(إنتهازية) الحركة الشعبية : ما الذي (تريده) الحركة الشعبية لكي تعتبر ان (الوحدة جاذبة)

Quote: هذا أو الطوفان مرة أخرى!! زفرات حرى ( الطيب مصطفى ) ختمت مقالي بالأمس بسؤال يقول: كيف يكفِّر المؤتمر الوطني عن «جليطة» نيفاشا؟! وأجيب بأن على المؤتمر الوطني أن «يتحزم ويتلزم» هذه المرة ويعلنها مُدوِّية بأن عهد التدليل والدلع والتنازلات التي قُدِّمت بالمجان للحركة الشعبية قد ولَّى إلى غير رجعة، بما يعني أن عليه أن يحاكي رئيسه البشير حين أعلن أنْ لا تراجع قيد أنملة عن حقوق المسيرية في أبيي بعد أن مزق الورقة التي قدمها الأمريكان لمفاوضيه في منتجع (The Green Tree) وكانوا قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لولا التوجيهات الرئاسية التي جاءتهم من الخرطوم والتي حملت رسالة واضحة للأمريكان أن الرئيس البشير الذي تتآمرون عليه وتحرِّكون ملفات الجنائية ضده هو الذي يُمسك بملفات القضايا السودانية جميعها بما فيها أبيي في يده. إن أكثر ما يطمئنني أن هناك لغة أخرى أراها تخرج من قيادات المؤتمر الوطني بعد صبر طويل، ولا أقول جميل، وبعد أن بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم وأحسن المؤتمر الوطني الظن بل خُدع من قِبل حركة متمردة لا تضمر إلا الشر.. أقول خُدع لأن أوراق الحركة الشعبية أو قل قرنق كانت مكشوفة تماماً فقد كان يصدر عن إستراتيجيات لم يُخفها كتابةً أو حديثاً وكان يتأبط شراً محضاً عبَّر عنه بسيناريوهات أُوقن أنها كانت معلومة فقد كان يعمل على إقامة مشروع السودان الجديد من خلال الخطة «أ» التي تقضي بإقامة المشروع خلال الفترة الانتقالية بشتى الوسائل، سواء كانت انتفاضة أو عملاً مسلحًا أو انتخابات.. جاءت المنحة الربانية لشعب السودان الشمالي بمصرع قرنق الذي أصاب الخطة «أ» في مقتل لكن منح الله تعالى لا تخرق على الدوام سننه الكونية الماضية فهناك سُنّة الاستبدال التي تصيب الأمم الخانعة كما أوردنا مراراً عن قصة قوم موسى وهم يتلقون العذاب في أرض التيه «سيناء» بالرغم من أن فيهم موسى كليم الله. تقضي الخطة «ب» بأن ينهض مشروع السودان الجديد من خلال الانفصال وها هي السيناريوهات تُرسم من جديد وهاهم الأمريكان يغدون ويروحون تماماً كما ظلوا يفعلون في الأيام أو الأشهر القليلة السابقة لتوقيع نيفاشا التي أحالت النصر في ميدان القتال إلى هزيمة في مائدة التفاوض!!