إستقالة الناطق الرسمي بإسم مفوضية الإستفتاء من منصبه شاكياً من خلافات داخلية

Quote: إشارات مفوضية فوق صفيح ساخن بقلم : راشد عبد الرحيم ( صحيفة الرأي العام ) مفوضية استفتاء جنوب السودان ليست هي فوق صفيح ساخن، بل هي ذاتها الصفيح الساخن. فقد بدأ الضجيج فيها وحولها وعنها قبل أن تُباشر عملها وحول أمينها العام ثم ناطقها الرسمي ومروراً بالإبنة التي قيل إنّها عُيّنت فيها والأصدقاء الذين عُيّنوا. ثم موازنتها وأموالها التي لم تصرف. وأمام أي مواطن سوداني يتقدم ضدها لمحكمة مختصة فرصة أن يوقف عملها إذا أثبت أنها خالفت قانونها بالجداول والمواعيد التي أعلنتها وتخالف قانونها، بيد أنّ أعظم ما يقف في وجه المفوضية اليوم أنها موعودة بمولود خديج كسيح مسببات مرضه متعددة، منها الذي وقع فعلاً ومنها المتوقّع خاصةً في مراحل التسجيل والإعتراض والطعون والشكاوى. مولود هذه المفوضية لا يصلح لصفة البنوة وفق الذي يجري رغم الإصرار على الولادة دون أن يبلغ الحمل تمامه من أيام توافر الحياة ناهيك عن الصحة ونقص المال الذي تحتاجه هذه العملية ومتطلباتها. السودان كله استقل بإعلان من الدولة الوليدة وليست الدولة الأم، وشهادة الميلاد للمولود المنتظر في التاسع من يناير القادم صدرت فعلاً وبشرت الأم به وأمه صديقه وأبوه معلوم، إذاً لماذا لا تتم الولادة قيصرية بعد أن تعذّرت الولادة الطبيعية وهي ولادة متعسرة ولكنها ممكنة باتفاق الشريكين. ودون هذا كله التأجيل، والتأجيل هذا قاب قوسين أو أدنى، بيد أن الذين يريدونه ينتظرونه سفاحاً لا أب له. يريدون أن يؤجل مع التنصل من التبعات والخوف من شعب الجنوب صاحب الحق في التصويت الذي تحدثوا باسمه وأجّجت عواطفه حتى بات إخماد نار العواطف ممكناً لأعاصير قد تطيح برؤوس ومؤسسات وشراكات. لن يبقى في التاريخ ذكر لمشروعية القرار إذا صدر من برلمان جنوب السودان ولكن هذا قد يؤمن الكثير من احتمالات المخاطر والكثير من الأموال والأوقات والشحن الذي لا يلزم. رضي الجنوب أن تنوب عنه الحركة الشعبية وتحكمه سنوات خمس بعد أن وقّعت إتفاقاً باسمه ولا غضاضة أن يقبل أن تنوب عنه الحركة ومؤسساتها التشريعية في اتخاذ خطوة بانت خطوطها ومعالمها. حكومة الجنوب جَفّ ضرعها قبل يومه وبَاتت تستجد مُواطنيها للتربع للاستفتاء، ولعله من العون المفيد أن نسهم في تحافظ على أموالها وأموال شعبها عسى أن ينفع قرشها الأبيض في غير الاستفتاء.