"تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-24-2024, 12:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2010, 02:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة (Re: عبد الحميد البرنس)

    في أماكن أخرى أشاعت "وكالة رويتر المحلية" أن "مصادر لا تكذب أبداً"، قد أخبرتها أن أبي "الذاهب إلى عمله في مكتبه المزدحم بنباتات الظل والمزدانة شرفاته بزهور الياسمين البيضاء" قد قضى في ذلك الصباح على صلاح "زوج فاطمة" بلكمة "حضارية معتبرة في قعر داره"، موضحة أنه كان يبيع شيئاً "لم تذكر المصادر اسمه" لمجموعة من "الشابات الحضاريات الذاهبات إلى عملهن في مجلة نهضة المرأة"، عندما توقف أبي "الذي بدا وكأن الأرض انشقت عنه فجأة" أمام الدكان، مخاطباً جاره من وسط الشارع بصورة "أثارت ضحك الحضاريات الكظيم الساخر"، قائلاً:

    "أيها الجار الطيب.. ثم لندخل في موضوع الساعة الحضاري مباشرة.. لقد شكا لي شباب المستقبل النابغة.. مرير الشكوى طبعاً.. أن البضاعة خاصتكم خالية من العطور الحديثة.. وطبعاً أنا أعتقد جازماً منطلقاً من موقعي المعتبر كحضاري نافع لوطنه و بني جلدته.. أن لإصراركم على بيع عطور "متخلفة" مثل "بنت السودان"... ثم "خيول جيش المهدية على مشارف الانتصار"... وحتى طبعاً و بالتأكيد "كولونيا خمس خمسات المصرية".. لهو طبعاً أمر معيق لعمل المسئولين الكبار في "هذه المدينة الحضارية" من أجل التقدم السعيد للبشر".

    وأضافت "الوكالة" في حينه نقلاً عن ذات "المصادر التي لا تكذب أبدا" أن صلاح "زوج فاطمة" لم يفعل شيئاً وقتها "سوى أنه فتح وقفل.. ثم فتح وقفل... ثم فتح وقفل فمه في بلاهة تاريخية تسببت في بعث موجة أخرى من ضحك الحضاريات الساخر".

    و تلك على أية حال لم تكن مأساة فاطمة الأخيرة "في سباق الحضارة المحتدم قدما"، على الرغم من أنها بحسب ما جاء في أحد المجالس قد "عادت عليها بفائدة لذيذة"، وهو ذات المجلس المنعقد في وقت الظهيرة داخل الميناء أثناء راحة الحمّالين أسفل إحدى أشجار الكافور الضخمة العتيقة العائدة إلى أيام الإنجليز، حيث أشاد أحدهم آنذاك و هو حمّال له "جسد عملاق و خيال شاعر" بما أسماه وقتها "شياطين وكالة رويتر المحلية الخاصة" الذين أخذوا دائما "يخبرونها في الليل والناس في سابع نومة بأدق تفاصيل أسرار المدينة حتى لقد جاء أحدهم إلى الحاج محمود ذات منام في هيئة كل ب أسود له غليون يقدح منه الشرر ليُشهده بدوره على واقعة مُسيلمة الكذاب ويخبره بذلك عما يخجل هو نفسه من فعله حتى لا يصب بعد ذلك اللعنة عليه وحده".

    شيئاً فشيئاً أحياناً، وعبر قفزات نوعية "حاسمة" أحياناً أخرى، بدأ ذلك "البون الحضاري" في الاتساع بين الجارتين القديمتين، سوى حروب النميمة والشائعات، سوى تبادل ذلك الهجاء صراحة أو ضمناً عبر الجدار الفاصل "إذا لزم الأمر الحضاري"، لم يعد ثمة ما يصل بينهما خلال الآونة الأخيرة، عدا شخص واحد، لعلكم قد عرفتموه الآن يا أصدقائي...

    أجل..... "وكالة رويتر المحلية" نفسها، التي ظلت تحتفظ على نحو شديد البراعة و "الدهاء الفطري الخارق" وفي ظل أحلك الظروف بعلاقات طيبة مع جميع الأطراف في تلك المدينة، وهو أمر توضَّح لاحقاً، حين ماتت في النوم ورأى الناس:

    كيف سار أبي وصلاح وأمين حزب التقدم والمحافظ وأعداء آخرين كُثر خلف نعش واحد، حتى أن الحاج محمود نفسه قد أخذ يتوكأ على كتف غريمه "التاريخي" مسيلمة الكذاب "شخصيا" ومضيا هكذا متقاربين واجمين متأثرين، لكأنهما في طريقهما لدفن عداوات قديمة، أو لكأن قانوناً آخر كان يحكم تلك اللحظة العصيبة من حياة المدينة.

