|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة . (Re: shaheen shaheen)
|
أخبرت (مصطفى شكرى) عنها , عن اللقاء الاول , والجلوس فى مبنى الاذاعة , عن قفشاتها المرحة , عن شهرتها التى اندهشت لها , الجميع يتودد لها ويسعى لالقاء التحية كان هو كالمعتاد , مثل حكماء الديانة البوذية , قليل الكلام , يضع اصبعاً على شفته السفلى وينظر لك دون مقاطعة , يستمع لما تقول حتى الصباح - الناس ديل يا حمادة ما عندهم ضمير , واحدة زهجانة ح تلعب بيك ولما تزهج بتشوف غيرك . دافعت عنها بحماس - الناس ديل برضو فيهم ناس كويسين زينا . - الطفيلية ما عندها اخلاق . - تانى رجعنا للسياسة يا باشا ؟ . - فى اخبار عن حملة اعتقالات كبيرة احتمال تبدأ من بكرة , نميرى خلاص انتهى , بقى زى الكديسة المزنوقة فى ركن , عايز يخربش اى زول عشان يتخارج .. تتخيل المجنون ده ممكن يعلن فى اى لحظة قوانين الشريعة الاسلامية . - ما للدرجة دى كمان يا درش . - لا , ممكن , الترابى ده ثعلب خطير .. بعدين انتا كمان اعمل حسابك ما تدخل لى فى قصص رومانسية وهبالات مع زوجة عميد فى الامن فى ظروف زى دى , ربنا يستر علينا ويستر على البلد . - ما تخاف انا ح اكون شهيد الحب والحرب والثورة , حاجة كده زى ابطال الثورة البلشفية بتاعين 1917 . فى الصباح اعتقلوه .. اخبرتنى زوجته (عزيزة) بنباء الاعتقال وبانها (حامل) فى شهرها الثالث وانا وجدتها امام باب (المدرسة) .. تقف بثبات وثقة شديدة بالنفس , لم أتخيل , توقعت ان تنسى , تنسانى - ابتسام فيصل ترحب بكم يا اصحاب العيون الخضراء , وتقرأ على حضراتكم نشرة أخبار الثالثة . خفق قلبى , كاد ان يسقط - ابتسام ؟ . - ح م ا د ة , مش انتهيت من الحصص ؟ .. تعال انا راكنة العربية تحت شجرة .
2004 ميلادية الا (مصطفى شكرى) .. الا (مصطفى) يا ربى على ردهة حوداث مستشفى الخرطوم , شاهدت (عزيزة) تقف مثل تمثال اغريقى حزين , وابنتها (ميادة) تتلوى على الارض , هرولت عليهما , سقطت أكياس الفاكهة على الارض , داستها الاقدام , صوتى يتقطع - يا رب .. يا رب .. يا رب . اعرف , واخاف ان اعرف - يا رب .. يا رب .. يا رب . اصطدم بالناس فى طريقى صاحت عندما اقتربت - مصطفى مات يا حمادة .. مصطفى خلاص مات . لم افهم , لم استوعب , كأننى استمع الى اخبار قيام الحرب العالمية الثالثة (عزيزة) اداب .. (حمادة) اداب .. (مصطفى) زراعة .. ثلاثى الجبهة الديمقراطية الشهير .. جامعة الخرطوم وسينما النيل الازرق .. الشعارات البلهاء .. والشعب الاشد بلاهة .. المظاهرات .. و(مصطفى) ينتزعنى من براثن ايدى (بتاعين الامن) امام البوابة الرئيسية , رائحة (البُمبان) , والهتافات الموسيقية الخالدة - للثكنات يا عساكر . - يا بوليس ماهيتك كم ؟ , رطل السكر بقى بـ كم ؟ . (مصطفى شكرى) عضو الحزب الشيوعى سابقاً .. سنوات الاعتقال والاختفاء والخروج الجريح - الماركسية انتهت .. لازم نفتش عن مفاهيم جديدة . الكوميديا السوداء .. خرج هو وبقيت زوجته (عزيزة) عضوة نشطة .. فرعون اركان النقاش مات فى مزبلة مستشفى الخرطوم - لا .. لا .. ما بصدق يا عزيزة لا .. لا يا عزيزة . تشبست بكلتا يديها القويتين بقميصى - واااااى يا مصطفى .. واااااى . عندما سقطت على الارض كان قميصى ممزقاً بين اصابعها.. احاط بنا الناس من كل اتجاه , بعضهم حمل (ميادة) , وبعضهم انحنى على الارض لحمل (عزيزة) , وانفضوا من حولى , انا الوحيد وقفت وحيداً , وقفت ب(الفلنة) الداخلية وانا ابكى وانادى عليه - يا مصطفى ماشى وين ؟ .. حرام عليك ماشى وين ؟ .
...... شاهين
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|