|
|
 Re: ليه ننقسم طالما الموضوع بسيط .. وببساطة ممكن ينحسم .. للشاعر يوسف الحداد (Re: عصام دقداق)
|
شكرا أخي تاج السر
ويكاد الاقتراب من الفضاء الشعري ليوسف الحداد يكون اقترابا جادا من القصيدة السودانية في عفويتها وانسجامها وتلقائيتها، ذلك لأن الحداد اقتحم بكثير من التوهج والألق هذا النمط الشعبي من الشعر لتتشكل الصورة واضحة تستهوي العديد من الشعراء المبدعين بعد ذلك، وتحرضهم على الانخراط الفعلي في رسم منحنيات مرتكزة على تلك الملامح التي حددها الحداد بدقة، كتب الحداد في4 مايو 1981م وهو في الرياض قصيدة بعنوان (شيخ عبد الرحيم) يقول في مطلعها
شيخ عبد الرحيم رجل صالح
وزول طيب وعلى نياتو
وزول صلاي بالحيل قراي
حامل قرآن وتب تغيان
لا بينضم كلام فوق زول
ولا بسمع كلام فوق زول
وبعدها بسنوات طويلة كتب حميد(عم عبد الرحيم)
عم عبد الرحيم
في المشرع هناك
عند زملان الشغل
الجا من الجريف والجا من الجبل
ننقنق هاظرم غاظوه ونعل
وعم عبد الرحيم ما بيعرف زعل
يزعل في شنو ويزعل من منوا
في ختام القصيدة يقول الحداد:
وفجأة بلا خبر
شيخ عبد الرحيم غاب ضمة
بين الكورجة الملمومة
شيخ عبد الرحيم مافي
قدام المسيد
شيخ عبد الرحيم مافي
لكين هيهات دا روح وفات
وما معروف هو راح لا وين
لا هماهو موت ولدو
ولا بظهر عليه حزين
تشكي لمين
دى حكمة الله في خلقو
يا سيدنا وينك وين
بس قول لينا جاي متين
شيخ عبد الرحيم الفجر يأتي
فاذا آمنا بتناسخ الأرواح في الشعر اعتقد بأن هنالك تناسخا بين شيخ عبد الرحيم للحداد وعم عبد الرحيم لحميد (نشرت قصيدة شيخ عبد الرحيم في ديوان الحداد دخرى السنين الصادر 1407هــ)
في هذا الديون افتتح الحداد قصيدته ( الأمنية) على لسان أمه
كان يوم مناي
وكتين أشووفك يا جناي
فرحان وعايش في هنا
في الخمسة أوقات بدعى ليك
بتمنى واطلب ربنا
وفي هذه القصيدة مقطع جميل ترجم فيه الحداد احساس الأم، وفيه استطاع أن يخلق من الأسماء اسطورة راقية وأن يفتح بها كوى ونوافذ للخيال يقول:
ان شاء الله حية قبل أموت
عيني تشوفك يا جنا
القاك في بيت العدل
من تاني يتلم شملنا
ألقاك بالدرع المتين
العمرو لا طاع ولا انتنى
ألقاك يا بارد الحشا
بى سرعة جيت فرحتنا
في بيتك البانيهو فوق
وفي ديوان أبوك الجمبنا
بى غادي قدام المسيد
في ضل تميرات جدنا
نتلم يوم عرسك كدي
وكل الحبايب حولنا
ناس روضة ناس بت أحمدي
ناس"ليلى" ناس "يو ستنا"
ناس "دسى" ناس "ست البنات"
ناس "مسكة" ناس "حجه منى"
ناس جاره ناس "زينب على"
هوله وفطيمة و"أمنا"
يتلمو بنوت الفريق
ساعة الرقيص والدندنة
ساعة الولاد واقفين صفوف
شايلين عصيات القنا
وحدين ديليبون بى هناك
وواحدين طنابيرن ترن
طول ليلن نازلين في الغنا
مبروك عليك يا ولدي ليك
ان شاء الله عقبال للمعاك
ولى كل أم والدى الجنا
عزيزي القاريء الكريم تأتي قصيدة الحداد (ليه ننقسم) منسجمة تماما من موقف الشاعر تجاه وطنه، فقبل ربع قرن تقريبا كان الحداد قد كتب قصيدة بعنوان (أغنية للوطن) جاء فيها
سلامتك وطنا
يا رمز المحنة
سلامتك حبيبنا
يا بيتنا وأهلنا
أصلنا وفصلنا
منانا وأملنا
أعاهدك حياتي
فداك يا وطنا
****
بتشفى وتطيب
وتعود زي قبيل
سهولك تخدر
وجداولك تسيل
خيرك يعم
وزينك يتم
بشوفك عريس
سيادة ورئيس
أصافحك أهني
ايارك أغني
أقالدك محبة
عناق الأحبة
واعاهدك حياتي
فداك يا وطنا
كتب الحداد هذه الأغنية في العام 1985م وفيها تنبأ بأن الوطن سيشفى وينساب جداولا تنشر الخصب والخضرة ويعم الخير، وبالفعل تحققت النبوءة، فجرت المياه وتفجرت ينابيع المياه والبترول ، وسيأتي يوم التاسع من يناير لتتحق نبوءة الحداد لنردد معه
ونكتب التاريخ من جديد
وثورة التعليم والعلم
ونبقى زى الق الكتابة
وزى سماحة اللوح والقلم
ما بننقسم وليه ننقسم ..
وبعد.. هذه مقتطفات من الحداد أردت أن أنقل اليك عزيز القاريء بعض أجواء وفضاءات هذا الشاعر الآتي على صهوات الغيم ليرتب الحروف على ينابيع الفجر فتتحول شعرا رقراقا يروى عطش المتلقين الى التلقائية المبدعة والعفوية المفقودة في هذا الزمن.لقد صحا الحداد على سيمفونية النهر وتفتق على دوح القوافي وأعاد لمجرى الشعر فيضان المشاعر ليكتسي الشعر عنده سندسا من خضرة وجمال. ونواصل اذا استحسنتم ذلك
سلمت يداك أخي يوسف
وشكرا مرة أخرى يا تاج السر
سيف الدين عيسى مختار
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
سيف الدين عيسى مختار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست