|
Re: *** ثمّة مشاريع قد بدأناها لم تكتمل *** (Re: محمد الجيلى)
|
.
.
.
.
تعاكست خطواتنا يا صديقي!
وإفترقنا كُلٌ إلى وجهتهـِ المرجوة؟
شدّدنا أحزمة الرحيل إلى دروبـٍ نجهلُ تقاسيمها وتعرُجاتها ...
أنت إختّرت بلاداً تتمدّد بجسدهـا على مرافيء المُحيطاتـ !
بلاد تصحو في كُل يومٍ تنتزع بسمتها منـ ملامح الآخرينـ ...
تُمارس رغباتها الصباحية بشهوانية وأنانية مادية بإغتصابها لكُلِ مارٍ بالجوار !
بلاد ترفُل في خيراتـ الغير مُنعمّة بالريش والسنديان والمفارش ذاتـ الملمس المخملي ...
تستعيض ثقافتها من الآخرين جُزئياً وتحاولـ بخجلـٍ إدعاء مُحافظتها وتمسُكِها بـ أشيائها !
أمّا أنـا فقد خبأتـّ وجهتي لشيءٍ في نفسي ؟
وفي الأخير قرّرتـ أن أتجه إلى موطنـ الحقيقة !
موطنـ الأبيض والأسود ...
لا شيء سواهما!
" لقد كانتـ الصحراء دائماً وطن الرّؤى السماوّية "
( روبرت موزيل - " الإنسان بدونـ مزايا " )
يا صديقي ...
قبلـ أن أُفصح لكـ عن تخوفاتي من الآتـ !
هواجسي منـ تلكـ الفيافي التي أقصُدهـا ...
دعني أُخبركـ سِراً؟
أتذكر تلكـ المقولة :-
" لا تُودع قلبكـ في مكانـٍ غيرالسماء ! إذا أودعتهُ عند مخلوقـٍ في الأرض
طالتهُ يد العباد وحرقته "
( الكوني " التبر " )
كُنا يا صديقي مؤمنان بها حتى النخاع، وإجتررناها معنا في خطواتنا الملئية بالوحل
والأغبّرة والأشياء الجميلة ...
كُنتّ أنتّ مُحمّل بصفعةٍ أهداها لكـ القدر، ولكنها ممزوجة بذكريات تجعلكـ تُحلق في صفاءٍ
بروحكـ السامية ...
أمّا أنـا فلي طبّات كُلّ خطوةٍ خطوتها على هذهـ الفانية، التي لم أشفي منها حتى وجدت
ما أصبو إليه !
أنتّ بدأت يا صديقي ونكثت بوعدكـ في هذا !
" الإله لا يغفر الحنث بالوعد "
( موفوكليس )
لم تُراعي ذاكـ الوعد الذي قطعناهـُ سويا، لم تستطيع حتى أن تُخبرني بما فعلتـ ...
إتفقنا أن نُخبر بعضنا بما يدور لنا عند ولوجنا هذا الدربـ ...
هانت عليكـ نفسي وما بيننا !
" الصّدّيق يُراعي حتى نفس بهيمته، أمّا مراحم الأشرار فقاسية "
( العهد القديم - سفر الأمثال - الإصحاح الثاني عشر )
كُنتـ كما الأشرار أيها الغريب ...
ولكن!
سري هو أني إتّبعتّ طريقي الذي يُشابهكـ قليلاً من حيث المظهر !
ولكن يُخالفكـ في الجوهر ؟
لم أعطي قلبي لأحد ليحرقه ! ولكني إتّبعتُ سبيلٍ آخر.
" حياة العاشقين الموت، ولن تملكـ قلب الحبيب إلاّ بفقدان قلبكـ "
( جلال الأصفهاني " المثنوي " )
وجدتـّ من أفقد قلبي من أجله ليس بموته أو موتي، ولكن بإهدائي أياهـ لهُ ...
إستأمنته عليه ووهبت لهُ، وكان كما أُريد وأكثر ...
ــــ
....
|
|
|
|
|
|
|
|
|