رسالة عتاب........... للحزب الشيوعي................

Quote: سلام يادكتور مجدي في تقديري أن الحزب لم يكن بإمكانه أن يفعل شيئاً من أجل الوحدة طالما أنه وضع نفسه تحت سقف نيفاشا وتخلى عن مقررات أسمرا. فقبول الحزب لنيفاشا وتعامله معها على أنها وثيقة تحول ديمقراطي، هو الذي أدى لكل هذا الشلل مع عدم إهمال بعض العوامل الذاتية. فنيفاشا التي عالجت مشكلة السودان على أنها مشكلة جنوب/شمال، وكرست مفهوم نظامين ودولة واحدة بواقع دولة المؤتمر الوطني الدينية في الشمال ودولة الحركة الشعبية في الجنوب، وجعلت الإستفتاء لتقرير المصير للإختيار بين إستدامة هذه الدولة ذات النظامين أو الإنفصال، لم تترك للجنوبيين خياراً غير الإنفصال في واقع الأمر. وقبول الحركة الشعبية بالبقاء تحت سقف نيفاشا وتقديسها برغم أنها جعلتها ممثلا للجنوب وسلبتها صفتها القومية، كان مؤشراً واضحاً على إختيارها لخيار الإنفصال. لا أدري كيف حدثنا الحزب عن تحول ديمقراطي وهو يعلم أن نيفاشا كرست بقاء الدولة الدينية في الشمال، ولا أدري كيف يمكن للحزب أن يدعو لدعم الوحدة للإبقاء على الدولة الدينية في الشمال وإستدامة وجودها وتحولها لاحقاً لجزء أصيل من الدستور الدائم؟ فرصة دعوة الحزب للوحدة كانت ستكون قائمة لو كان قد تمسك منذ أول يوم بمقررات أسمرا مع إستبعاد عنصر النضال المسلح لإسقاط النظام منها فقط، ورفع السقف فوق نيفاشا للدعوة للوحدة على أسس جديدة نصت عليها المقررات المذكورة، والطلب من المواطن الجنوبي أن يصوت للوحدة الآن مع الإلتزام بإعطائه فرصة لتقرير المصير لاحقاً بعد إسقاط نظام المؤتمر الوطني وإقامة دولة ديمقراطية في كافة تراب السودان تقوم على أساس المواطنة وتسمح له بممارسة حقه الديمقراطي في مناخ ديمقراطي وفقاً لمقررات أسمرا. ولكن الحزب فضل أن يخدع نفسه وشعبه وأن يراهن على الحركة الشعبية ووحدويتها المعلنة في برنامجها الذي تنكرت له علناً الآن بدعوتها للإنفصال. ومن المؤسف أن الحزب لم يقدم نقداً واضحاً وتفصيلياً لموقف الحركة الشعبية هذا حتى هذه اللحظة. بإختصار أقول بأن القراءة الخاطئة لوثيقة نيفاشا- ولا أقول التقييم لأن الحزب لم يصدر تقييماً لتلك الوثيقة، هي التي غلت يد الحزب ومنعته أن يستبق الحدث منذ خمسة او ستة أعوام ليضع برنامجاً مبشراً بالوحدة ويسوقه جماهيرياً، وذلك بالمخالفة لنهج الحزب وتحليله لطبيعة المشكلة. هل تصدق أن أحد الزملاء وثيقي الصلة بقيادة الحزب حين سألته مؤخراً لماذا صوتكم خافت في الدعوة للوحدة أجابني بأنهم لا يريدون أن يصنفوا بأنهم مع المؤتمر الوطني وضد الحركة الشعبية! وعندما سألته كيف تواصلون التحالف مع الحركة الشعبية بعد أن أعلنت أنها تنظيم إنفصالي، أجابني بأن الواقع معقد ولا يؤخذ بمثل هذا التسطيح! ألم يكن الحزب قادراً على إنتاج موقف مركب ومتماسك بالدعوة للوحدة مع نقد موقف المؤتمر الوطني الزائف منها ونقد تنكر الحركة الشعبية لبرنامجها نفسه وقبل ذلك بنقد موقفه من نيفاشا؟ الإجابة هي نعم، ولكن الحزب فضل ممارسة الفهلوة وتمرير رسائل باهتة حول الوحدة لتبرئة الذمة مستقبلاً والإدعاء بأنه أقام ندوات من أجل الوحدة ودعا لها! والسؤال بالطبع هو ماهو برنامج هذه الوحدة، هل هو وثيقة نيفاشا المؤسسة للتحول الديمقراطي الموهوم؟ لنا الصبر والعزاء والحزن على ما أل إليه حال هذا الحزب العظيم آسف للإطالة ولكنه الوجع الذي لا نهاية له لك ودي وتقديري ودمتم