|
|
العودة ال "الخلف Reverse" بموضوعية (لاتوجد صور )
|
لا احب قيادة السيارات لسبب نفسي فعند بداية عملي بعد التخرج عملت في مكان كان يستوجب ان تكون معي عربة وحيث انني لم اكن اعرف قيادة السيارات فلقد كان ان خصص سائق محترف يقوم بذلك .. وبعد فترة فكرت في ان اتعلم قيادة السيبارة فكنت اقضي اوقاتا في مكان خال خلف الحزام الاخضر ( لا اعرف ان كان موجودا الان) حتي اجدت لدرجة ما القيادة وكان ان اردت يوما صدفة وانافي العربة امام منزل احد اقربائي والسائق غائب بالداخل لسبب ما ان اجد نفسي ملزمابان احرك السيارة الي الخلف ولم تكن لي حينها رخصة للقيادة تحركت بالسيارة خلفا وانا مشغول بامر ما مع الذين كانو امام المنزل ولم اتبين ما بالخلف وكان عمودا خرصانية للكهرباء متشعب الخطوط بحيث يوصل الي بيوت متعددة وكان ما كان .. خبطة قوية علي العمود حتي مال وكادت الاسلاك ان تنقطع وربما تشتعل من تماس ...وقفت السيارة وخرجت لا اري وبحمده لم يحدث شئ الا انني شعرت بمسئولية كبيرة وتانيب للضمير وشعور بالخجل امام السائق فلولا رحمة الله لاشتعلت الاسلاك وربما اصاب البيوت والناس ضرر كبير...منذ ذلك الزمان وان اتفادي قيادة السيارة فهي تذكرني دائما بتصرف غير واع ولا مسئول قمت به ...وكما اكره قيادة السيارة عموما فانني لا اضيق القيادة للخلف ويصيبني شعور بالضيق عندما اكون راكبا فسيارة (فانا لا اقود السيارات مطلقا ) واجد من يقود يعود الي الخلف...تعجبني التكنلوجيا عموما ولذا فرحت كثيرا بالاضافات الحديثة علي السيارات من كاميرات صغيرة في الخلف واجهزة استشعار تقيس المسافات بين السيارة والاخري وتعطي صوتا ان اقتربت كثيرا ...الخ بحيث صار امر العودة الي الخلف ميسرا لما وفرته هذه الاجهزة من تنبيه .....
ولكن رغم كرهي للعودة الي الخلف وحتي في وجود هذه التقنية الا انني اري ان عدنا نحن شعوب السودان (الشعب الفضل -حق الملكية الادبية للفاتح جبرا ) الي الخلف الي فترة سبقت الاستقلال بعقد من الزمان في مجمله والي فترة اعلان الاستقلال واعدنا ترتيب اوراقنا بحيث لا نكون كما كان من اؤتمنو علي السودان طوعا من نخب اما بقلبيينن احدهما كان لمصر اولا والاخر للسودان ثانيا او قلب واحد يري السودان فقط لكن وفق رؤية شمالية سياسية عربية اسلامية فقط ويلغي الاخريين كلهم وليس اخر واحد .. نخب حددو شكلا واحدا للثقافة دون مراعاة لتعدد ثقافات .. لغة واحدة من جملة ما يفوق مائة لغة ...ودينا واحد من جملة اديان وعقائد .... حتي اعلان الاستقلال عند بعض هذه النخب حينها لم يخلو من اثر ردة فعل علي قرار مصري بابعاد رئيس مصري (محمد نجيب) من الحكم .. لم يخلو اعلان الاستقلال من "هرولة" سببها مكايدات سياسية جعلت رفع العلم السوداني مشاركة بين حزبيين فقط.. ماذا لو كان رئيس القضاء او اي شخص واحد محايد مثلا هو الذي رفع العلم لوحده .. ما اهمية رفع العلم دون ايمان قاطع بانه لكل شعوب السودان بحق مواطنة .. اليس الناتج اليوم كما نعيشه ونراه هو من بداية عشوائية فيها كثير من مكايدات اضاعت الوقت فهرول من هرول تاركا الاخريين خلفه ليرفع العلم ....
ضاعت ست عقود في طرق وعرة اضرت بالعربة وركابها بينما الطريق الممهد كان يمكن ان يعد له من البداية ويتحرك الجميع معا الي الامام ..... نعود الي الخلف افتراضا لانه ليس لدينا معلم واضح في الطريق فالخارطة التي تخيلناها للطريق خطا.. نعود الي الخلف ونرسم خارطة طريق لمن بقي من شعوب السودان لتركب سيارة واحدة تسير وفق الخارطة المتفق عليها ....
|
|
 
|
|
|
|