وكنا كالعصافير على الكباري المقامة على 0الخور الرئيسي ..هناك كانت تدور الاحاديث عن اجملهن وعن كيف استطاعت رسالة احدهن ان تخطف قلب تلك المحبوبة 0بت العز.. كنانتفاني في اعداد رسالة صديقنا العزيز وهو يلقى بآخر محاولاته المتفانية في لفت انتباه بنت الجلابة ..فهو لم يكن ميسور الحال لكنه كان ضكرا كثيرا ما احتمينا به في صراعاتنا مع اولاد الحي المجاور ..كانت هي شاهدا على ضكارته ونحن نحتكر الرقص مع بنات الحلة ولم نسمح لاي من المدعوين التقرب منهن وخاصة في اغنيات الشوق الملتهب .. كان ابراهيم عوض في ختام تسجليه يصدر ايقاعا مثيرا للغاية ترجمه محترفين الرقص بعبارة0ورا ورا ورا .كان صراعا داميا انتهى بفرتقة تلك الحفلة رفضالشفوتهم من الرقص مع جميلات الحي وخاصة 0سلوى كانت العبارة الختامية 0ورا ..والاغنية سلوى يا سلوى قلبي شن سوى ..كانت حبيبته المرغوبة هي سلوى بت عمك التاجر .. علمنا بانها صعبة المنال على صديقنا المرهف والشجاع ..كتبنا الرسالة بشوق واتفاق كامل بانه وحدها تستاهلو ولا احد حتى ود عملك المحافظ رغم امكانياته ويسر حاله وسلطة والده لكن لا يستاهلها فهو متكبر ولا يشارك الناس حياتهم الصاخبة .. نعم كان هو من يعتمد عليه الافندي في البلاغ عن السلوك الخطاء لاولاد الدفعة نعم كان لا ياكل معنا البطاطس في الشوارع كما انه يتافف لكنه تنازل عن الامر واقر معنا معاونة الصديقة بل احضر من مكتبته الفاخرة سلسلة من كتب عبير لنختار منها اجمل العبارة والاشواق ..وكتبنا الرسالة لكنه كان ابن الداهية شديد الخيانة .. كان ينقل الصورة كاملة لامه التي فضحت امرنا لاهل الفتا ة.. كان الموسم في نهاية الخريف وشتاء ما قبل الحصاد 0القروة في اوجها ..كان اتجاه تلك الرياح واحد والحي يتجمع بكثافتة المالوفة في صف الرغيف التاسعة والنص صباح الجمعة والشارع مكتظ بعادته ..كانت الرياح تدحرج الناس والاشياء لاتجاه واحد والاركان مليئة بالناس اغلبهم من اصحاب الالسة اللازعة والساخرين .. نعم في تلك اللحظة بالتحديد تخرج والدة الجميلة سلوى وهل على عتبة بيتهم العالي .. وتعلن عن اسماءنا واحد تلو الاخر ثم تؤكذ ان ما ورد في الرسالة التي 0ارسلت الى ابنتها كانت بمعاونة هؤلاء الصعاليق قليلن الادب .. ثم قامت بتمزيق الرسالة على مسممع ومرمى نظر الجميع .. لم تتوانا امهاتنا في الرد عليها وهن يخرجن من البيوت الواحدة تلو الاخرى يردن على موقف والدة الجمية بالضرب مبرح على اجسادنا النضرة كان الامر دراميا وعلنيا ..جمعيا بكى ما عدا .. الشهم .. كان صامدا لا يبكي لكنه ملييء بالخجل ..طلب منا احدهم وكان ابو الفصل ويسكن معنا في نفس الحي ان نجمع تلك الرسالة واحدة تلو الاخرى والا سيعد عقوبتنا مرارا .. اجتهدنا واجتهد معنا كل شباب وبعض جريئات الحي الصغار ما بين شامتين ومتعاطفين جمعن االرسالة لم نترك حرفا الا وجمعناه .. ابتسم بعض المثقفون وكان معلمنا ايضا من ضمنهم كانو سعدا جدا بالقدرة التعبيرة التي كتبب بها الرسالة كان بالغة العفة واللطف .. كانالحديث فيها عن لون المانكير الموضوع على قدم تلك المحبوبة بت العز كان كلاما ا عن جمال شنطة المدرسة .. كان ايضا حذيثا عن ابتسامتها لحظة وقوفها بمنشط الجمعية الادبية كانت تلك هي فحوى الرسالة لم ترد عبارة الحب الا قليلا وعلى الهامش كانت الديباجة احلاما ان ندخل الجامعة سويا.. لم يعاقبنا المعلم على ما ورد لكن..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة