|
|
 حسني مبارك ليس بدعاً ... هو جزء من ضرورة تاريخية ..!! د . محمود شعراني
|
بسم الله الرحمن الرحيم
حسني مبارك ليس بدعاً ...
هو جزء من ضرورة تاريخية ..!!
د . محمود شعراني
1-2
الذي يتفكر في القران غير الذي يتناوله من مواعين اللغة والذي يستمع اليه غير الذي يستمع اليه وينصت والذي يسعي لتاويله غير الذي يسعي لتفسيره والذي يحفظه عن ظهر فعل غير الذي يحفظه عن ظهر قلب ... والفيلسوف ليس هو الذي قرا الفلسفة بل هو الساعي للحكمة.. وليس الاعمي هو الذي فقد نور عينه بل هو الذي فقد نور عقله.. والذي يقرا قوله تعالي: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ..) ادرك ان ظاهرة حسني مبارك كانت ضرورة تاريخية لابد منها لدفع الفساد في الارض ( ارض مصر ) في مرحلة تاريخية بعينها ولا اعني هنا بظاهرة حسني مبارك فترة حكمه فقط وانما اعني ثورة يوليو المصرية التي هو جزء منها .. فقد جاءت تلك الثورة لدفع فساد النظام الملكي في مصر لان ( .. الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون ..) .. أي ان هذا هو داب الملوك دائما وفي كل زمان ومكان وهذه حقيقة قرانية التزم بها رجال ثورة يوليو ..1952 ولكن الغريب الا يلتزم بها وقتها من يسمون انفسهم بالاخوان المسلمين الذين هادنوا الملكية المصرية الفاسدة وخاطب قادتهم الملوك من المفسدين بقولهم للملك فؤاد : ( حامي حمي الدين ونصير الاسلام والمسلمين مليك مصر المفدي ( المصدر حسن البنا في كتبه ومذكراته ..) هذا في الوقت الذي لم يهادن الملوك فيه من كانوا يتهمون بالشيوعية وتبني الافكار القومية المعادية للدين من رجال ثورة يوليو 1952 وكانه التدخل الالهي اللطيف في الارادة البشرية اعمالا لمبدا دفع الناس بعضهم ببعض حتي لا تفسد الارض !! واليوم وعندما تتحول ظاهرة حسني مبارك نفسها الي محاولة لافساد الارض ، فانه لابد من دفعها وهذا هو قانون الحياة عبر التاريخ البشري الذي يعيد نفسه وان جاء في صورة ليست طبق الاصل من الماضي كما يقول دائما المفكر الشهيد محمود محمد طه.
عندما اقول ان حسني مبارك ليس بدعا في كل هذا الذي يحدث منه من ظلم للشعب المصري فهذا ليس بغريب لان مثله كثير ، وعندما اقول بانه جزء من ضرورة تاريخية فانا اعني بالضرورة التاريخية هنا العملية الاستعمارية عبر التاريخ البشري قديمه وحديثه ، فالاستعمار بمعني طلب اعمار الارض هو مشيئة الهية وضرورة تاريخية حيث ان الحضارة لابد ان تنتقل من مكان الي مكان وبفعل فاعل ، فمن منحته الطبيعة شدة المراس وسعة الحيلة استغل الضعيف واستغل موارده ونقلها الي عنده وهو في هذا يعلم الضعيف ويدربه ليخدم اغراضه هو بنقل المواد الخام لبلده ثم ارجاعها مصنعة لبلد الضعيف الذي يصبح سوقا لمنتجات القوي وتستمر هذه العملية حتي يشتد عود الضعيف وتتسع حيلته فيثور علي القوي ، وهكذا وكان الاستعمار في معني الاستغلال يحمل بذور فنائه في داخله ومن هنا فإن الاستعمار ضرورة تاريخية وحقيقة قرانية..
علي ان الاستعمار يتطور وتتجدد اساليبه وتتعدد وليس بالضرورة ان ياخذ شكل الاحتلال التقليدي لاراضي الدول كما كان يحدث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حسني مبارك ليس بدعاً ... هو جزء من ضرورة تاريخية ..!! د . محمود شعراني (Re: صديق عبد الجبار)
|
حسني مبارك ليس بدعاً ...
هو جزء من ضرورة تاريخية ..!!
د . محمود شعراني
2-2
ولكي نفهم ظاهرة حسني مبارك اليوم كجزء من العملية الاستعمارية فانه ينبغي الاعتراف بان عصر الايديولوجيات قد سقط وان المصالح الاقتصادية وحدها هي التي تتحكم في مسيرة الحياة علي هذا الكوكب .. ولقد راينا راي العين كيف فشلت كل الفلسفات الوضعية المعاصرة في ايجاد حلول ناجعة لقضايا الانسان المعاصر ، كما فشلت كل الرؤي الدينية التقليدية ايضا في حل هذه المشكلات ...
