عبد الجبار حسين الأمين العام للنهضة الزراعية مدير جهاز امن الدويم السابق شارك فى تعذيبى

Quote: في صبح يوم من تلك الأيام النكدة في بداية عملي بالمحاماة في محاكم مديرية النيل الأبيض وقتها والتي كانت عاصمتها مدينة الدويم استيقظت صباحاً على صيحات الوالد (رحمة الله عليه) محمود الشايقي يطلب مني سرعة النهوض واللبس لأن خطباً ما قد حدث وكان الوالد شديد الغضب لما حدث فسألته فقال أن جهاز الأمن بالدويم قد قام بتعذيب ابن أخيه (متوكل بحر) وأصابه في رأسه والأهم إصابة خطيرة بالعين أدت إلى تورمها الشديد وأن المستشفى رفض تقديم العلاج الطبي له لعدم إمكانية توفير (أورنيك 8) بسبب أن البلاغ لا بد أن يتم فتحه للحصول على الأورنيك المعروف والذي به يتم العلاج الطبي وبالطبع لا يمكن فتح بلاغ ضد جهاز الأمن. تحركنا بسرعة إلى مكتبي بمجمع الأطباء بالمدينة وقابلت الأخ متوكل وكان معصوب العين والرأس بأشرطة قماش وقمت على الفور بكتابة عريضة شكوى بلاغ بعدد من الصيغ (طبعاً لإجراء العديد من المحاولات) ... (أحاول البحث في ملفاتي القديمة للحصول على نسخة منها) لرفع البلاغ وعلمت منهم أن قسم الشرطة قد رفض رفضاً نهائياً فتح بلاغ أو حتى الأمر بتقديم العلاج. تقديم العلاج للأخ متوكل كان هو الأولوية في ذلك الوقت لتلاقي ضياع وظيفة العين وكان متوكل في ذلك الوقت شاباً على أعتاب الجامعة. أخذنا السيارة وتحركنا نحو منزل الأخ وكيل النيابة وكان صديقي وهو من أبناء جنوب السودان ومن القانونيين الخبراء وكان يسكن بالميز بجوار الهيئة المركزية وطرقت بابه حاملاً العريضة رقم (1) آملاً تصريحها ضد (الرائد أمن ... وقتها ... ) عبد الجبار لتجاوز أفراد قوته سلطة التحري وحدود الإجراءات الثابتة بالقانون (المكتوب على الأقل) ...... وتركت الأخ متوكل والوالد ومعهم مرافقين في السيارة بعيداً بغرض السرية والرسمية وعدم إحراج الأخ وكيل النيابة, فضحك الأخ وكيل النيابة ساخراً من إمكانية إجراء ذلك, في هذا الوقت من عمر حكومة (الثورة) .. . وبالطبع كنت أعـرف ذلك, ولكنها كانت محاولة استكشاف لقدرة سيادته على اتخاذ موقف (لا شك كان سيضعنا جميعاً في مأزق كبير), ولكن لم يكن لدينا خيارات أمام خطورة الإصابة في العين تحديداً. بعدها استخرجت العريضة رقم (2) وهي محاولة أستصدار أمر من وكيل النيابة بإجراء العلاج الطبي للإصابة على افتراض حصول التعدي والإصابة من (مجهول) ولكن الأخ وكيل النيابة (بخبرته) فهم أني استدرجه لموقف آخر سيؤدي لنفس النتيجة لأن الأخ متوكل كان لو تعرض لاستجواب رسمي من الشرطة سيقوم بالكشف عن هذا المجهول .. أخيراً رجعنا بالحيرة الشديدة حاملين الأخ متوكل بحر مصاباً في الراس والعين ولا سبيل لتقديم العلاج له بأي صورة رسمية واستقر الأمر على إرساله للعلاج في مستشفى خاص بالخرطوم دون الإشارة لما تعرض له من تعذيب بالطبع لم ألتق بعبد الجبار بتاتاً مع أني التقيت بالعديد من أفراد جهازه في أروقة المحاكم في قضية الجهاز ضد موظفي وزارة الأشغال الشهيرة وكان مكتبنا يمثل عدداً من المتهمين الذين أطلق سراحهم (بالبراءة) على الرغم من الاعتقال الطويل والتحقيق المذل الذي تعرضـوا له, هذه الحادثة بالنسبة لمتوكل بحر وحوادث أخرى أقنعتني بعدم جدوى التصدي بالوسائل القانونية لتجاوزات السلطة في حق المواطنين نظراً لتعطل الحقوق الدستورية وتعطيل العمل بالكثير من القوانين بالمراسيم والقرارات الجمهورية والأحكام العسكرية في ذلك الوقت مما يجعل من المستحيل العمل بالمحاماة, لذا قررت ترك البلاد والهجرة .... لكن المثير في أن يعين الرجل أميناً عاماً للنهضة الزراعية في عهد (التحول الديمقراطي) ويقول المثل (شر البلية ما يضحك) وهذا مثال آخر على أنه لا جدوى نهائياً من محاورة هذا النظام ومنسوبيه لتبادلهم الأدوار وهم على قناعة بـ (بقدسية) ما يفعلون... كل هؤلاء يمارسون أدواراً مزدوجة (سياسية- أمنية_ عسكرية- خدمة مدنية) ولو استدعى الأمر تجدهم يخلعون الرتب العسكرية ليرتدون شهادات الدكتوراة المزيفـة لتقديم الاستشارات العلمية اللازمة لمساندة النظام فيما يسعى له, احمد الشايقى

المجرم عبد الجبار حسين