    بينما موسيقى "البيتلز" و فرقة "البوني إم" الصاعدة بقوة آنذاك أو لربما كان ذلك "جيمس كليف" فضلاً عن أسطورة الغناء الفرنسي "أديث بياف" تصدح خلال حفلات "الديسكو" من جهاز أهدته المحافظة إلى أمي في أحد مهرجانات "عيد الربيع" - "تقديراً لجهودها الحضارية الرائدة"، كانت فاطمة تسعى في نفس التوقيت إلى إقامة "طقوس السحر وشعائر الزار البائدة" حسبما أشارت إليه مجلة "نهضة المرأة" أثناء حملة صحفية استهدفت في حينه "جيوب التخلف في المدينة"، إلى أن جاءت "قشة الغريق" في ذلك اليوم وتراقصت أمام عينيها تراقص البرق أمام مزارع حرث الأرض وبذر ثم تسمّرت عيناه قبالة الأفق الشرقي في انتظار أن يهطل المطر بعد عناء محل طال الأخضر واليابس ولم يذر. "وكالة رويتر المحلية" أشارت إليها وقتها بشيء قال عنه الحاج محمود و هو يضرب كفّاً بكفّ، و قد بدت على مُحيّاه علامات "وجع الظهر" المزمن بصورة جليّة:

    "هذه فكرة لا تخرج والعياذ بالله إلا من رأس شيطان".

    وقعت تلك "الأنباء الجديدة" على رأس أمّي في البداية وقع الصاعقة في خريف استوائي عارم. حتى أنها أخذت تعاني من حمّى الملاريا في غير موسمها لثلاثة أيام و ليلة. كان من العسير عليها حقا حيال "أصالة تلك الأنباء" مجرد التفكير في أنها "لم تفكر" في الواقع جيدا في توزيع مجهودها أثناء "السباق الحضاري" بالتساوي، بينما شرع أبي في بعث نزعته الفلسفية أثناء هذيانها الليلي من جديد، كان يقول بشيء من حسرة العميان: "الوصول إلى قمة حضارة المدينة ليس هو الهدف. و ذلك أمر فات علينا. نعم نعم. الهدف هو كيفية الحفاظ على تلك القمة إلى الأبد".

    لقد أتاح صمت أمّي الطويل في تلك الأيام للشائعات المختلفة فرصة أن تنمو و تزدهر حتى في "أقصى بقاع المدينة". أذكر الآن جيدا تلك اللحظة التي أفاقت فيها من هذيانات الحمى بوجه شائخ وجسد شاحب هزيل. لقد بدا كما لو أنها عثرت على نفسها فجأة بعد سنوات طويلة من غياب سادت خلاله "أحزان بالجملة لا مبرر لها". قالت وقتها و الدمع ملء عيونها: "يا أولادي، ينبغي على المرء في هذه الحياة أن يعرف جيّدا متى يتوقف من ترديد الهراء". هذه الجملة، حمَّالة الأوجه، سرت في المدينة مسرى النار في الهشيم، و لم يعد بوسع أحد بعدها أن يتنبأ بما يمكن أن تؤول إليه أوضاع "السباق الحضاري بين الجارتين" مستقبلا، حتى أن الحمَّالين في الميناء النهري أنفسهم قد آثروا النوم في أوقات الراحة أسفل شجرة الكافور العتيقة إلى حين أن "تنجلي حقيقة الأمور".

    في مثل تلك الظروف، ما كان لقوى على ظهر الأرض أن تمنع فاطمة من "تذوق طعم الانتصار الحضاري" مرة أخرى، حتى لو تعلق الأمر هنا بتنفيذ "فكرة خارجة من رأس شيطان أحمر"، وبدا أن مجتمع "الصفوة" وهو يتقبل فاطمة في صفوفه مرة أخرى كأب يفتح ذراعيه أمام "عودة الابن الضال"، إذ بلغها أن "رئيسة التحرير الولود حتى على مشارف سنّ يأسها" قد أخذت تديُر القلم من طرفيه، وهي تتلقى "نبأ انبعاثها الفاطمي المبارك" من جديد، وما إن تيقنت من "عناصر النبأ"، وكانت تضع هذه المرة رأس القلم بين شفتيها، حتى ابتسمت داخل مكتبها لأول مرة، وتساءلت بغنج "لا يليق سوى بعجوز متصابية"، على حد تعبير مسيلمة الكذاب، قائلة:

    "وهل يمنع عُسر الولادة من تكرار الشيء نفسه مرة ومرة"؟.

    راقت صلاح فكرة "الانتقام التاريخي" تلك، و ما بدا أنه الحياة عاد يدب شيئاً بعد شيء في عروق شجرة الليمون، التي لم يذق حوضها المُزدان حديثاً بالطلاء الجيري وعلى مدى عام كامل شحَّ خلاله المطر سوى دم القرابين المقدمة أسبوعياً أثناء شعائر الزار وتلك الطقوس، وصورة والده المعاتبة، لم تعد تقلق منامه، حين عاد إلى ارتداء "الملابس الأفرنجية" طواعية هذه المرة.

    لكأني أراه الآن، بعد كل هذه السنوات، وهو يقتني موضة ذلك العام، مفاخراً على أبواب الستين بقميصه الوردي الذي أطلق عليه سادة الموضة في المدينة عبارة يقال لشدة توهجها إنها "خادشة لحياء منسي" مفادها "هاهنا.. حبيبتي..... مستقر حلمتيك"، وقد أخذ من حين لحين في مجادلة الحاج محمود حول "حرمة الذهاب به إلى صلاة الجماعة عامة والجمعة خاصة"، مؤكداً على الدوام من داخل تلك "الثقة الهائلة" أن: "النجاسة.. يا حاج.. ليست في التسمية.... بل في الملابس نفسها"، فانياً تماما في عشق بنطال التيل البني ذي الجيوب الجانبية الواسعة المنتفخة "مرحباً تكساس"، وأي صوت كانت تصدره قدماه عندما ينتعل في المناسبات الخاصة "حذاء خروتشوف الأممي الرهيب"؟.

    آنذاك، وقد لاحظتْ أن "السباق الحضاري" لم يعد "مثيراً" كما كانت عليه "أوضاع المنافسة المحتدمة" بين الجارتين حتى "عهد قريب"، أشارت "وكالة رويتر المحلية" قبل رحيلها بشهور معدودة إلى فاطمة بضرورة أن تسافر ابنتهما الوحيدة "أمل". كانت تتحدث بكلمات هزّت نبرة الصدق فيها شغاف قلب فاطمة "الذي لم تنصفه الأيام الماضية كثيرا"، موضحة لها بهيئة "الناصح الأمين" نفسها أن في "بلاد الخواجات: لندن" يمكنها أن تتعلم "النجاح الحضاري من منابعه الأصلية". و قالت "وكالة رويتر المحلية" مواصلة حديثها إلى فاطمة بحكمة مَن شارف على الموت "ما عجز عنه الآباء.. يا بنتَ أمّي.. يحققه الأبناء". هكذا، دون أن يدري، وقع صلاح "زوج فاطمة" تحت وطأة مطالب ثقيلة قادته في ظرف أقل من عام واحد إلى إعلان إفلاسه كتاجر صغير، بينما انقطعتْ أخبار ابنتهما بعد سفرها بنحو ثلاثة أشهر، وحتى الآن، يا أصدقائي، مازلت أتساءل: كيف ستقف "أمل"، إذا ما عادت في يوم ما، على قبر والدتها، الذي محتْ الأمطار معالمه منذ أمد بعيد؟.
                  

العنوان الكاتب Date
"تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-05-10, 04:58 PM
  Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-05-10, 05:11 PM
    Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-05-10, 06:15 PM
      Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة ابو جهينة12-05-10, 06:37 PM
        Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-06-10, 00:34 AM
          Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-06-10, 07:43 AM
            Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-06-10, 07:03 PM
              Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة بله محمد الفاضل12-06-10, 07:11 PM
                Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-07-10, 02:37 AM
                  Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة بله محمد الفاضل12-07-10, 08:00 AM
                    Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة بله محمد الفاضل12-07-10, 08:15 AM
                      Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-07-10, 10:58 AM
                        Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-07-10, 05:53 PM
                          Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-07-10, 11:47 PM
                            Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-08-10, 01:36 AM
                              Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-08-10, 09:57 AM
                                Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-08-10, 12:13 PM
                                  Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-10-10, 00:08 AM
                                    Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-10-10, 07:30 AM
                                      Re: "تداعيات في بلاد بعيدة" على أبواب الترجمة عبد الحميد البرنس12-10-10, 02:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de