|
Re: لتكون الأمور في نصابها (Re: Adil Al Badawi)
|
سلام، مجدّداً، يا أستاذ هشام وأرجو أن تسمح لي بشويّة اضافات:
كنتُ قد ذكرت أنّ الخطاب العلماني (بتاع حقوق الانسان) به ثغرات. وأنا أرى أنّ أبرز الثغرات بهذا الخطاب، لاسيّما جانبه المبني على الإعلان العالمي لحقوق الانسان، تتمثّل في أنّه يكاد يستبدل ديناً بدين. يتبدّى ذلك في أنّ نصوص الإعلان العالمي لحقوق الانسان تبدو، في عيون المؤمنين بها بدون قيدٍ أو شرطٍ أو تحفّظ، أقرب للنصوص الدينية. بل وأنا أزعم أن هذه النصوص تكتسب قداسة، لاسيّما لدى المؤمنين بها من "المسلمين"، تتجاوز قداسة نصوصهم الدينية. وتلك قداسةٌ تنبع ممّا تنزعه نصوص الإعلان العالمي لحقوق الانسان من قداسة النصوص الدينية حين تعارضها معارضة صريحة. لكنّني أرى أنّ نهوض المؤمنين بمثل هذه النصوص، من "المسلمين"، إلى دعمها باعتدال (!) يضعهم بخانة المؤمنين بتجديد دينهم؛ أما نهوض المؤمنين بمثل هذه النصوص من الدينيين واللادينيين إلى درجة التطرّف والعدوان (أي، فداء النصوص) فهو، ببساطة، يضعهم في خانة الصابئين إلى/المعتقدين في دينٍ جديد.
وردت في حديثي أيضاً اشارة إلى "التعسّف" بجانب التطرّف والعدوان. والتعسّف أقصد به ممارسة "يا ريمي يا بَكْسِر قِريني" وهذا مثل لم أسمعه إلاّ عند أبي وهو يفيد التمترس عند قرار (أو رأي) بدون فتح أي مجال لأي مساومة. والتعسّف، عندي، ضد الانتخاب "الطبيعي" للنظام الأصلح للدولة من منظور مواطنيها وهو بالتالي يضرّ من حيث أنّ به تعجّلٌ يبطيء، إن لم يعطّل، الوصول إلى الهدف المرجو. كما وفيه نسفاً لمفهوم المساومة من أساسه.
ربّما إنّه من سخرية القدر أنّ بناء الدولة الاسلامية قد يصلح نموذجاً لبناء الدولة العلمانية إن استشرف العلمانيّون ما بذل المسلمون الأوائل من الصبر والمثابرة (وقول، يا زول، والمساومة) لبناء دولتهم من لا شيء. وبما إنّ الاسلام من أنجح التجارب، إن لم يكن أنجحها، في بناء دولة من لا شيء اللهمّ إلاّ من الايمان بها؛ وبما إنّ الحكمة ضالّة المؤمن (سواء كان هذا المؤمن مؤمناً بدينٍ سماوي أو بدينٍ أرضي)، وهو أحقّ بها أنّى وجدها فالأجدى أن يجد المؤمنون بالعلمانية في بناء الدولة الاسلامية نموذجاً يحتذى في بناء الدولة العلمانية.
هذا ولك الشكر، يا هشام، على الاستضافة...هل يلزم أن أقول القسرية!
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لتكون الأمور في نصابها | هشام آدم | 12-16-10, 02:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر دفع الله | 12-16-10, 05:34 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:10 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:17 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:25 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:27 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Safa Fagiri | 12-16-10, 07:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | عمر عبد الله فضل المولى | 12-16-10, 06:38 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Elawad | 12-16-10, 07:13 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-17-10, 00:27 AM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-17-10, 10:36 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Sabri Elshareef | 12-17-10, 11:53 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-19-10, 09:52 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | خضر حسين خليل | 12-19-10, 09:59 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-20-10, 10:52 PM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Sabri Elshareef | 12-21-10, 01:06 AM |
Re: لتكون الأمور في نصابها | Adil Al Badawi | 12-23-10, 10:18 PM |
|
|
|