصة الضيوف. هل يعقل ذلك ؟ أين الكوبري ؟! حشود وحشود وحشود وأحد المهندسين يخطب

الرئيس والوالي والوزير احتلوا جزءا مقدرا من الزمن

ومدير الشركة التركية والمترجم

واستمتعنا بمشاهدة هؤلاء حتى الثمالة ‼

وانتهى الحفل دون أن نشاهد ما تم الإحتفال من أجله ، فهل يفهم حقا القائمون على أمر تلفزيوننا دور الرسالة الإعلامية وأهمية الصورة ؟ لم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر ، فقبل عام تقريبا جرى حفل إفتتاح محطة مياه المنارة شمال أم درمان ولم تتحفنا الكاميرا بشيئ سورة صورة الحشود والمسئولين يخاطبون الحشود بكل الحماس . متأكد أنا جدا أن هذا الحفل لو كان في بلد آخر لتم تصوير هذا الكوبري من الجو من جميع الزوايا ، ولتم تصويره من اسفله بالقوارب وما أسهل عمل مثل هذه الترتيبات ، ولأنني مقيم هنا ، فسأحاول في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى الوصول للتفرج على هذا المعلم الجديد من معالم العاصمة ، ولكن ، ماذا سيفعل من هو خارج السودان سوى أن يغالب أحاسيس الضجر والضيق وهو يعايش مثل هذا الأداء الإعلامي التعيس ؟ بالرغم من الضجر … مبارك إن شاء الله لأهل أم درمان وبحري عموما وأهل الثورات والحلفايا هذا العبور إلى المستقبل
|
|

|
|
|
|