|
Re: معقول عشان الشريعه يقسم الوطن ؟؟ شمال وجنوب؟؟؟ (Re: Sabri Elshareef)
|
قد دفع السودان ثمنا باهظاً لمغامرة الدولة الإسلامية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ولكي يكون ذلك فداء لجميع المجتمعات الإسلامية الأخرى يجب استخلاص العبرة في أمانة ووضوح لأن كل تجربة لا توُرث حكمتها تكرر نفسها. وهناك عبر كثيرة في معاناة جميع أهل السودان، إلا أن أكبر تلك العبر في تقديري هي أن الفشل والبطلان هما في مفهوم الدولة الإسلامية نفسه، وليس في فشل التجربة السودانية في ذلك. وإذا لم تـُستخلص هذه العبرة الكبرى، فستقوم جماعة من المسلمين هنا أو هناك وتزعم قدرتها على تصحيح التجربة وتحقيق غاية الدولة الإسلامية، وهو محض سراب ووهم يهلك الأرواح ويهدر المصالح ولا يعود بأي خير على الإسلام والمسلمين. وفي متابعة هذه العبرة الكبرى من خلال التجربة السودانية في هذا القسم، لم أحاول استقصاء البحث في جميع أطراف الموضوع. فكما فعلت في حالات الهند وتركيا واندونيسيا بل عرضت وناقشت فقط المعالم الأساسية في التجربة السودانية لبيان أن الخلل هو في مفهوم الدولة الدينية نفسه وليس فقط في عيوب التطبيق وفساد الممارسة وهي كثيرة وواضحة في حالة السودان. ومن أجل تحقيق هذه الغاية المحدودة، ولكن عظيمة في تبعاتها وتداعياتها المنطقية، فقد تجنبت البحث المفصل في تحديد المسئولية الفردية لمن قاموا بارتكاب الجرائم الخطيرة في حق أهل السودان، فذلك أمر لا يتسع له المجال هنا ولا هو ضروري لأغراض هذا المشروع. وهكذا، فعندما أوردت النصوص لبيان التناقضات في أقوال قيادات ما يسمى بالحركة الإسلامية في مختلف مشاربها إنما هدفت إلى إبراز الخلل في مفهوم الدولة الدينية نفسه بمعزل عن مسئولية من يتورطون في تلك التناقضات ونواياهم ومقاصدهم. بعبارة أخرى فالغرض الأهم في هذا القسم هو بيان الخلل الكامن في أصل الزعم بإمكانية ما يسمى الدولة الإسلامية، ذلك الخلل الذي لا يقدر على الفكاك منه كل من زعم ذلك المفهوم، مهما كان لديه من حسن النية وصدق القصد.
http://sharia.law.emory.edu/ar/???????_???????:_???
|
|
|
|
|
|
|
|
|