|
|
 Re: علي حاج الأمين يرشِّح حليوة ست الشّاي وزيرةً للثقافة . (Re: هشام الطيب)
|
إذا كان هذا ما يؤهله كوزير للثقافة
فلنرشح حليوه، ست الشاي لمنصبه
(1ـ2)
علي حاج الأمين
تحدثنا في تمهيد الحلقة الأولى عن حليوة ست الشاي، وعن مقدرتها في احتواء شريحة المثقفين، وعرَّفنا حينها وزير الثقافة وفق ما قيل عنه في وسائل الإعلام الرسمية وعلى صفحات ملف تعارف. ولكن من ما لم نقله هو ما حدثنا به الزميل بأجراس الحرية (صالح عمار) بعد قراءته لما نشر في الملف السابق، حيث أشار لما نشر في بعض وسائل الإعلام في فترة الانتخابات السابقة، حول مجهودات البعض ومن بينهم السمؤال خلف الله، وكيف أنه وقف ودعم المرشح البشير ـ حينها، وحين مراجعتنا لتلك الأخبار تأكد لنا أنه (مؤهل) في المنصة التي أدراها حين دشنت أمواج للإنتاج الإعلامي كتاب "عالمية الزعامة للرئيس عمر البشير" لمؤلفه الإعلامي (إبراهيم عالم حسين) وذلك بقاعة اتحاد المصارف السوداني، حيث قدم حينها البرنامج الأمين العام لمؤسسة أروقة للثقافة والعلوم (السموأل خلف الله)، والذي صار لاحقا وزير الثقافة، وقال: (إن الأخ رئيس الجمهورية يحفظ القرآن ويتعهّد الحفظة والشيوخ، مشيراً: إلى المكانة السامية التي يتمتّع بها حافظ القرآن، فهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم: أوتي النبوة ولكن لم يوح إليه).. كما شكر السمؤال القائمين على أمر الاحتفال ومجموعة أمواج، وقال: (التحية نهديها للأخوين الكريمين أبوبكر ومصعب، وهما جنديان مجهولان وقفا خلف هذا العمل الكبير نصرة للرئيس البشير).
غير أن صالح لم يكتفي بذلك، ولكنه أضاف وكأنما أراد حسم ما دار من حديث داخل الصحيفة وقال: (وزير الثقافة ما بيقولو المؤهل بتاعو شنو، لكين بيقولو المؤهلو منو!).
عموما ما قاله صالح سواء أتفق معه البعض أو أختلفوا حوله، غير أنه يؤكد علي ضرورة ما قاله لنا التشكيلي عصام عبد الحفيظ: (يجب أن يجئ وزير الثقافة عبر الانتخاب والتصويت، وليس عبر أي شي أخر، حتى يتحمل من انتخبوه نتيجة اختيارهم)، وإلى أن نأتي لبقية ما قاله عصام، فلنعلم أن كل المسئولين في الوزارة ليس لديهم نية أو حتى فكرة الاستقالة؛ بدليل أن نائب رئيس لجنة معرض الخرطوم الدولي(أنور بشير عثمان)، والذي يشغل منصب مدير إدارة النشر بوزارة الثقافة، أكد أنه لاحاجة لأن يقدم أحدهم أستقالته، قالها بعد أن أكدنا له من خلال من نملكه من صور ووثائق وأفادات مسجلة بأن وزارتهم فشلت في تمثيل السودان عبر المعرض وجناحها المخزي وغير المشرف، وعموما الأمر ليس مدهشا لأننا لم نشهد أي سابقة استقالة للمسئول السوداني حينما يفشل في أداء مهمته.
ما نود التأكيد عليه، أن ما كتبناه حول الوزير جاء بسبب ما تناوله كاتب صحيفة الرائد، في عموده "علاقات" عن مهام الوزير وقراراته، فحسن موسي "علاقات" يري أن جعل الوزير لمساء كل ثلاثاء يوما مفتوحا للقاء للمبدعين بحدائق الفنون الشعبية، هو من أجمل ما جاء به الوزير، وبما أنا نشكك في ذلك، فهذا يعني أنه لو تأكد لنا أن هذا الجميل لايعدو أكثر من مزيدا من الفشل، فستصح حينها المقولات التي أدلى بها البعض سابقا داخل ملف تعارف، بأن الوزارة لا تعمل في الثقافة؛ وإلا لماذا تصر الوزارة على أن تقود الحياة كل ثلاثاء، وهذا ما دعانا لوضع حليوة كمرشحة؛ بإعتبارها أكثر تأهيلا من الوزير لا لشيء سوى أن أجمل ما يستطيع فعله الوزير كل يوم ثلاثاء، ظلت حليوة تفعله كل يوم ومنذ العام 1997م.
وبالرجوع لما أنقطع من حديث حول ما قاله "علاقات"، نجد أنه أتجه بعدها للهتاف، وقال: (من هنا نحي الأستاذ السمؤال خلف الله وزير الثقافة على مجهوداته الكبيرة من أجل أن تكون للثقافة دور في الحياة السودانية، وكذلك جعل للثقافة حسا وصوتا عاليا).
وبما أننا لا نرى فيما كتبه حسن موسي، أكثر من كونه هتاف وعلاقات، وخاصة أنهم أعتادوا علي كلمات من شاكلة: (من هنا، ومن هذا المنطلق، ومن هذا المنبر)، لكن فلنساءل من باب الفضول عن دواعي هذه التحية، وهل أصبح القرار غير المدروس مجهود كبير ويستحق هكذا هتاف، وهل نفهم أن المكان الذي أختاره الوزير لإدارة الحياة، سيكون بديلا لحوجة السودانيين لدور يمارسون فيها أنشطتهم وبصورة يومية، وغير ذلك فطالما أن الثقافة وفق ما يقولون هي من تقود الحياة، فلماذا لا يسعون لإيجاد دور لها في الحياة، طالما أنها هي من تقوده الحياة!، قد يقول البعض أن المقصود من حديث حسن موسي هو الإشارة إلي وزارة الثقافة ظلت خاملة لسنوات، ولكن الوزارة الحالية جاءت لتعمل وتؤكد علي أهمية الوزارة والثقافة في القضايا المطروحة وربما غير المطروحة، وفي هذه الحالة قد نتفق مع علاقات، ولكن هذا لم يحدث لأننا لا نري أن حس الثقافة وصوتها قد علا وذلك فيما يخص عمل الوزارة، لأن الذي علا هو الهتاف فضلا عن صوت وحس الوزير داخل أجهزة الأعلام لا المهام المناط بالوزارة القيام بها.
نشير إلى أن ما تناوله علاقات في بقية حديثه لا يختلف عما تحدث عنه سابقا ولكنه يصب في العلاقات، غير أننا فهمنا من حديثه أنه كان متواجدا في ذات المكان (حدائق الفنون الشعبية)، وأستطلع من كانوا حضورا وجاء سؤاله كالآتي: (رأيكم في هذه السنة ـ وضع السنة بين قوسين ليؤكد عليها ـ التي جاء بها وزير الثقافة)، وقال: (أبدو جميعهم أرتياحهم ورضائهم لمثل هذه اللقاءات وبعضهم وصفها بأنها متنفس للترويح عن النفس)، وبعد أن فرغ من مقولات من أستطلعهم، حاول أن يدعي أنه أنه صاحب مطالب كما يمثل رقابة علي الوزير وقال: (على السمؤال أن يعمل علي تنفيذ كل المشاريع الثقافية الهادفة التي تقدم أو تقترح له في هذا المكان)، عموما نحن ندرك وفق ما قرأناه من هتاف، أن علاقات لا يمكن أن يكون ـ جادي بأي حال في مطلبه هذا، وخاصة أنه قال علي الوزير أن يعمل علي تنفيذ كذا، وكان حري به طالما أن الثقافة تقود الحياة وأن المقترحات تدعم الحياة وتساعد على تسيرها، أن يقول : (على الوزير أن ينفذ كذا وليس أن يعمل علي التنفيذ)، لأنه ووفق التجربة تأكد لنا أن كل الوزارة هم يعملون علي مشروع ما ويصاحب عملهم هذا كورال من الهتيفة، ولكن السؤال هو كم من هذه المشاريع نفذت؟، وعدم التنفيذ هو ما جعل السودان يوصف بالفاشل، وذلك بعد أن فشلت مؤسساته عن إدارته.
أختتم علاقات بحديث غريب، ويبدو أنهم لم يكتفوا بقرار يوم الثلاثاء، كيوم للثقافة في الخرطوم، لأن علاقات قال متعشما: (نتعشم في الوزير أن يصدر توجيها إلي وزراء الثقافة في الولايات لا حياء مثل هذا اللقاء، وذلك لتنشيط ثقافة الهامش ويكون الثلاثاء يوما ثقافيا في السودان).
