|
كيلو اللحمة..وكيلو الكهربا (زاويتين وضلع)..
|
تم افتتاح الكهرباء في استعراض واضح يقوم به فريق"التسويق" السياسي..نيابة عن شركة الكهرباء..في بعض مدن كردفان..وبشر الساسة أن هذه غاية التنمية..دون أن يسألونا الأولويات..ودون أن يدركوا أننا نعرف كنه الموضوع و"لبه"..فإذا لم تشتر الكهرباء من جزارة مكتبها الفخم..القائم عند الناصية في كل المدن..فأنت في ضلام..وليس الأمر هناك ينتهي..بل عليك أن تدفع للكيلو ما يجعل ميزانية جيبك الحزين "تهتز"..وتخف قفة البيت ويصيبها النحول والصداع النصفي.. توفر الكهرباء لا يعني التمتع بها..يا فريق التسويق السياسي..فهي غالية في حد ذاتها..وذكاء العقل الجمعي حولها "لجمرة"..مقارنة بالكهرباء عند الدول المجاورة..إثيوبيا ومصر مثلا..كما أننا في بوادي كردفان ومدنها الصغيرة..أين لنا بالمعدات التي تستهلك الكهرباء..أفران..تلاجات..مكيفات..مكاوي..خلاطات يابانية أو فرنسية..غسالات..استشوارات شعر..فشعرنا "قرقدي" المنبت..نحن لا نملك سعر تلك المعدات..يا دوبك لمبة في الديوان..والتكل..والحمام..ونقوم فورا "بكتلها" بعد التاسعة..ونحن لا نملك سعر جهاز الكمبيوتر..وإن امتلكناه لا نملك فائض مالي للاشتراك في النت..ولا نعرف اللاب توب..واي باد..نعرف السرج واللباد..ثم انه ليس لدينا وقت لنمضيه على النت..نحن نقضي وقتنا في حراسة "المواسير"..نحن ندفع فواتير المدرسة الابتدائية..والمتوسطة..والثانوية..والجامعة ندرسها دبلومات..ونتغاضى عن آلامنا..بمضغ "القرض"..وقليلا من العرديب بدون سكر للملاريا..والشيلة خفضناها اتنين..اتنين كرمز للعروسين.. أين المصانع التي تستهلك الكهرباء..فصمغنا صنعتموه "بدرة" في بحري..والعريب..والكركدي..والدخن..ثم أن كهربتنا فوانيس بس..كهربا حيلها مبتوت.. إذن وجود الكهرباء لا يعني مطلقا التمتع بمزاياها كما ينبغي..وهكذا يتشابه كيلو الكهربا مع كيلو اللحمة..الظلف في العداد..أو العداد في الحافر..فنحن نملك كم مليون رأس من الضأن والإبل والماشية والخنازير البرية..والدجاج..والمسئولون يصيحون بذلك في الفضائيات..وفي الفارغات والمليانات..ولكن من منا يستمتع "غيرهم"..بتوفر تلك اللحمة بهذه البلايين من الكيلوهات..في صينية غداءه اليومي..وقس على ذلك الضحكة الجديدة التي يحاول التجار الساسة تسويقها..على عقولنا..بعدا لكليو كهربتكم..كما بعدا لكيلو اللحمة..وللذين جابوا الصخر بالواد..
|
|
|
|
|
|