الطلب الشعبي (الرسمي) من الرئيس السابق حسني مبارك والذي تفضل بضعة عشر مليون مواطن مصري (بتلاوته) على مرأى ومسمع منه ومن كل العالم طيلة 17 يوما بلياليها كان واضحا ومحددا : ارحل ! وهو طلب شديد الوجاهة من الناحية الأخلاقية ، لأن رغبة ومصلحة المجموع مقدمة على رغبة ومصلحة الفرد بكل تأكيد ، ووفق كافة الشرائع والأعراف ، لا سيما إن كانت مصلحة هذا الفرد تعوزها المسوغات والمبررات الأخلاقية . وهو - لعمري - طلب تتقدم به الآن كل شعوب المنطقة العربية بما فيها (شمال) السودان . ولكن جميع رؤساء هذه البلدان الحاليين ، بما فيهم السودان ، لا يتلكأون في (الفهم) وفي (الاستجابة)وحسب ، بل يتفننون في الكذب والمغالطة أن شعوبهم لا تريد رحيلهم وأنها (ترضى) بما قسمه الله لها من ذل وهوان وقهر وفقر نتيجة ظلم وفساد هؤلاء الحكام الذين يتصرفون كما لو أن الله أعطاهم ملكية أبدية لبلدانهم بما فيها من ناس وثروات . هذا الكذب وهذه المغالطة يتبعهما بالضرورة تدابير قمعية وأمنية وغيرها واسعة النطاق وهذا كله ليس مشكلتنا هنا ، المشكلة الكبرى هي أن معظم هؤلاء الرؤساء إن لم يكن كلهم يتمتعون - لا يزالون - بدعم وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس السودان عمر حسن احمد البشير ليس استثناء من ذلك . وعلى الرغم من أن مذكرة توقيف دولية قد صدرت بشأنه إلا أن الرئيس أوباما يبدو مرتاحا لوجود رئيس متهم بقتل ثلاثمائة الف من أبناء شعبه أو يزيدون في سدة حكم نفس هذاالشعب و لا يزال يعد نظامه بالمكافآت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة