|
Re: اكتووووووووووووووووبر الاخضـــــــــر - بقلم - محمد معتصم (Re: Zomrawi Alweli)
|
اقتباس: أرسل أصلا بواسطة عبد الرحمن صالح عثمان الاخوة والاخوات
لقد أعدتمونا الى ذكريات جميلة الى أيام ثورة 21 أكتوبر 1964م وكنت من بين المعاصرين لهذه الثورة الشعبية المباركة والتى أعدها من أعظم ثورات العالم فقد وصل العب السودانى منذ انقلا بعبود وزمرته فى 17 نوفمبر 1958م الى ذروته فى الصبر والمعاناة وكبت الحريات وكانت الشرارة الاولى فى ندوة أقيمت بجامعة الخرطوم العريقة آنذاك عن مشكلة جنوب السودان وسقط الشهداء أحمد القرشى وحسن عبد الحفيظ وغيرهم كثيرون كننا فى ذلك الوقت فى عنفوان شبابنا بالمدرسة الوسطى خرجت المظاهرات فى جميع أنحاء السودان رفضا للحكم العسكرى الظالم البغيض وبرغم حل جميع النقابات بالسودان فى ذلك الوقت وصعوبة الاتصالات وحقنا لدماء هذاى الشعب الابى جاءت فكرة العصيان المدنى والاصراب السياسة بقيادة المناضل عابدين اسماعيل وتوقف دولاب العمل فى كل أنحاء السودان فى لحظة واجدة ووحد عبود نفسه وحيدا فانصاع رغما عن أنفه لتطلعات الجماهير السودانية الابية ووافق على النازل عن الحكم بشروط ومن أهم شروطه على ما أذكر عدم محاكمته ووافقت جميع الاجزاب بما فيها جبهة الهيئات على ذلك وبهذا سقط الحكم الديكتاتورى البغيض وهنا لابد أن نسجل للتاريخ بطولات وأمجاد أبناء النوبة وكانت لهم بصمات واضحة فى هذه الثورة وأذكر منهم المناضل المرحوم البروفسر الطاهر عبد الرحمن من نقابة أطباء السودان والاستاذ المناضل المرحوم محمد محجوب شورة والاستاذة الكبيرة أطال الله فى عمرها الاستاذة سعاد ابراهيم أحمد والاساتذة صالح محمود اسماعيل ومحمد توفيق أحمد رحمهم الله وتكونت أول حكومة وحدة وطنية بعد هذه الثورة وكنا نشهد بعيوننا وزراء أول حكومة وهم يتسوقون فى سوف الخضار بالخرطوم بدون حرس مع أفراد الشعب فقدعشنا قمة الديمقراطية
آنذاك وما أحلى تلك الذكريات
فى عام 1965م التحقنا بمدرسة وادى سيدنا الثانوية بأم درمان وعاصرنا زملاء وأخوة أعزاء نذكرهم بكل خير ومن ذكريات تلك الايام أن هنالك طالب من وادى سيدنا هو الشهيد أحمد عثمان سعد وهو من شهداء ثورة أكتوبر الشعبية وأذكر ابياتا من الشعر لاخى وصديقى العزيز الشاعر الاستاذ محمد مهدى أحمد أطال الله فى عمره وهو يقول
مالى وللراح والحسناء والعود
ولت عهود سقاة الغمر الغيد
سكرت حتى سئمت الكأس من سكرى
من نشوة العيد لامن فرحة الجيد
واذ بأحمد فى الظلماء يرمقنى
واذ بأحمد طيف غير موجود
\مضى تولى تناءى عن مرابعنا
فأعجب لطيف تولى غير مطرود
واحسرتاه فانى اليوم تقتلنى
ذكرى الشهيد بتأريق وتسهيد
فرق تسد كان قانونا لدولتهم
فحاربونا بتقفريق وتشريد
وأتمنى من الاخ العزيز الشاعر محمد مهدى أحمد أن ينشر هذه القصيدة الرائعة
بكل ابياتها
وهنا لابد أن أذكر أخى وصديقى العزيز المرحوم ممدوح مكى طموش حيث كان من الطلاب الثوريين فى وادى سيدنا وكان يسكن بداخلية ود البدوى فقد ذكرتنا الاخت العزيزة ماما مريم لنعيش تلك الايام فقد كان الاخ ممدوح أخا عزيزا مرحا بشوشا محبوبا بين زملائه وأذكر أنة عمنا مكى طموش أمد الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية كان يحضر من وقت لاخر بالمدرسة لزيارة ابنه ممدوح وكان يطلب جميع ابناء أرقين للسلام عليهم وعنما كنا نكون مفلسين كنا نذهب الى أخينا ممدوح بداخليى ود البدوى سائلين عن موعد وصول والده
لقد أعادتنى ماما مريم الى ذكريا جميلة مضت فاذكر فى انتفاضة عام 1985م كنت أسكن بالكلاكلة صنقعت وفى نفس اليوم الذى تسلم فيه سوار الدهب زمام الامور كنا مجتمعين فى منزلنا وأختى وشقيقتى العزيزة رحمها الله ( أم كلثوم ) جهزت لنا فطور من الملوحة التى نحبها وتحركنا شبابا من عشرات الاخوان على ارجلنا من الكلاكلى صنقعت الى الانضمام لاخواننا بشارع القصر وفى الطريق تشوفو العجب فالنساء يستقبلننا بالمشاريب من العصير والمياه ولم نكل ولم نمل الى أن وصلنا شارع القصر حيث تدفقت الجموع من كل أصقاع العاصمة وضواحيها وأتفقنا على أن نلتقى جميعا فى منزل الاخ العزيز المرحوم ممدوح مكى طموس بالديوم وهذا ما حصل فقد اجتمع أكثر من ثلاثين من أبناء وشباب أرقين على فترات متقاربة بهذا المنزل العتيد وبينما نحن فى نقاش سياسى وفرحة عارمة باستسلام العسكر جاء الينا فجأة أخونا الشهيد حيدر بندى الذى كان معتقلا فى سجنة كوبر وتم اطلاق سراحه ضمن المعتقلين السياسين وأنضم الينا فى هذه الفرحة
وأختفنا جميعا بيوم النصر الا رحم الله شهداء ثورة أكتوبر وشهداء الانتفاضة
اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى
ولابد للقيد أن ينكسر
ولكم جميعا خالص الود والتحايا فهذه الثورات العظيمة لابد لها أن تسجل للتاريخ ولاجيالنا القادمة
|
|
|
|
|
|
|
|
|