لا منطق و لا مصلحة تسند بقاء الحركة الشعبية في الشمال

Quote: والذى يعرف السودان وأهله جيدا , يعلم تماما أن هذا الإنفصال لن يكون سوى إنفصالا سياسيا فقط , أما فى بقية الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية , فما بين الجنوب والشمال ما لا تستطيع كل قرارات العالم السياسية أن تلغيه أو تنكره أو توقف جماح نموه وتطوره . وفى نهاية الأمر , فالشعوب وحدها هى التى تقرر عمليا مسألة القطيعة والإنفصال , خاصة فى مناطق الإلتماس والإلتحام الشعبى المباشر. وبقياس عمر الشعوب والأوطان , ليس هناك من شك فى عودة وحدة هذا السودان مرة أخرى وفى زمن قصير , فكل العالم مآله الى الوحدة . وجود الحركة الشعبية فى الشمال كتنظيم سياسى بعد الإنفصال , مسألة ليست خاضعة لمزاج الحكومة أو بقية الأحزاب والكيانات السياسية والإجتماعية الأخرى فى الشمال حتى يقرروا فيها وفى مصيرها , ولكنه كيان شعبى كبير ويحمله قطاع عريض من أبناء السودان الشمالى . هى قناعات ومبادئ راسخة فى قلوبهم وعقولهم لن يتخلوا عنها أو يتركوها بمجرد إعلان يسمعونه فى التلفزيون أو يطالعونه فى الصحف , وإلا لكانت إندثرت وأختفت عن الوجود كل أحزابنا السياسية السودانية التى واجهت العديد من الديكتاتوريات التى حاولت تسريحها وإلغائها . وفى حقيقة الأمر , إن السودان الذى على يقين من توحده من جديد , هو احوج ما يكون لوجود هذه الحركة الشعبية تنظيما وفكرا فى الشمال , ليس فقط لحتمية ودستورية وقانونية حقها فى الوجود ككيان بشرى وسياسى عريض , بل لأنها قاعدة راسخة لتوحيد السودان الحتمى من جديد .