|
Re: طين ملطخ بالذنوب و الخطايا (Re: ابو جهينة)
|
يتمايل المركب في عرض النيل الممتليء حتى الثمالة بفعل الفيضان ،، نسمة شرقية تملأ الشراع ،، فتنتفخ أوداجه البيضاء المرقعة ،، فتنطلق تتهادى كعروس على صفحة المياة العكرة و الناس في هدوء و توجس ،، و تنقلب النسمة الوادعة إلى ريح عاتية ،، يتمايل المركب ،، تجحظ العيون ،، يطقطق خشب المركب و يئن تحت وطأة الأمواج المتلاطمة ،، ( الريس ) يقف منتصبا كنخلة جردتها الأيام من ( العنباج ) يصارع الرياح ( بالدفة ) تارة ، و تارة بمهادنة الريح بطى الشراع و فرده. و تنطلق الألسن ( يا سيدي الحسن ،، حمد و خوجلي ،، يا الشيخ الأرباب ،، و كل أصحاب القبب ،، و أصحاب مسابح اللالوب ،، و شيوخ الصوفية ) ،، نداءات متغلغلة في النفوس كطبقة من جليد هش يعلو صفحة النهر ،، سرعان ما تذوب لتندمج مع ماءه فيختلط الفرع مع الأصل. و يمتليء جوف المركب بالماء من فتحات جانبية ،، و تبدأ الأيادي في إغتراف الماء في صراع معها و مع الزمن ،، و يقف شيخ وقور منتصف المركب مبتهلا ( يا منجي نوح و أهله ،، يا منجي موسى من فرعون ،، يا منجي نبيك محمد في الغار ،، بسم الله مجريها و مرساها ،، ). و تتهادي المركب لتعانق الضفة الأخرى في صخب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|