من بريـد القــراء:يا سيادة الرئيس أحمل عصاك وأرحل

Quote: عمر البشير إن كنت لا تعلم فالفساد هو القاعدة في نظامك وليس الشاذ أتعلم يا سعادة المشير عمر البشير أن الفساد إستشرى إلى درجة أنه لم يعد بالإمكان إخفائه أو مكافحته طالما القائمين على الأمر هم المورطون فيه وكل اللجان التي تنشئونها بإسم مكافحة ومحاربة الفساد ما هي إلا محاولة لوضع بعض مساحيق التجميل في وجه عمل عليه الزمن ردحاً حتى صار مشوهاً أكثر منه هرما، فلن تجدي معه كل وسائل ومواد التجميل. الفساد في الجهاز الوزاري الفساد في الجهاز التنفيذي الفساد في الأجهزة النظامية الفساد في الماء والهواء والخبز يا سعادة المشير قد لا يستطيع الإنسان التدقيق والإمعان بالنظر من داخل الحلبة التي هو فيها ولكن إن خرجت عن الحلبة ونظرت من خارجها سترى من هو معوج ومن هو على صراط مستقيم؛ وهيهات أن تجد من هو على صراط مستقيم فالميل العشرين هذا صار ميلاً بزاوبة حادة وتبقى له القليل حتى تقوى عليه الجاذبية الأرضية فيسقط سقوطاً حتمياً، يا سعادة المشير أنا لست مقتنعاً بأنك لا تعلم وما أخشاه هو أنك تعلم وتغض الطرف أملاً في الإصلاح ولكن هيهات أن يصلح العطار ما أفسده الزمان. أنا لا أتحدث من منطلق عام وتعميم فقط، ولكني مررت بتجربة أثبتت لي كل ما كان يتناقله الناشطون المهتمون بقضايا الفساد ولن أدخل في تفاصيل القضية التي خضتها كتجربة شخصية ولكن فحواها أنني بعلاقات خاصة إستطعت الوصول لرتب عالية في الدولة (جنرالات) وعرضت عليهم قضيتي والتي من المتورطين فيها من هم بدرجة وزير فقال الجنرالات أنهم سيتابعون الأمر وإن سرقت فاطمة بنت البشير لأقاموا عليها القانون ولكنهم يا سعادة المشير عندما علموا أن أحد المستوزرين هذا هو راس الرمح في القضية لم يحركوا ساكناً ولا هشوا ولا نشوا ولا حتى إعتذروا باي إعتذار ولو كان غير مقبولاً. يا سعادة المشير الدين الإسلامي ليس هو إقامة الحدود والجلد والقصاص ولكن الدين المعاملة والمعاملة هذه تنسحب على العدالة الإجتماعية والحقوق وحرية التعبير وهنا أذكرك بذلك الإعرابي الذي قال لعمر بن الخطاب إتق الله .. إتق الله .. ثم كررها كثيراً حتى كان هناك من يمشي مع عمر بن الخطاب فقال له ما هذا لقد أكثرت على أمير المؤمنين فرد عمر على صاحبه وقال له: أتركه لا خير فيه إن لم يقلها ولا خير فينا إن لم نسمع. أين نحن من هذا الإسلام، مجرد صبي في جهاز الأمن إن حاولت أن تعلمه بأنه أساء التصرف أو ما ينبغي له أن يتصرف بهذه الطريقة دستوراً وقانوناً لنكل بك أشد تنكيل وإن كنت أنت على درجة من العلم تفوق رؤسائه واساتذته. يا سعادة المشير كتبها غيري كثيرون هنا في هذا المنبر وفي منابر أخرى: لقد بلغ السيل الذبى - وكفى - وإلى متى تسرق أجسادنا وأرواحنا يا سعادة المشير إن ما أبكاك حقيقة فأحذر بطانة السوء الذين يجملون لك الواقع وهو أمر من العلقم، إنهم مثل إبليس يزين لك السيئات وفي يوم الحشر يقول أني برئ مما عملتم. يا سعادة المشير تخذ خلوة لمدة سبعة ايام على الأقل أنت وربك وقلبك وضميرك وعقلك ستجد أنك على قمة نظام ظالم وفاسد ومدمر للبشرية والإنسانية ومهلك للزرع والضرع ومشرد للإنسان السوداني. إن السودانيين في الداخل يعانون إلا من رحم النظام وأعطاه وفي الخارج يذوقون الأمرين من طول فترات الهجرة وعدم المقدرة على العودة لأنهم لن يجدوا ما يسد رمقهم في بلادهم التي هي موطنهم الأصلي ومسقط رأسهم. يا سعادة المشير لا خير فينا إن لم نقلها وهذا بلسان كل من يحس ما أحس وهم كثر نعم كثر أولئك المعذبون في الأرض والمشردون في المنافي والمهضومة حقوقهم والمكبلة أفواههم أولئك الذين لم يعيشوا شبابهم في السودان ولن يستطيعوا أن يعشوا كهولتهم فيه إذا إستمر الوضع على ما هو عليه. ولكن ليس هذا الخطاب هو ما سيكفينا أو يهدهد حزننا ومآسينا بل هو فقط لنكون قد حذرنا وأنذرنا بأننا صبرنا وصابرنا وعفونا كثيراً ولكن بعد الآن لن ننتظر وسنطرق الأبواب الصعبة ليعيش المواطن السوداني كريماً في وطنه حراً أبياً عزيزاً بين أهله حياة بشرف أو موت بكرامة عاش الشعب السوداني حراً أبياً عاصم فقيري 14/ مارس/ 2011