ولكن ما سبب هذه المشكلات ( في عصر سقوط الايديولوجيات ) التي اصبحت تستدعي ادراك الحاجة الملحة لإيجاد نظام عالمي قائم علي العدل والمساواة لا علي الظلم والطغيان ..؟؟ ولعل ادراك هذه الحاجة يعني اعترافا بحقيقة ان العدل والمساواة علي المستوي العالمي لا ينفك عن العدل والمساواة علي المستوي القومي او الوطني ، ولا يحتاج الامر إلي عبقرية لنقول ان ظاهرة حسني مبارك انما تعزي الي حقيقة ان النظام الاقتصادي العالمي الحالي موظف لخدمة مصالح الدول الصناعية الكبري مما يؤدي بالضرورة الي خلق مشكلات اقتصادية واجتماعية معقدة وقيام حكومات عميلة وقمعية في دول العالم الثالث .. ثم ان موارد الدول الصناعية الكبري ذاتها انما هي موظفة لمصلحة شركات كبري يملكها افراد يوظفون الموارد القومية بما يخدم الاهداف التجارية لهذه الشركات الخاصة وفق فلسفة : ( ما هو حسن لشركة جنرال موتورز فهو حسن لامريكا !! ) هذا الي المستوي الذي يجعل من خسارات هذه الشركات الخاصة مسالة قومية !! .. اما ارباحها فهي مسالة خاصة !! وهكذا تصبح هذه الشركات الخاصة هي المخطط الاول للاقتصاد الامريكي وبالتالي للسياسة الداخلية والخارجية التي اصبحت تسعي للهيمنة علي دول العالم الثالث اقتصاديا وسياسيا ، ومن هنا فكان لابد من توظيف عملاء او رؤساء دول عملاء يحافظون علي مصالح هذه الشركات في معني محافظتهم علي مصالح الدول الصناعية الكبري حيث لا ينفصل الاقتصاد عن السياسة ، بل ان التوظيف لا يشمل فقط رؤساء الدول في العالم الثالث بل يشمل ايضا حتي زعامات المعارضة السياسية لهذه الانظمة في اقطارها ، فالمعارضة السياسية كتلك التي في مصر اليوم ( اقصد احزاب المعارضة وليس قوي الاحتجاج الشبابية الحديثة ) انما تتصارع مع حكومة مبارك لتحل محلها ولتؤدي نفس الدور الذي تؤديه حكومة مبارك واضعة في الاعتبار مصلحة امريكا الاقتصادية والسياسية في المنطقة وما دام النظام الاقتصادي العالمي ما زال موظفا لمصلحة الدول الصناعية الكبري فكانما المعارضة السياسية والحال هكذا تنافس السلطة الحاكمة لتصبح هي العميل البديل !! ولعل الظاهرة المصرية الحالية واحتجاج الشباب تشير بصورة جلية الي فقدان هؤلاء الشباب للثقة حتي في احزاب المعارضة التي تسعي للحكم .. وهم يبحثون الان عن صيغة جديدة تجمع كل القوي الحديثة والنقابات وربما طلائع الاحرار من شباب ضباط القوات المسلحة لانشاء وضع انتقالي يضع دستورا انتقاليا جديدا لحين قيام انتخابات حرة ونزيهة .
ولقد فقد هؤلاء الشباب الثقة في انظمتهم الحاكمة ليس في مصر وحدها بل في كل دول العالم الثالث لانهم اصبحوا يشاهدون ويقرأون أنه كلما سقط رئيس في دول العالم الثالث أو أوشك علي السقوط ظهر وانكشف انه كان يملك ويهرب المليارات من الدولارات من أموال شعبه ومن الثمن الذي يقبضه لقاء قمع شعبه لمصلحة أسياده من القوي السياسية الكبري ، أو بالأحري من الشركات الضخمة العابرة للقارات والتي تهيمن علي الدول الكبري وسياساتها... وهكذا يصبح رئيس الدولة في العالم الثالث موظفا لدي هذه الشركات ، وليس قائدا أتي بالمشيئة الحرة لشعبه !! وإلا فما هو التفسير لامتلاك حسني مبارك وأسرته لعشرات المليارات من الدولارات ، ثم ما هو التفسير أيضا لتشبثه المرضي بالسلطة وكانه نوع من الادمان ( addiction ) علي الرغم من إدراكه وإدراك مستخدميه الامريكان بأن الشعب المصري لا يرغب فيه وأنه بالنسبة للامريكان قد استنفذ اغراضه كسىء الذكر شاه ايران فأرادوا استبداله بوجوه أخري ، ولكن هيهات فإن الشباب المصري قد أدهش العالم بوعيه الكبير الذي لم تمر عليه حربائية النظام المباركي وقد لاحظ أعراض الانسحاب - withdrawal symptoms- من السلطة التي أدمنها الحاكم وقد تمثلت هذه الأعراض في محاولة النظام استئجار البلطجية لقهر الشعب وإطلاق العتاة من المجرمين من السجون وتسليحهم في وقت واحد لقمع وإرهاب المتظاهرين من الشباب .. أوَ ليس هذا هو عمل عصابات المافيا والجريمة المنظمة ؟
والنظام المصري الذي أشار رئيس تحرير صحيفة ( أجراس الحرية ) الي أنه كان قد رحب بمقدم نظام الانقاذ السوداني وقدمه للمجتمع الدولي أصبح اليوم يرفع شعار احتواء الأخوان المسلمين للاحتجاجات الشبابية المصرية وللانتفاضة الشعبية كفزاعة للمجتمع الدولي وللحكومة الأمريكية بوجه خاص في محاولة يائسة لمد عمره في السلطة، هذا مع العلم بأن النظام المصري مهادن لدول عربية تصدر ايديولجياتها الإسلامية - الفكر الارهابي للعالم كله ! والنظام المصري أيضاً يوظف المؤسسة الدينية التقليدية في مصر لقمع الحريات الدينية وإلجام الفكر الديني المستنير تغاضيا أو قصدا كما حدث لفرج فودة ونصر حامد أبوزيد وغيرهم ...
