|
رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن.....
|
رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن مأمون التّلب
لا أدري إن كنتُ أستطيع أن أفهَمَ الأمهات فهماً واضحاً، ملموساً وحقيقيَّاً، خالياً من كلّ تغبيشٍ عقلانيّ ومحاولاتٍ قمعيّةٍ تصدر من ذات اللغة التي أستخدمها للتعبير عن مشاعري المختلطة، المرتجفة والخائفة، المشجّعة والمُؤازرَة، المتواضعة أمام غَضب الطبيعة الذي لا يتجسّد مثلما يَحدث في عيني أنثى ترى ابنها يتعرَّضُ للخطر؛ للتعذيب والإذلال وكَسرِ النّفس وما يلي ذلك من كوابيسٍ لا أريدُ أن أَصِفَها، بل إنني أعتذر عن ما ذكرته عنها، لأننا لا نتحدّث عن عالمين منفصلين يعيش كلّ منهما في جسدٍ منفصلٍ عن الآخر، إننا أمام معجزة الوجود؛ الإعجاز الحادث يوميّاً: حيث تُخرِجُ الأنثى عضواً فتفصله عن جَسَدها طواعيّةً؛ بكلّ محبَّة وإكرامٍ يستمرُّ إلى نهاية حياة ذلك العضو أو نهاية حياتها هي.
الإبداع أن يَلِدَ الإنسانُ إنساناً حيَّاً مُختلفاً كلّ الاختلاف عن من هم حَوله، وكذلك مُختلطاً كلّ الاختلاط بهم. إنسانٌ يَعيش مصيره الخاص ويواجه ما اقتَرَفَت يداه؛ فيا سلام من إبداعٍ عندما يكون ذلك الإنسان المُبدَع، المُعتَنَى بهِ من قِبَلِ مُبدِِعته شخصيَّاً كلوحة لن تُباع أبداً، ولن يُدرِكَ أسرارها الداخليّة أحدٌ سواها هيَ؛ يا سلام عندما يكون ذلك الإنسان حُرَّاً بتحمّله مسؤوليّة أفعاله وأفكاره وأقواله؛ بالدفاع عنها، وبتطوير وشحذ أسلحتها الفكريّة، ثم بالعمل على نشرها بأفضل السُبُل وأشدّها إنسانية. ولكنكم كنتم ستعرفون عن ماذا أتحدث إن اقترب واحدٌ منكم أيها القراء جميعاً، ظالمكم ومظلومكم، من أشخاصٍ كعبد الله عيدروس، أو عبد العزيز كمبالي!. إن الذي يؤمنون به أشخاص كهؤلاء يُشعُّ من شخصيّاتهم إشعاعاً لا تملك أمامه ردَّ فعلٍ سوى الاحترام والحب والتقدير الخالص لوجه هذه الطبيعة المُصفَّاة، شكراً وعرفاناً لهذا الشرف: شرف أن تلتقي شخصيّات كهذه، الذكيّة ذات الدم الحارّ، في هذه الحياة الكبيرة، الواسعة، المنتشرة في بلدانٍ عديدة، وتحت بحارٍ ومحيطات، وفوق السماء.
يصعب علي تصوّر مشاعر الأمهات الواقفات أمام بوّابات جهاز الأمن القومي وهنّ يعلمنَ، يقيناً، أن أبنائهنّ هنا، على بعد خطوات منهنَّ، وخلف ذلك الجدار، مُباشرةً، يتعرضون إلى الخَطَر. هؤلاء الأبناء الذين لهم علينا حيلتنا الضعيفة، الخائبة، بأن نقولَ بألستنا أن قلوبنا مَعكم؛ فيصعب علينا أن نَمرَحَ ونخرج ونتحدث إلى الغرباء والأصدقاء دون تمرّ ذكرياتكم بخاطرنا ولو حتَّى للحظات، فنتحوّل إلى كائنات عاطفيَّة ممتلئة بالدموع، ولكنها دموع بعيدةٌ جدّاً يا عبد العزيز ويا عبد الله، بعيدة جدّاً عن جوهر الدموع المحتبسة خلف وجوه الأمهات الجسورات الواقفات خلف الجدار الذي بختُه بيكم وبي جمالكم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن..... (Re: Amira Elsheikh)
|
إذاً دعونا نتصوّر، بقليلٍ من الخيال، كمّ الأمّهات المتناثرات على كامل المساحة الجغرافيّة الضخمة، الهائلة، والأجمل على الإطلاق، من يُراقبون أبنائهم يُدمّرون بالجهل المُسمّى نظاماً تعليميّاً في السودان؛ في مدارسٍ بلا أسوار يَعمل بها متطوّعان من أبناء القرية، الأقوى حُبّاً للناس، ليُعلموا الأطفال جميع المواد! هل نريد أن نتحدث عن من فَقَدنَ الأبناء في مفرمة الحرب المجنونة؟ أم من تجوع فلذاتها أمامها يوميّاً، وباستمرارٍ يبدو أبديّاً تماماً، قدريّاً بَحتاً غير قابلٍ لاستقبال ذرَّةٍ من ذرات الأمل، لأن الأمل، في حالات غلبت على عموم أهل السودان، قاتلٌ وغير مفيد؛ الأمل يؤخّر الخطى والحياة سريعة جدّاً ومجنونة وطاحنة. النتيجة التي أراها الآن أن أغلب الشعب السوداني، إن لم يكن كلّه، كاد أو أُصيبَ بالجنون. لقد كان العقدان الماضيان مريران جدّاً، خاليان من الحياة تقريباً، مُجرَّدان من كل ما هو حقيقيّ وجوهريٌّ ويهمّ الإنسان، لا، لم يكن الأمر كذلك فقط؛ لقد كدّسوا، مكان الفراغ الذي خلّفته خَمشاتُ مَخالبهم العملاقة، كل ما يَدفعُ بالعقل إلى الجنون؛ أعداد القتلى أصبحت أرقاماً مجرَّدة، قبحُ المدينة أمرٌ عاديٌّ في نَظَر الناس، بل هم يُشاركون فيه؛ في تصنيعه وتصميمه، في خياطته وإعلاناته. ببساطة: لم يَعد هنالك مجالٌ لأن نأمل كثيراً في العثور على من يَعرفون ما هي الحياة، وكيف كانت يا تُرى؟. فكان على الذين تمسّكوا بالحياة، الذين التهموا المعرِفَةَ وفهموا معنى الحرية والسلام مع الآخرين، كان عليهم أن يفهموا جيّداً أن ذلك يعني العَمَل لأجل الآخرين والاستمتاع بمحبتهم ورأفَتهم وقربهم الروحي.
لن يكون أثرُ خروج الأمهات هيّناً أبداً على روح هذه المدينة العظيمة التي وَحَّشوها، خوّفوها وأرهبوها وجنّنوا سكّانها، فرائحة دخان اللهب فاحت في المكان، ولهبٌ كهذا لن يخرج من حيث نحتسب أو يحتسبون.أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى الأمهات، وأتمنى بقوّةٍ أن يكون لها معنىً.
فاللذين بالداخل هم أخواني كذلك، وعليَّ أن أقول أنّي مشتاق ليهم، لكن عارف أنو ما بالأكتر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن..... (Re: عادل نجيلة)
|
يا عادل نجيلة كتابة مثل هذة مرجعيتها القلب و الرؤية و المبدع يري ما لا نري .. لذا فهو دوما" " يري شجرا" يسير" . و يبادر المقلدون بقطع رأسه لأن الشجر لا يسير، وما دروا ... أن الأشجار في بلدي تسير و تتكلم. الكتابة الأبداعية يا عادل مبدعة لانها جديدة لذا لا مراجع لها
و الثورة ، ومهما قمعت، فهي في كمونها تنسج لافتاتها و تحضر أنبيائها و سحرتها، أنها كامنة و تعدي حتي قاهرها بالحديث عن التغيير أنها قادمة يا عادل فلا تتأسف عليها و لا تستبطيء مواعيدها فميعادها حين تكون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن..... (Re: aydaroos)
|
كتابة مثل هذة مرجعيتها القلب و الرؤية و المبدع يري ما لا نري .. لذا فهو دوما" " يري شجرا" يسير" . و يبادر المقلدون بقطع رأسه لأن الشجر لا يسير، وما دروا ... أن الأشجار في بلدي تسير و تتكلم. الكتابة الأبداعية يا عادل مبدعة لانها جديدة لذا لا مراجع لها
و الثورة ، ومهما قمعت، فهي في كمونها تنسج لافتاتها و تحضر أنبيائها و سحرتها، أنها كامنة و تعدي حتي قاهرها بالحديث عن التغيير أنها قادمة يا عادل فلا تتأسف عليها و لا تستبطيء مواعيدها فميعادها حين تكون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى الأمّهات الواقفات أمام بوابة جهاز الأمن..... (Re: عادل نجيلة)
|
شكرآ عيدروس .. بيد أنني لا أثق في نزاهة و حيدة كاتب البوست .. فلقد خزلت منه كثيرآ,, فالكتابة مازالت تحت تأثير الثوار الكذبة .. ولك الود
استاذ عادل ....سلاام........ لك ان تعبر عن رايك وبالطريقة التى تراها مناسبة ولكني ضد اطلاق الاتهمات والنعوت المجانية لانها اسهل شئ فى الاسافير ..انا شخصيا ما حاناقش او ادافع عن نفسى او عن مامون مالم افهم تماما ماترمى اليه او ما تريد ايصاله حتى لاندخل فى مغالاطات لاتقدم او تؤخر .. كدى حيكون زى حوار الطرشان ....
| |
|
|
|
|
|
|
|