وبدورنا نساءل علاقات عن دواعي تطبيق هكذا قرار في الولايات، فهل يريد علاقات أن يبدي جميع "مبدعي" الولايات عن ارتياحهم ورضائهم لهذه اللقاءات وأن تصبح متنفسا للترويح عن أنفسهم، كما فعل المبدعين الذين أستطلعهم علاقات بحدائق الفنون الشعبية بالخرطوم، وإذا كان السمؤال جادا في قصة (الحياة التي تقودها الثقافة)، فليقوم بخطوات أكثر جدية وأن يذهب بنفسه ودون مرافقة الكورال والهتيفة من الإعلاميين والسياسيين الإداريين للتعرف علي مشاكل الولايات، وهنا نشير إلى أن أي ولاية دخلها ملف تعارف ثقافي وكتب عنها وجد فيها مشاكل معقده سواء بسبب تسلط السياسيين أو بداعي فشل القائمين علي أمر الثقافة في إدارة شئونها، ومثال لذلك يمكن الرجوع لصفحة (6) لتقرير الزميل حسام الدين دليل عن حال المسرح وإتحاد الكتاب والأدباء ببورتسودان، وهنا نقول أن مشاكل الثقافة لا تحل بالونسة في (الحدائق) يوم الثلاثاء، وهذا يجعلنا نقول وزارتنا تفتقد للأهداف، وربما المعرفة في كيفية إدارة العمل الثقافي.
إنتخاب الوزير/ة:
سألنا التشكيلي عصام عبد الحفيظ، بإعتباره من رواد حليوة حيث أقام في مساحتها تلك، وبمشاركة التشكيلي (أيمن حسين) معرض تصويري بعنوان: (أسقف مستعارة) وذلك في العام 2007، فضلا عن أنه متابع للحركة الثقافية نسبة لطبيعة عمله، ولكن أول ما بدأ به عصام حديثه: (أنا لم أسمع بخصوص هذا اليوم الذي خصصه الوزير وكذلك الذين من حولي لا يعرفون)، وفي حديثه عن حليوة قال: (حليوة هي مساحة للجلوس، وتميزت لتميز موقعها، وهذا لاينفي أنها لطيفة في تعاملها مع الناس، كما أنها تشاركهم هموهم ومناسابتهم الإجتماعية والإبداعية، وفي حال قررت أن تتغيب عن عملها لسبب ما، تعتذر للجميع عبر الموبايل، وأصبح أرتباطها بالناس وأرتباط الناس بها أكبر وأهم من شراب الشاي وبذلك أصبحت مهمتها أكبر من ست الشاي).
يرى عصام، أن الفنان حينما يلجأ لحليوة لإفتتاح معرضه، فهو يلجأ لمن لديه أحساس مشترك معه وقريب من همومه، وحليوة عند عصام هي نتاج لغياب الدولة لعشرات السنين عن الفكرة والعمل الثقافي، وبهذا خلقت أو جاءت البدائل، التي حققت المكان ليتناقش فيه المثقفين، وأصبح بمثابة النادي المفتوح.
وفي حديثه عن يوم الثلاثاء الذي قال فيه الوزير وعلاقات ماقالوه، تحدث عصام ساخرا بأن الثقافة ليست كما مقابلة الطبيب، لأنها في حراك يومي، مبينا ان الثقافة لا يمكن أختزالها في يوم أو مكان لا لا علاقه له بهكذا مهمة، وقال: (هذا أقرب للشوفينية من الثقافة، فالحراك الثقافي لايحتاج لقرار من الوزير بدليل أن حليوة لم تأتي عبر قرار، لكنها حوجة ليتلاقى فيها المثقفين بعد أن غابت الدور الثقافية وعجزت الدولة توفير في أندية ودور، لأن من أحد مهام الدولة أن توفير هكذا مساحات لممارسة النشاط، ولكن في السودان نجد أن الكيانات الثقافية تلجأ للإيجار).
ويري عصام أن العمل الثقافي لم تتاح له حرية كاملة، كما أن الإستدعاء والتوصيات واللجان وغيرها هو عمل سياسي؛ لأن الثقافة ذات صلة بالحريات والتجديد والتفاعل.. أختتم عصام حديثه حول ضرورة أن يجيء وزير أو زيرة الثقافة عبر الإنتخاب من قبل الناخب المثقف.
ما يمكن قوله:
هدفنا من خلال الحديث عن الوزير وعن مهام حليوة عبر ماقاله الكاتب بصحيفة الرائد (حسن موسى) أن نفتح عدد من الأسئلة، وكنا نصبو بذلك أن نحرك المسكوت عنه حول أداء ومهام الوزارة، وطالما أننا جميعا نزعم بأننا نهدف لتطوير العمل الثقافي، فلنبحث إذن عن المشكلة بعيدا عن الهتاف والطبطبة علي مسئولينا الذين لم نتتخبهم أو حتى الذين قالوا أنهم جاءو عبر الإنتخاب.
___
* نقلاً عن ملف تعارف ثقافي - أجراس الحريّة.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست