|
Re: ما بين الشيخة موزة والشيخة .. كوزة ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
كان من الممكن لثورة أكتوبر العظيمة أن تعبر بالسودان وشعبه الى آفاق واسعة وسامية من التطور الإنسانى والإستقرار السياسى والإقتصادى , فقط لو ُقدر لها الإستمرار بما يكفى لجنى ثمارها , ولكنه الغدر والتأمر والتشفى الذى شغلها وشلها ودمر قيمها وفى النهاية سلمها سلسة للديكتاتورية من جديد. فالدكتور الترابى لا يمل أبدا من العزف على الأوتار الدينية الحساسة لتهييج البسطاء وإستغلالهم لصالح أهدافه السياسية والشخصية من تحت المائدة , ومن فوقها , ينفح ويقنع أصحاب الجهل السياسى بفتاويه الدستورية والقانونية الفجة . لقد إستطاع إقناع أعضاء الجمعية التأسيسية بوضع أنفسهم فوق الدستور وفوق القانون. لقد أعطوا لأنفسهم , وبغباء شديد , السلطة المطلقة التى تبيح لهم حتى تعديل المواد (الأساسية) للدستور ليتمكنوا من طرد نواب الحزب الشيوعى من البرلمان , ومن بعدها , تمكنهم أيضا من معارضة ورفض حكم المحكمة الدستورية نفسها. فكيف لا والرجل يقول لهم "أن السلطة المطلقة المنفردة التي تملك صلاحية شاملة ليس لمداها من حدود ولا لصاحبها من شريك مودعة في هذه الجمعية التأسيسية , وبحكم هذه الحاكمية غير المقيدة تشكل الجمعية الفاعل المطلق ، لا تضاهيها هيئة أخرى ، ولا يراجعها رقيب ، ولا يحدها ضابط قانوني". ولو أتت هذه التبريرات الكاذبة الفطيرة لكارثة أكتوبر من شخص جاهل أو محدود العلم , لربما تجاهله الناس أو لربما حتى وجدوا له العذر , ولكنها أتت من خبير للدستور الدولى وعميد سابق لكلية القانون , أتت من رجل يحسب له الجهلاء وحدهم ألف حساب , أتت من نفس الشخص الذى خطط لهذه المؤامرة الدنيئة ونفذها بخبث يُحسد عليه. وما كان إستخدام الترابى لإمرأة تحديدا لتبتدر الحديث عن البغاء فى السودان فى ندوة معهد المعلمين العالى إلا تأكيدا على نواياه الخبيثة فى إستغلال المشاعر الدينية الغاضبة المنفعلة للبسطاء وحشدهم وتوجييهم لخدمة أهدافه فى إقصاء الحزب الشيوعى من الساحة السياسية. وبدورها , الدكتورة سعاد الفاتح , أجادت وأبدعت فى الدور الذى أُنيط بها , فهى , ومن خلال حديثها فى تلك الندوة , وكأنما جاءت فى الأساس لإستفزاز الطلاب وتحديهم وتحريضهم على الأساءة للمقدسات الإسلامية , وإلا لما علا صياحها المتشنج المتكرر (وا إسلاماه .. وا إسلاماه) , وحتى من قبل أن ينتهى ذلك الطالب الصفيق من مداختله الغبية التى زلزلت , ولا تزال , أركان دولة السودان. فيا لها من دولة يهز أركانها ويغير تاريخها ومصيرها حديث قاله طالب ما .. فى ندوة ما!.
|
|
|
|
|
|