عصام جبرالله وطارق ابوشوك ، وزير الشباب والرياضة يتذكركم ويكذب حول حادثة فصله من الجامعة

Quote: حاج ماجد سوار عرفته سوح النضال السياسي والتنظيمي بجامعة الخرطوم وقبلها مدرسة كادوقلي الثانوية. ينحدر من أسرة صوفية. ووالده من كبار شيوخ الطريقة التجانية.. الأمر الذي جعله قريباً من الحركة الإسلامية.. حيث كان والده أيضاً من أوائل الذين انضموا لجبهة الميثاق الإسلامي. ولحاج ماجد سوار تاريخ معروف بجامعة الخرطوم تحت ظلال الحركة الإسلامية.. وكان دائماً في المقدمة يتصدى للدفاع عن أفكار ومبادئ الحركة الإسلامية. وفصل من الجامعة لمدة عامين نسبة لتصديه العنيف. وكانت تجربته في الدفاع الشعبي كبيرة حيث خاض معارك كثيرة في الجنوب.. وقاد كتائب الدبابين. يتميز حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة بأنه رجل هادئ الطبع.. غير ما كنت أتوقع.. ورجل ذرب اللسان وصاحب عقلية مرتبة ومعرفة متدفقة، كما يتميز بأدب جم وروح عالية. طلبت منه موعداً في مكتبه.. لكنه رفض وأصر أن يحضر لي بمكتبي بـ «الرأي العام» لنجري الحوار.. كان صدره واسعاً.. وكان ذهنه منفتحاً.. وكان لماحاً. ظللنا نتحاور لمدة ساعتين لم يكل أو يمل.. ولم يعتذر عن سؤال قط.. وكم كنت سعيداً بمعرفة الرجل وبالحوار معه. وأشكر الصديقين ميرغني أبوشنب والأستاذ عمر كابو اللذين هيآ هذه الفرصة الجميلة، فإلى مضابط الحوار: ..... * شخصياً، أستاذ ماجد سوار، أبدي أعجابي بأدائك، حدثنا في البداية عن المولد والدراسة والنشأة والتكوين؟ - أخي مؤسسة «الرأي العام»، منذ تأسيسها على يد المرحوم إسماعيل العتباني ظلت تقدم خدمة إعلامية صادقة وكل ما هو مفيد للوطن، وان تقدمني للقارئ هذه مفخرة عظيمة. أنا حاج ماجد محمد سوار من مواليد مدينة كادوقلي، ابناً لأحد الدعاة الذين عملوا في المنطقة بصحبة الشيخ محمد الأمين القرشي وعلى أيديهم فتحت الكثير من المعاقل والتي كانت مستعصية بسبب قانون المناطق المقفولة التي وضعها الاستعمار الانجليزي وفتحه للمجال التبشيري الكنسي في تلك المنطقة. نشأت في أسرة صوفية والوالد كان من أقطاب الطريقة التجانية بالسودان ومن أوائل المختصين تدريساً وقضاء بالفقه المالكي وعلى يديه تخرج كثيرون من الناس، النشأة في بيئة صوفية جعلتنا نكون قريبين من الحركة الإسلامية، والوالد كان جزءاً من مؤسسات جبهة الميثاق الاسلامي التي كانت تضم الإسلاميين مع المتصوفة، التزمت في صف الحركة الإسلامية في بداية المرحلة المتوسطة وتدرجت فيها في بدايات التعليم، اكملت مراحلي الدراسية بكادقلي حيث تخرجت من المدرسة الثانوية بكادوقلي. * من زاملك في الدراسة؟ - عدد منهم الآن خارج السودان وجزء منهم واصل معي في الدراسة الجامعية يعملون الآن في مواقع مختلفة، أذكر منهم اثنين من ضباط القوات المسلحة الأخ الصادق يعقوب مكين، الأخ الخير عبد الله، وأيضاً المهندس المميز الصادق فيصل ومنهم صاحب الملكات الكبيرة في اللغة الإنجليزية الأخ أبو الحسين خميس بالامارات الآن ومنهم د. محمد الأمام الشنقيطي عميد الطب بجامعة الجزيرة وآخرون. كما زاملت مجموعة من ابناء دينكا أبيي، وزملاء في كرة القدم منهم الزميل رزق لاعب هلال كادوقلي السابق والأخ لينو كوال أحد ضباط الحركة الشعبية لا أدرى أين هو الآن. درست الاقتصاد في جامعة الخرطوم، منذ ان أعلنت النتيجة للجامعات اتصل بنا الأخوة في الاتجاه الإسلامي وفي فترة الاجازة تم تأهيلنا ودرسنا تاريخ الجامعة السياسي كله. * قبل دخولك الجامعة، علاقتكم بابناء الجنوب في كادوقلي كيف كانت؟ - في فترة الدراسة، وكانت داخلية، العلاقات كانت متميزة وتربطنا صداقات باعتبارنا من ابناء كادوقلي كنا نصحبهم إلى المنازل ولكن مع بدايات دخول حركة التمرد حدثت بعض التوترات بين مجموعة من ابناء الدينكا ومجموعة ابناء المسيرية والحوازمة، وأذكر بالتحديد أحداث «القردود» بمنطقة تلودي حيث أعتدى عليها مجموعة من المتمردين وأحد الزملاء فقد أسرته بالكامل مما وتر الأجواء بين العلاقات. عموماً كانت متميزة ولم يكن هناك نشاط سياسي يفرق بين الناس ولكنه نشاط اجتماعي يرتكز على الخدمات وتوفير معينات الدراسة والترحيل لطلاب القرى، بالاضافة للتنافس الرياضي الثقافي بين الداخليات، العلاقات كانت مميزة وكان لإدارة المدرسة دور كبير في ذلك، تشرفنا بأن كنا تلاميذ للاستاذ عبد الوهاب الجاك أميز قادة العمل التربوي وهو الآن بجامعة الأحفاد، وكنا نلقبه بكارلوس لأنه كان حازماً في قراراته، خرج بالمدرسة من التوترات التي حدثت، أذكر عندما حدثت أحداث «القردود» كادت تقع اشتباكات بين الطلاب، أدار خلالها الاستاذ الجاك التوتر بهدوء واستعان بالإدارات الأهلية منهم المرحوم محمد حماد والشهيد بكري الخليفة وقام بإعادة الأمور إلى مجاريها وبعد ذلك أغلقت المدرسة. * نعود لجامعة الخرطوم، هل أتيتها عن رغبة؟ وما أبرز من رافقوك بالدراسة حينها؟ - رغبتي اصلاً كانت دراسة القانون، لكن والدي في حياته كان حريصاً على التعليم المدني، رغم أنه كان قاضياً فقد كان يحذر منه، أخذت رغبة أخي الأكبر حافظ سوار وهو درسني أيضاً هو أقنعني ان ادرس الأقتصاد وقد كان، دفعتنا كان بها عدد من المميزين، منهم من الجبهة الديمقراطية على رأسهم عصام جبر الله وهو من أسرة مشهورة منها الاستاذة ناهد جبر الله الناشطة في حقوق الانسان والمرأة ومن دفعتنا أيضاً سلمى حسن الترابي ومنهم متميزون في الشرطة في العمل الإداري منهم عباس محفوظ وأساتذة جامعات ورجال أعمال، والزميل طارق أبو شوك كان ناشطاً في مجموعة الطلاب المحايدين والأخ عادل عبد القادر بالسعودية. من الذين زاملناهم في الجامعة الاستاذة سعاد عبد الرازق وزيرة الدولة بالتربية والتعليم والاستاذ كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية والاستاذة سناء حمد كانت فى أولى لما كنا في رابعة والصادق محمد علي وزير الدولة بالاستثمار، ستة الآن موجودون في الجهاز التنفيذي، من الذين سبقونا بعام الاستاذة عفاف أحمد عبد الرحمن الوزيرة حالياً، الجامعة محطة مهمة في حياتنا وشكلت توجهاتنا الحياتية والعملية وكانت تجمع ابناء السودان كلهم في الاجازات كنت اسافر مع زملائي للاقاليم المختلفة ومن الزملاء المميزين في الخارجية الآن الاستاذ قريب الله خضر والاستاذ عبد القادر عبد الله الوزير المفوض بالخارجية. الجامعة شكلت لنا ملتقى فكرياً واجتماعياً وسياسياً والممارسة الراشدة للعمل العام، كان يسيطر على الاتحاد الأتجاه الإسلامي برئاسة الأخ ميرغني أبكر هو الآن بوزارة الخارجية والدورة التي تلته كانت للتحالف برئاسة المهندس عمر يوسف الدقير، من الاشياء التي شهدناها التداول السلمي في اتحاد الجامعة بكل شفافية واعتراف بنتائج الانتخابات بين التنظيمات السياسية، عندما يفوز التحالف كنا نعلن بداية المعارضة السلمية للأتحاد، تشكلت لدينا في ذلك الوقت الاستزادة والمعرفة. مكتبتي كانت تتجاوز الخمسمائة كتاب، الآن قلت الهواية للمشغوليات. * جئت من بيئة صوفية مهيأ للحركة الإسلامية، لكن من جندك للحركة الإسلامية ومتى؟! تجندت في المتوسطة وكانت البيئة مساعدة، شقيقي الأكبر حافظ سوار من الاسلاميين