|
Re: مقتل وجرح«23» تاجرًا شمالياً على يد شرطة الجنوب في أبيي (Re: وليد الطيب قسم السيد)
|
مجـــــــزرة أبـــيــــي أول اخـــتبـــــار لحســــــن الجـــــــــوار تقرير : خالد حسن كسلا
في الوقت الذي قتل فيه ثلاثة تجار شماليين وأصيب عشرون آخرون برصاص شرطة الجنوب في مدينة أبيي بغرب كردفان أمس الأول، كان يتحدث الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم للصحافيين، عقب انتهاء أول جلسة عقدها مكتب حركته السياسي عن تحويل الحركة الشعبية إلى حزب مستقل في الجنوب والشمال، وقال مضيفاً إن اجتماعات المكتب السياسي ــ في جلساته اللاحقة ــ ستناقش خارطة طريق للدولة. وإنهم يرون معالمها في تحول الجنوب إلى دولة (ديمقراطية مدنية علمانية بنظام سياسي تعددي، والانتقال بمشاركة كل القوى السياسية في الجنوب). ولكن الملاحظ على مدى ست سنوات، هو أن الحركة الشعبية قد دأبت على ألا يكون خطابها السياسي وخطبها الجماهيرية في اتجاه السلام والاستقرار واحترام الحريات العامة مقروناً بسلوكها على أرض الواقع. وهذه العادة بدأتها أصلاً منذ التوقيع على اتفاقية السلام عام 2005م، حيث بدأت في إطلاق شعارات دعم خيار الوحدة بصورة أشفقت منها قطاعات كبيرة في الجهتين الشمال والجنوب تنشد الانفصال لأسباب مختلفة. ولكنها مع اقتراب موعد إجراء الاستفتاء تعاملت مع رفع شعارات الوحدة في الجنوب مثل جريمة تستحق أن يعاقب عليها. والحركة الآن بعد الانفصال، تتحدث عن مستقبل جوار حسن مع الشمال، لكنها في نفس الوقت راحت تؤسس لصناعة قنابل موقوتة وإنشاء جدار من الكراهية، بعدم الانضباط وعدم الالتزام بقيم حسن الجوار في منطقة أبيي، فقد دخل في هذه المنطقة التي نصَّت اتفاقية نيفاشا على أن تكون مسؤولية الأمن فيها للقوات المشتركة، دخل ألف وخمسمائة جندي تابعون للحركة الشعبية، وبعد أن صعب عليها الصمود أمام القوات المشتركة المنتشرة هناك بصفة قانونية، قامت بقتل ثلاثة تجار شماليين، وأصابت عشرين تاجراً ضرباً بالسواطير في مشهد مقتبس من أحداث مجازر الإثنين الأسود في الخرطوم عام 2005م، والتي كانت قد وقعت عقب وفاة جون قرنق بعد نذير أطلقه باقان أموم نفسه الذي يتحدث الآن عن بناء دولة في الجنوب مدنية ديمقراطية علمانية بنظام سياسي تعددي، مع أن واقع الجنوب لا يستدعي الحديث عن علمانية باعتبار أنها الصفة الوحيدة بالضرورة هناك، ولا يستدعي الحديث عن دولة مدنية لأن المتوقع أن تحكم هناك استخبارات الجيش الشعبي لفترة قد تنتهي بانقلاب أو ثورة أو اجتياح، ولا يستدعي عملية ديمقراطية نزيهة على المدى القريب والمتوسط، مهما كانت الشعارات التي جرت عليها العادة.. وهكذا ستظل الحركة دائماً تحت اختبارات، وآخر اختبار للجوار كان في أبيي.
| |
|
|
|
|