|
Re: لتكون الأمور في نصابها (Re: Sabri Elshareef)
|
سلام، يا هشام، وأرجو أن تسمح لي بتغوّلٍ (أخير؟) لأنظر في باب "تجري (في شان العلمانيّة) جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش"؛ وهذا تغوّلٌ أحسبه يتناول صراع الدين والدين والدين واللادين بأرض العلمانية:
لقد روّعني اتّخاذ الصديق محمّد حسبو الفيديو موضوع النقاش سنداً لطلب الاجابة بلا أو نعم في مسألة تطبيق الشريعة الاسلاميّة. ومبعث الروع هو ظنّي (إلى حين اشعار آخر قريب بهذه المداخلة) أنّه ليس من الحكمة أن يجيب المفكّر السياسي أو السياسي فحسب (أو يحث الناس على أن يجيبوا) بلا أو نعم في قضايا ذات حمولة تاريخية و/أو طبيعة متحوّلة وإنّما رجال الدين هم من يفعل ذلك؛ أي، يفتون بلا أو نعم بالرغم من حمولة وطبيعة مثل هذه القضايا. لكنّ برهاناً ويكيليكسياً (وهو برهانٌ ضعيف على أي حال) جعلني أعيد النظر في ظنّي لأعدّله إلى أن لا أحد يميل للاجابة بلا أو نعم، سواء كان مفكّراً سياسيّاً أو سياسياً فحسب أو رجل دين، ما دام في وسعه أن يلتمس المساومة ما وسعته الحيلة ليحيل اللا إلى نعم أو العكس. هاهما، الفاتيكان وألمانيا، يبرهنان على ظنّي عبر تعاطيهما مع مسألة انضمام تركيا للاتّحاد الأوروبي في تجسيد حي لقول المغنّي "بعيونك تقول لي تعال وتعال وبقليبك تقول لي لا مافي مجال".
كنت قد ادّخرت الخبرين المستندين على تسريبات ويكيليكس وذلك لكي أنبش بهما موضوع قديم وعدت بالعودة إليه لكنّني خرجت ولم أعد. وبما إن الخبرين يسندان نصف (وقيل أكثر من كلِّ) ظني الذي ذكرت بصدر هذه المداخلة كما (آمل أنّهما) يضيئان بعضاً ممّا عتم من موضوع المساومة لاسيّما تلك المتمحورة حول الدين، فإنّني أتوكّل على الحي القيّوم وأستخدمهما هنا. فقد سرّبت ويكيليكس (والرابط هنا) ما أظهر الدولة(؟) الدينية بالفاتيكان وكأنّها، خلف الكواليس يعني، لا بترحم نفسها بالعلمانيّة ولا بتخلّي رحمة(!) العلمانية تنزل على غيرها من خلق الله مثل تركيا لكنّها تنكر هذا الفعل، حطباً، على مسرح الأحداث.
ووزير الخارجيّة الألماني ما كضّب خبر فقد كشفت التسريبات أنّه قال أنّ تركيا أضخم مما يلزم ولا تتمتّع بالحداثة اللازمة للانضمام للاتّحاد الأوروبي وأنّه إن كان ينبغي على ألمانيا أن تقرّر اليوم في شأن انضمام تركيا للاتّحاد الأوروبي لما أجابت بغير لا؛ لكنّ هذه التسريبات تُناقض، طبعاً، "نعم" ألمانيا المعلنة كما ناقضت تسريبات "لا" الفاتيكان نعمه. دايرين النصيحة (منّي أنا البدوي دا ما مِنْ قوديو ويسترويل أو أياً كان اسمه) ولا دايرين الجنبها: تركيا دي؛ بصفتها بلداً اسلامياً يقارب عدد سكّانه للخمسة وسبعين مليون نسمة، أكان انضمّت للاتّحاد الأوروبي ثمّ ارتدّت(!) عن علمانيّتها إلى حيث يجوز للتركي أن ينكح ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع وينجب ما شاء مما يهبه الله من الاناث والذكور، الشاف الأوروبيين ديل (لاسيّما الألمان وفي الألمان الألمان الشرقيين) جائعين أو (على الأقل عاطلين عن العمل) في ظرف عقدين أو ثلاث ما كضّب! وبرضو تقول لي تعال وتعال! هذا هو ما أجده الداعي الرئيسي وراء نعم/لا لا/نعم ألمانيا لكنّ للفاتيكان أسبابه التي نأتي عليها عرضاً في هذه المداخلة.