الذين تم اعتقالهم بعد احداث 1976 فهذا الاعتقال ترك أثراً على كل الأسرة، تلقائياً وجدنا أنفسنا في الحركة الإسلامية وهناك من ترك أثراً لانضمامي للحركة الاسلامية منهم الشهيد عاصم أحمد الطيب هو من أوائل الذين تفرغوا للعمل الطلابي في جنوب كردفان، وأذكر الاستاذ الفاضل حاج سليمان عضو المجلس الوطني الآن، أغلب الوقت كنا نقضيه في ميز الحركة الإسلامية، كنا نسميه «قم» للتأثر بالحركة الإسلامية الإيرانية، هؤلاء أثروا علينا كثيراً وشكلوا خلفية فكرية مهمة جداً، ولم انقطع منذ ذلك الوقت عن الحركة الإسلامية. * بعد الجامعة، أول وظيفة ألتحقت بها؟ - كنت من المحظوظين، مجرد ما كملت أولى أصبحت عضواً في أتحاد الطلاب لثلاث دورات، كنت عضواً مشاكساً، كنا نقود المعارضة داخل المجلس الأربعيني عملت سكرتيراً رياضياً في الاتحاد وسكرتيراً للعلاقات الخارجية وعملت لثلاث دورات، أميناً سياسياً وعاماً بالجامعة ولم أكمل الدورة لخلاف مع مجلس الجامعات وكان مسئولاً عنه الأخ صلاح أحمد علي. في الجامعات دائماً أمانة الجامعات تتمرد علي التعليمات التي تأتي من التنظيمات بالخارج «أحزاب»، أذكر لما تفجرت الانقاذ سنة 89 كان عندي معلومات. * أين كنت تلك الليلة؟ - كنت من المجموعات المدنية المساندة، معي حوالي «70» زميلاً ساندنا في بعض المهام خطنا الأساس في الجامعة كان لا نعلن تأييداً سريعاً أو مباشراً للانقاذ، أذكر تحدثنا في مخاطبات سياسية للطلاب بأننا لن نعارض على بياض ولن نؤيد على بياض حتى نتأكد من مآرب الانقلاب. * كان تكتيكاً؟ - كان هذا تقديرنا في الجامعة، جاءتنا التعليمات من الأخ ابراهيم عبد الحفيظ كان وقتها مسئولاً عن التنظيم الأسلامي ان تعلنوا تأييدكم الآن، فرفضنا ورد عليه الأخ عبد الله عبد العال خوجلي هو الآن استاذ بجامعة الجزيرة، وطلب منه ان يعلن ذلك في ركن نقاش، كنت أنا والأخ صديق محمد عثمان ببريطانيا الآن، كنا نعارض هذه القضية. * عندك معلومة عن الانقاذ كما قلت، هل هي المعلومة التي نشرتها «ألوان» قبل الانقلاب حينها؟ - لا.. لا.. معلومة من جهاز تنظيمي وطلبت منا بعض أدوار الاسناد، لم يحددوا لنا أهدافاً معينة، ولكن أخبرونا ان حدثاً مهماً سيكون، الملف كان مهيأ والقوات المسلحة متذمرة كنا نحس بانقلاب، ولم نكن نتخيل ان الأمر سيكتمل بهذه الطريقة، ولكن المهام التي أوكلت لنا نفذناها. * كانت شنو؟ - جزء منها أخلاء مقر الجبهة الإسلامية من الوثائق وجزء منها مراقبة بعض التحركات المضادة التي ربما تحدث ورفع تقارير حولها كان هذا جزءاً من المهام الموكلة إلينا. وهي مجموعات طلابية في غالبها. * الجهاز التنظيمي ساند كله؟ - مجموعات معينة. * أول شغل بعد التخرج؟ لما جاءت الانقاذ لم انته من دراستي الجامعية، تخرجت العام 1990، أول مهمة بعد التخرج كلفت بها كانت هي تجميع المتطوعين لأول دورة للدفاع الشعبي، وخرجت لرحلة طويلة في كردفان لمخاطبة المتطوعين والتجمعات دخلت سودري أريافا، الوسيلة لعودتي من تلك الأصقاع كانت عبر الاذاعة لعدم التمكن من الوصول لتلك المناطق. بعدها كلفت بادارة العمل التنظيمي في جنوب كردفان كانت محافظة في ذلك الوقت، بالاضافة عملت بهيئة الأوقاف الإسلامية، بعدها عدت للخرطوم وشاركت في تأسيس الشرطة الشعبية مع الأخ أسامة عبد الله والأخ أحمد الرشيد سعد والأخ سامي بابكر وانضم إلينا آخرون وكنت مسئولاً عن التدريب في معسكر فتيح العقليين، بعدها عملت في جهاز الأمن الخارجي في الإدارة الغربية «أوروبا» أشرفت علي ملفات شرق أوروبا، و كنت معجباً بالتجربة التركية من أتاتورك وحتى التطورات الحديثة هذا ما دفعني لدراسة تاريخ تركيا وزيارتها أكثر من «5» مرات. * التزاوج الرائع بين الإسلام والعلمانية؟ - أيوه اللعب بالبيضة والحجر. * ما ميزات التجربة التركية التي لمستها؟ - عمقها في وجدان الشعب التركي، في تركيا العلاقة وثيقة بين الدين والمجتمع، تنظيم لجان شعبية بصورة راقية ترفع حتى التقارير الأجتماعية في الأخبار من مرض ووفاة وزواج وفصل حتى أعلى مستويات الدولة، أي مواطن عندو مشكلة يتصل على الحزب وفق موظفين مختصين بدورهم يسهمون في معالجة كافة قضايا المواطنين. بعد ذلك تفرغت للعمل الحزبي التنظيمي والذي أجد نفسي فيه كثيراً. * في محطة مهمة، صلابة المواقف في جامعة الخرطوم، هي التي دفعتك لتجربة الدفاع الشعبي وقيادة «دبابة»؟ - أنا طبعاً مسمى على «حاج ماجد حاج موسى» وهو أحد قيادات العمل الدعوي وصديق لوالدي، في فترة الجامعة دخلت مجموعة من الشباب الإسلاميين منهم الشهيد علي عبد الفتاح والشهيد حسين حسن حسين والأخ المهندس محمد خير فتح الرحمن والأخ محمد أحمد حاج ماجد، والأخ ناجي عبد الله دخلوا الجامعة ورانا في كثير من المواقف تحدث مني تنسب لهم وقد فعلتها والعكس وهذا يحدث بعض الخلط في التوثيق لتلك المرحلة خاصة لتشابه اسمي مع محمد أحمد حاج ماجد، في المواقع الالكترونية، كنت أدافع عن قناعاتي لآخر درجة ومستعد للتضحية من اجلها.. حدثت حادثة في الجامعة وهي التي شكلت شخصية حاج ماجد التي ينسب لها العنف، أنحنا في الاتحاد عادة مع بداية كل عام تحدث بعض المشاكل مع العمادة والادارة في السكن والحقوق وكذا، وكان لدينا الحقوق الخمسة التي لا نقبل فيها تنازل، وهي حق السكن وحق الأعاشة، وحق الترحيل، وحق التعبير والممارسة السياسية، من ضمن الثوابت عندنا، حدثت مشكلة مع ادارة الجامعة في ادارة الملف وقد سبقتها حادثة في ميدان القانون، قبل الحملة الانتخابية كان في معرض للجبهة الديمقراطية في الميدان وبعده كان مباشرة معرض للاتجاه الإسلامي أعترض عميد كلية القانون الاستاذ الجليل علي سليمان، أعترض على قيام النشاط في الميدان وحدث شد وجذب بينه وعضوية الأتجاه الاسلامي وكنت حينها مسئولاً عن العلاقات الخارجية بالاتحاد بقيادة وفد من الاتجاه الاسلامي وتقدموا بشكوى، وكلفت من رئيس الاتحاد الأخ صلاح الدين الزين في قناة الجزيرة الآن، من الذين أعتز بالعمل معهم، كلفني بأن أتفاوض مع العميد بشأن المشكلة، ولما ذهبت وجدته في ما يشبه الاشتباك مع الإسلاميين وطالبته باعطاء الطلاب الحق في قيام معرضهم وقال لي «هل تتحمل المسئولية؟» قلت: نعم، أتحملها. دي الحادثة الأولى، بعدها جرت الأيام وجاءت مشكلة السكن لطلاب السنة الأولى وتصاعد الأمر بين الاتحاد والجامعة، كان عميد الطلاب الاستاذ سيد عثمان ونائبته الاستاذة عيشة حسن فحصلت مشكلة وصراع فصدر بيان من العمادة يصف اعضاء الاتحاد بأنهم «صبية» فتوالت التوترات والمسيرات المضادة فرفع الامر للإدارة بقيادة البروفيسور يوسف فضل الذي كان مدير الجامعة، فقام عميد كلية القانون بتذكر الحادثة القديمة وقال ان العضو حاج ماجد اساء إلى في مرة سابقة ورفع الأمر للمدير وبدوره عرض الأمر على الادارة واتخذ قراراً بفصلي سنتين من الجامعة وهذا سبب تأخري في الدراسة. وبعد سنة مجلس الأمناء خفف العقوبة لسنة عدت بعدها للدراسة ولكن استفدت من الفصل في العمل الحزبي وبعد ذلك اخلينا الاتحاد وطالبنا بالغاء مواد تعليق الدراسة لحسن السير والسلوك وتم قفل الجامعة لمدة أربعة أشهر، فكثير من الزملاء سموا تلك الفترة «إجازة حاج ماجد»!!