أيها الخال المحبوب سلام قارب ميعاد الرحيل.وموسم الهجرة الى الجنوب قد هبّت رياحه وليس بين ظهرانينا الطيب الصالح ليكتب القصة.أو قل ليكتب المأساة. من سيكتبها اليوم سيكتبها بالدموع وفصولها ذكريات منذ زمن لاتعيه الذاكرة. انها قصة كتبت فصولها الأولى بالدم والإهداء مصحوب بالإعتذار. والمقدّمة خطّتها يد الصفوة التى لا تعرف مبيت القو ى. والآن تعالوا لأحدّثكم عن بعض شخصيات القصة ثمّ نعود الى بعض فصولها. انهما زكريا جوزيف وقمر وانى كلكم ربما تعرفون من يكون الخال زكريا جوزيف ولكنى سأحدّثكم عنه كما عرفته أو كما احسست به. ومخاطبته بالخال لم تكن صدفة . انما لأنه كثيرا ماخاطبنى فى مداخلاته بـ (ياود أختى) ولمّا احسست أنها نابعة منه بصدق , وأن فيها من صدق المشاعر مايعكس أننا ننتمى لثقافة قلّ نظيرها صرت اخاطبه بالخال زكريا وأطرب لهذا الخطاب . لأننى بكلمة واحدة أحس اننى ابادله نفس المشاعر . لكى تعرفوا الخال زكريا لاتلتمسوا معرفته من كونه مسيحيا ولا من كونه سودانيا جنوبيا ولا من لونه السياسى ولا من اختلافه مع كثيرين منكم. لكى تعرفوه أقرأوا مابين السطور عندما يكتب. ستعرفونه من خلال انسانيته. تداخل معنا الخال زكريا كثيرا وفى كثير من مداخلاته فضّل أن يحجب بعض مايؤمن به احتراما لبعضنا. فكان ببساطة يترجم المثل السودانى (عشان عين تكرم مئة عين) فكان ذلك الرجل الذى عرفته من خلال سطوره. لم يبادر الى سباب ولم يستجب الى استفزاز وحتى عندما قال انه ينوى الرحيل بُعيد الأستفتاء علّل الرحيل بالأذى الذى تعرّض له هو واخوته الجنوبيين ولم يعمّم ولم يقرن قوله بأذى. لم يكن وجوده بيننا لتمضية الوقت وانما كان صاحب حق دافع عنه بأدب وبشرف الكلمة .فأفادنا قبل أن يستفيد وفتّح بصائرنا على كثير مما كنا نجهل حول الحق ا لذى كان يدافع عنه. فاقتنع العقلاء وظلّ المكابرون على عنادهم عاكفين. غدا بإذن الله نواصل الحديث عن الخال زكريا ومن بعده المدهش قمر وانى. ثم نكمل قصة الرحيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة