|
انـه زمـان الانحطـاط والافـلاس .. فـمتى الخـلاص ؟؟.
|
هذه الفتاة المسكينة التي تم جلدها بهذه الصورة المهينة والتي تعكس مدى انحطاط من نفذوه ومن أمروا به .. جسدت – دون شك - واقعا لن يكون حتما منفصلا عما حل بذلك الوطن الذي أخرجه النظام الاسلاموي عن دائرة التاريخ والفعل في محيطيه الاقليمي والدولي .
وحتى لو افترضنا جدلا ووفقا لما يقول أهل النظام – ولا أحد يصدق ما يقولون يوما – ان هذه الفتاة هي بالفعل بكل تلك الصفات والنعوت وبكل ذلك السوء فهل يمكن ان يكون ذلك مبررا لما جرى بحقها وفقا لشرع الله ؟؟. ومنذ متى كانت عقوبة الشريعة تطبق بهذه الطريقة ( الشوارعية ) المقيتة ؟؟. ومنذ متى كانت الشريعة الاسلامية لا تراعي حرمة ولا أخلاقا ولا سترا ؟؟.
ولكن – رغم كل ما جرى وما طرح من تساؤلات ملأت الآفاق - يبقى السؤال الأكثر أهمية وأول ما يقفز الى ذهن المتابع عن قرب للشأن السوداني ومجريات الأحداث على ساحاته على اختلاف أنواعها – لا سيما السياسية منها – وهو سؤال من شقين : -
- هل يمكن الجزم بأن هناك حقا (شريعة اسلامية ) في السودان اليوم ؟؟. - وماهي أبرز مظاهرها التي يمكن أن تعبر عنها وتقنع المتشككين – من أمثالي - في وجودها أصلا ؟.
الواقع ان حادثة فتاة الفيديو التي تطايرت صورها عبر قارات العالم الخمس لا يمكن لها الا أن تكون جزءا من واقع غبي يجسد حال من يتولون أمرنا في بلد لا أحد يعرف الى أين يسير ولا يمكنه التكهن بشكل المستقبل الذي ينتظره .
انه افلاس فكري فضائحي وانحطاط اجتماعي مركب يجسده كل من كان له صلة بواقعة الفيديو الذي طبقت شهرته آفاق الكون وصار حديث الناس ومصدر سخرية ليس ممن قاموا بالفعلة وحدهم ولكن بكل ما هو سوداني بلدا وانسانا للأسف وهو الأمر الذي يجعل البعض منا يمشي خجولا ومنكسرا في الأسواق .. لاسيما وان اخوتنا العرب على وجه الخصوص يعتقدون ان هؤلاء القتلة المتربعون بالقوة على عرش السلطة يمثلون السودانيين قاطبة ولا يعترفون بمعارضة غابت في زحمة الأحداث وضاعت تحت الأرجل دون أن يكون لها اثر يذكر .. وذلك امر يؤسف له المرء كثيرا .. حيث ان حادثة من هذا النوع وحدها كانت كفيلة بثورة شعبية عارمة وريح صرصر عاتية تعمل على اقتلاع هذا النظام من جذوره والاطاحة بكل رموزه حتى لو كانوا مرسلين من المولى عز وجل ... ولكن هيهات ... هيهات .
والحال كذلك نتساءل – وهو تساؤل مشروع وحتمي وواقعي :
متى الخلاص .؟؟. متى الخلاص من أناس لم يخافوا الله فينا ولا في بلدنا .. ولم يتورعوا يوما في ارتكاب كل موبقة تسيئ الينا جميعا واينما كنا سواء داخل سور هذا الوطن المنكوب أو خارج حدوده التي تتآكل كل يوم ؟؟.
خضرعطا المنان [email protected]
|
|
|
|
|
|