وتمنّع الفاتيكان عن الاجابة بنعم أو لا؛ أي، استخدام سطوته الدينية في المساومة بحيث تنزل أو لا تنزل رحمة العلمانية على العباد، تتجاوز تركيا وصخبها إلى المساومة في قضايا عالمية مثل استنساخ البشر وتغيّر المناخ إلى استخدام نفوذ تعاليم البابا في التأثير على الرأي العام بالدول ذات الأغلبية الكاثوليكية واستخدام هذا النفوذ فيما وراء ذلك. فقد كشفت التسريبات أنّ الفاتيكان قد خطّط لاستخدام بولندا كحصان طروادة لنشر القيم المسيحية للأسرة عبر هياكل الاتحاد الأوروبي بل واستخدامها (بولندا) كثِقَل في مواجهة علمانية (هكذا) غرب أوروبا لاسيّما وأنّ البابا مهتمٌّ بابتعاد أوروبا سايكولوجياً عن جذورها المسيحية وبالتالي فهو يركّز على مقدرات بولندا في مكافحة هذه النزعة وقد كشفت التسريبات أنّ هذه المسألة كانت موضوعاً لعدّة زيارات من أساقفة بولنديين للفاتيكان أبدوا فيها احتياجهم للتحلّي بروح القيادة في وجه علمانية (هكذا) غرب أوروبا!
بل إن ذراع الفاتيكان تمتد (لتخلط القداسة بالسياسة؟) عبر الأطلسي إلى فنزويلا. فالتسريبات قد كشفت أنّ الفاتيكان يطلب من الأمريكان اضعاف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والسبب؟! انزعاج الفاتيكان من تدهور النفوذ الكاثوليكي بأمريكا اللاتينية لأن شافيز يقوم بتخريب خطير للعلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة! والحل؟! طلب المسئول عن ملف أمريكا اللاتينية بالفاتيكان أن يتقرّب أوباما (بالحيل أوباما) من كوبا "لكي يحد ذلك من نفوذ شافيز ولكي تتم فرتقة "شلّته" بأمريكا اللاتينية". ومع إن التسريبات لم تكشف الآكشن الذي اتّخذه أوباما حيال ذلك الطلب إلاّ إنّ الأيّام ستفعل. كشفت التسريبات أيضاً عن نشاط محموم واستخدام للنفوذ مكثّف من قبل الفاتيكان، مساومة من خلف الكواليس طبعاً، لاسيّما في القضايا الاجتماعية.
هل أرجو أن أعود؟ كنت قد وضعت رجاءً مماثلاً بالعودة لموضوع تلصّص تركيا على أوروبا (مقالي المنشور بهذا المنبر في ديسمبر 2006) فلعلّ العرض في أعلاه يغنيني عن تلك العودة كما ولعلّه يغنيني عن العودة (اللهمّ إلا بغية التبحّر) لتناول موضوع تلصّص بلدٍ اسلامي على الأسس المسيحية لأوروبا (والأسس المسيحية لأوروبا عبارة فاتيكانية قالها مسئول فاتيكاني في معرض ابداء مخاوفه من أنّ وجود بلد اسلامي بالاتّحاد الأوروبي يضعف محاولات الفاتيكان الرامية لادراج اشارة للجذور المسيحية لأوروبا بدستور الاتّحاد الأوروبي، فياللمساومة البارعة). وقد يغنيني العرض في أعلاه عن العودة (اللهمّ إلا بغية التبحّر) للنظر في تلصّص الدولة الدينية بالفاتيكان على أعمدة العلمانية بأوروبا وبأمريكا اللاتينية وعلى أعمدة العلمانية والعولمة بقضايا عالمية مبعثرة عبر القارّات.
هذا، ولك الشكر يا هشام.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لتكون الأمور في نصابها | هشام آدم | 12-16-10, 02:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر دفع الله | 12-16-10, 05:34 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:10 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:17 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:25 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:27 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Safa Fagiri | 12-16-10, 07:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Elawad | 12-16-10, 07:13 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-17-10, 00:27 AM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-17-10, 10:36 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Sabri Elshareef | 12-17-10, 11:53 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-19-10, 09:52 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | خضر حسين خليل | 12-19-10, 09:59 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-20-10, 10:52 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Sabri Elshareef | 12-21-10, 01:06 AM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-23-10, 10:18 PM |
|
|
|