|
لدغة عقرب كم من الشباب مثلك يا عبده – النعمان حسن
|
لدغة عقرب كم من الشباب مثلك يا عبده – النعمان حسن شيعت جزيرة توتي أول أمس أختاً لنا عزيزة (نفيسة البشير الحسن) لها الرحمة والمغفرة رحلت بعد معاناة طويلة مع المرض امتدت من السعودية حتى السودان. ليست هي أول من افتقدناه من الأسرة ولن تكون الأخيرة ولكن رحيلها ارتبط بملحمة هي دافعي لكتابة هذا الموضوع. فلقد ظللنا نتابع يوميا عبر الصحف وأجهزة الإعلام صورة محبطة عن شباب اليوم لغرابة ما ارتبط به شبابنا من جرائم وممارسات سيئة وفاسدة وغابت عنا الصور الجميلة لبعض الشباب الذي لم تفسده المخدرات وانحطاط الأخلاق لانتا بكل أسف لا ننقل ألا الصورة السيئة عن هذه الشباب ولنا صحف متخصصة فى هذا الامر حتى ليخال للمجتمع انه لم يعد بين شبابنا من لم تجرفه معاناة الحياة فحاد عن الطريق. ولكن عبدالرحيم الشهير بعبده السر وهو ابن الراحلة الوحيد قدم نموذجا للشباب الخير الذي يؤكد انه لا يزال بين شباب اليوم من هو ابن سودان أصيل .عبده حمل معاناة أمه منذ كانت بالسعودية إلى أن عاد بها مجبرا للخرطوم ليبقى بجانبها يشاركها ويعيش معاناتها والأمل لا يفارقه في أن ينقذ أمه رغم خطورة الحالة حتى جاء يوم تقرر فيه أن لا بديل لها غير أن تزرع لها كبدا بعد أن أصاب كبدها تلف كامل بسبب المرض. عندها كانت أولاً بحاجة لمتطوع ليدفع بجزء من كبده كما إن عملية النقل تتكلف جراحيا ما يصل خمسين ألف دولار فما كان من ابنها إلا أن يبيع كل ما يمتلكه في الدنيا ليوفر هذا المبلغ ولم يقف عند هذا الحد وإنما قدم كبده ليستقطع منها جزءا يعيد له أمه بعدان أكد الفحص توافقها مع أمه وشرعت الأسرة في إعداد السفر وتبقى لموعد السفر أيام معدودة بانتظار تصديق القمسيون الطبي بالدولار ولحظتها كان للام موقف آخر فرحلت عن هذه الدنيا الفانية قبل أيام معدودة من التوجه للهند لإجراء الجراحة والتي جاء اختيارها لقلة التكلفة حيث إن تكلفة الجراحة في أوروبا حيث الكفاءة العالية لا تقل عن 150 ألف دولار. وكأن الأم كان لها رأى آخر لم تكن تريد لفلذة كبدها الوحيد أن يستقطع جزءً من كبده وهو في مقتبل العمر ولم تكن لتريد له أن ينفق كل ما حققه فقالت له عفوا بني سأرحل أنا قبل أن تفعل ذلك. هكذا كان رحيل نفيسة ملحمة من الام وابنها والتحية لك عبده السر وأنت تقدم هذا النموذج ليغير من رؤية المجتمع لشباب اليوم ونحن نطالع من قتل أمه وأبوه وأخوه من اجل حفنة من المال ومن قتل صاحبه من اجل موبايل ومن تشبه بالنساء وغيرها مما (تتحفنا) به صحف الجريمة كل يوم.
|
|
|
|
|
|