وانطلاقا من حقيقة أن النظام الإقتصادي العالمي الحالي موظف لمصلحة الدول الصناعية الكبري ( وتلك حقائق علي الأرض وليست نظرية المؤامرة ) مما أدي لخلق مشكلات السياسة والاقتصاد والاجتماع وقيام الحكومات القمعية والعميلة في دول العالم الثالث ، فإنه وتمشيا مع هذا المنطق فإن الدول الصناعية الكبري لا تستطيع ان توفر لسياساتها المحلية والخارجية في مجالات حقوق الانسان والشعوب أية مصداقية أو قبول ما لم تحجم عن استغلال نفوذها ضد مصلحة الشعوب في كل مكان . ولكن مصالح هذه الدول تمنعها من قبول أية تغييرات حقيقية وجوهرية في النظام العالمي ، بل إن هذه المصالح تدفعها إلي ممارسة الظلم والاستغلال ومنع الدول الفقيرة من الإعتماد علي الذات في مجالات التنمية البشرية والإقتصادية والاجتماعية وخلق مخلوقات مستهلكة وغير منتجة في دول العالم الثالث .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حسني مبارك ليس بدعاً ... هو جزء من ضرورة تاريخية ..!! د . محمود شعراني (Re: صديق عبد الجبار)
|
يقال أن شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه في 1977 قد قال عن الأخوان المسلمين:
((من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية،إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعة،وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا وإقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية،وسوف يذيقون الشعب الأمرين،وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل،وسوف تنتهي فيما بينهم، وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعاً.))
فإنني أتساءل من وحي هذا المقال الذي نحن بصدده ؛ هل تحكم الإسلاميين فوق رقاب الناس لأكثر من 21 عاماً الآن يعتبر ضرورة تاريخية ؟؟
أنا شخصياً لا أقول بمقولة الضرورة التاريخية في مصائر البشر ، وأفرق بين الحتمية التاريخية والضرورة التاريخية ...
فالقول بالضرورة النتاريخية فيه نفس "جبري" أو بمعنى آخر إستسلام قدري ، وهو ما من الأشياء المحببة لدى دعاة الدولة الدينية ...
وأقول؛ إن إنتصار الحق هو حتمية تاريخية - طال الزمن أو قصر ...
ولكن إنتصار الباطل في مرحلة ما لا هو حتمية تاريخية ،،،، ولا يمكن أن يكون ضرورة تاريخية ، ، ،
يمكن للباطل أن ينتصر كحتمية تاريخية ناتجة عن ضعف وهوان يصيب قوى الحق في مرحلة من المراحل ، ولكنه بالقطع ليس ضرورة تاريخية ...
وأنا لا أظن أن الشهيد محمود محمد طه حينما قال كلامه المنقول أعلاه كان يتحدث عن ضرورة تاريخية ، ولكنه كان يرمي توقعات للمستقبل مبنية على رؤية تحليليلة نافذة من رجل شفاف.
*__ صديق أبوفواز
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حسني مبارك ليس بدعاً ... هو جزء من ضرورة تاريخية ..!! د . محمود شعراني (Re: محمد الكامل عبد الحليم)
|
Quote: لكن وجود ضرورة يحتمها التاريخ لحدوث امر ما او ان امر ما حدث لحتمية اقتضته فهذ يسوغ للطغاة ويعطيهم الذرائع الا ينالوا الجزاء عن الطغيان وسفك الدماء.
|
هذا تماماً ما قصدته بعدم إيماني بمفهوم الضرورة التاريخية المطلق ....
فالضرورة في الحياة اليومية وفي التاريخ إن لم يكن لها أسباب ومحفزات (stimulants) منطقية تصبح مفهوماً قدرياً تحفه روح الجبرية والإستكانة ...
تحياتي أستاذ محمد الكامل ،،،، وشكراً على مرورك الكريم
أبوفواز
| |
|
|
|
|
|
|
| |
صديق عبد الجبار
جمال المنصوري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست