ابتعد عن السموم البيضاء الثلاثة:

Quote: إلا قليلا الأمن الجِنْسي! العالم القرية حتى هذا اليوم يقف مُنْهَكَ القُوَى في مواجهته لفيروس يبلغ حجمه ميكرومليمتر مكعّب: فيروس الايدز... استنفدت القوّة الذكيّة نصفها في مُكافحة هذا الفيروس فحققتْ نصف النجاح ولم يَتَحقّق النصف الآخر... لم يتحقق العلاج من هذا المرض وآثاره المدمّرة للخلايا... ما تحققَ فقط هو رفع مناعة المصاب بهذا الفيروس كي تطول مقاومته لهذه الآثار! في التسويق الإجماعي لمكافحة الايدز لا شئ غير العِفة (وبالعدم) استخدام الواقي الذكري... أنْ يوكِل الشريكان شهوتهما إلى ذِمّة الواقي الذكري... وفي ذلك نجاح نسبي مثلما هنالك فشلٌ نسبي، بعد أنْ تبيّن أنّ أىّ ثقبٍ في هذا الواقي يمكن أن يتسلل منه الفيروس... ثمّ أنّ عدداً من الذين يرون في هذا الواقي جداراً عازلاً لنشوة الجِنس لذلك انتزعوه فوقعوا في مصيدة الايدز! الواقي الذكري غير مُرحّبٍ به في المجتمعات المتدينة، إذ أنّه يغلق الباب في وجه الفيروس لكنّه يفتح باباً آخر: حريّة الجنس... سيكون الواقي الذكري واقياً لكثيرين من الجنسين لضرب الفضيلة في معاقلها! حَضَرَ خبراء من منظمات الصحة العالمية قبل سنوات لتسويق الواقي الذكري في المجتمعات السودانيّة، وبعد جولةٍ تفقديّة في باطن المجتمع السوداني أدركوا أنّ الواقي الذكري من الممكن أنْ يشعلَ حرباً مجتمعيّة بين (حزب) المحافظين السودانيين وموزّعي الواقي الذكري وحامليه والمحمول إليهم! الجِنس الآمن هو المطروح اليوم... إذ لم يعد الزواج ينال شهادة معايير السلامة من فيروس الايدز ما لم يسبقه الفحص الطوعي قبل الزواج في المجتمعات المحافظة، أو الواقي الذكري في المجتمعات الليبراليّة! الأرقام الراصدة ولمبات البيان الحمراء تؤشّر إلى أنّ حزام الايدز لا يلتف حول السودان، بل السودان الآن جزءٌ من هذا الحزام، خاصةً جنوبه... لذلك وبمناسبة اليوم العالمي للايدز نقدّم دولة جديدة في طريقها للإنضمام إلى منظمّة الدول المُنتِجة والمُصدّرة للايدز! فيروس الايدز الآن مثل طائرة حربيّة مُعتدية انتهكت مجال السيادة الجوّيّة، فلم يعد ضبط شاشة الرادار ذا جدوى في مكافحته، فالأجدى هو اللحاق بهذه الطائرة المعتدية لإجبارها على الهبوط أو إسقاطها بطاقمها!! kamal hanafi