الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: فاروق الأول ملك مصر والسودان. د. يوسف نور عوض. (Re: محمود الدقم)
|
فاروق الأول ملك مصر والسودان هو ابن الملك فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، ولد في عام ألف وتسعمئة وعشرين وكان الذكر الوحيد بين خمس من البنات، وقد لقبه والده منذ سن مبكرة بأمير الصعيد، وقد تولي فاروق العرش بعد وفاة والده وهو في سن السادسة عشرة وكان الوصي علي العرش ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق، وكانت والدة الملك فاروق الملكة نازلي لا تثق في ولي العهد وتخشي أن يتآمر علي ابنها للاستيلاء علي الملك، وبالتالي فقد أقنعت الشيخ المراغي شيخ الأزهر أن يحسب عمره بالتاريخ الهجري وذلك ما مكنه من الجلوس علي العرش في وقت مبكر. واستمر محمد علي وليا للعهد حتي مولد الأمير احمد فؤاد. وكما هو معلوم فإن ملكية الملك فاروق استمرت حتي قيام ثورة يوليو في عام اثنين وخمسين. وقد تزوج الملك مرتين الأولي من صافيناز ذو الفقار التي أصبح اسمها الملكة فريدة والتي أنجب منها بناته فادية وفوزية وفريال وقد حظيت الملكة فريدة بشعبية كبيرة لم تستغلها لصالح ملك زوجها بل استخدمتها لتكثيف الضغط عليه وتنكيد حياته التي كانت منكدة أصلا بسبب تصرفات والدته غير المسؤولة والتي لم تراع أنها والدة ملك وتفرض عليها الظروف مسؤوليات خاصة، وقد اضطر الملك فاروق في نهاية الأمر إلي تطليق زوجته الملكة فريدة ليتزوج فتاة صغيرة في السادسة عشرة من عمرها هي ناريمان صادق التي أنجبت له ابنه الوحيد أحمد فؤاد الذي تنازل له عن العرش بعد قيام ثورة يوليو وهو تنازل لم يستمر فترة طويلة بعد أن أعلن من أطلقوا علي أنفسهم اسم الضباط الأحرار، الجمهورية وإلغاء الملكية في مصر. ولم يعترض الملك علي التنازل أو مغادرة مصر إلي إيطاليا وكانت مطالبه متواضعة ومنها أن يودع وداعا رسميا وحاول جمال سالم خلال لحظة الوداع أن يسيء إليه ولكن اللواء محمد نجيب منعه من ذلك. وفي المنفي عاش فاروق حياة التمزق وهو يتذكر وطنه، وكان ذلك في وقت كانت الصحف المصرية تصور حياته بأنها كانت حياة الترف والخمر والنساء والقمار، ولكن الملكة فريدة سخرت من كل ذلك وقالت إن الملك لم يكن يملك الكثير حين خرج من مصر وأن صناديق الذهب التي قالوا إنه حملها معه وهي حق شرعي لأسرته لم يكن لها وجود، بل إن كل ثرواته وممتلكاته سرقها اللصوص الذين اعتدوا علي القصور الملكية. كما قالت إنه لم يشرب الخمر في حياته مطلقا وإن ابنه أحمد فؤاد عاش في أول أمره تحت رعاية أمير موناكو. ونفت الملكة فريدة كل الصور المستهترة التي رسمت للملك، ولكن لم يحدث نفي للعبه القمار وذلك شيء يمكن أن يفسر من خلال ظروفه الخاصة والمأساة التي عاشها، وذهبت الملكة فريدة التي نكدت حياته إلي وصفه بأنه كان طيب القلب حنونا ويتميز ببراءة الأطفال وأن كل ما روي عنه مع العشيقات والممثلات كان من نسج الخيال، كما كان متواضعا بدرجة كبيرة إذ كان يقود سيارته بنفسه وينزل إلي المقاهي والمطاعم العامة، وكان يستقطب حب الشعب في مصر والسودان بدرجة كبيرة. وهناك شكوك حول ظروف موته في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين عن عمر يناهز الخامسة والأربعين إذ يقال إنه قتل بالسم في أحد مطاعم ايطاليا وكان قد أوصي بدفنه في مصر ورفض الرئيس عبد الناصر ذلك إلا أن الرئيس السادات قد أحضر جثمانه حيث دفن في مسجد الرفاعي خفاء.
|
|
|
|
|
|
|
|
|