|
مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )
|
خالد الاعيسر 2010-09-28
يتطلع الناس في السودان (بلاد المليون ميل مربع) أكثر من أي وقت مضى الى ما ستفضي إليه عملية الاستفتاء في التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل. الوحدة تراضياً يختارها أهل الجنوب فيما بينهم بإرادة حرة وانتخابات نزيهة أو انفصال سلس يجنب البلاد شمالها وجنوبها شرور وويلات الحروب؟
حالة هستيرية 'متضاربة' بين الطموح والأمل والتوجس واليأس تنتاب السودانيين الحادبين على إبقاء بلادهم على الحال التي أفرزتها اتفاقية السلام الشامل من أمن ونمو وتسامح، بيد أن السؤال الذي ما أنفك يتكرر بداية من قادة الصف الأول في الحزبين الشريكين 'المؤتمر الوطني والحركة الشعبية' ونزولاً حتى رجل الشارع، هو عما ستفضي إليه عملية الاستفتاء، وحدة، أم انفصالا، أم حربا. التحرك الدولي والأمريكي على وجه الخصوص جدد السؤال ودفع به إلى السطح، خاصة الإيحاء 'الماكر' الذي بلورته تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن الاستفتاء يعد قنبلة موقوتة (والانفصال قادم لا محالة).
قد لا يبلغ الناس بعد الاستفتاء مبلغ التصالح والتسامح الذي بلغوه بعد اتفاق السلام الشامل في العام 2005، وعليه جاز التنبيه الى ان التجاذبات بين شريكي الحكم في السودان بشأن الاستفتاء من شأنها جر البلاد الى درك مهالك الحروب وهول الاقتتال. والذي يريد السودانيون فهمه هو أن السودان أكبر قطر عربي وأفريقي بحدوده الحالية، وثمة أمل أن يبقى كما توارثته الأجيال وطناً واحداً، صوناً للاستقرار وحفظاً للانسان. ولكن إن وقع ما لا تهواه الأنفس فالارض برحابتها الواسعة تكفي لمن عليها بخيرها الدفين ورزق ذي القوة المتين.
معلوم أن الجنوب مساحته (600.000 كم مربع) أقل من ربع مساحة السودان الحالي (2.505.810 كم مربع)، والسودان اليوم يحتل المركز العاشر في العالم من حيث المساحة، أما السودان الشمالي بعد الانفصال (1.905.810 كم مربع) سيكون ثاني أكبر قطر افريقي بعد الجزائر (2.381.741 كم مربع) والثالث عربياً بعد كل من الجزائر والسعودية (2.240.000 كم مربع) وسيحتل المركز السابع عشر عالمياً في قائمة أكبر الدول، أذن ليست هناك مخاوف تستلزم القلق.
الانفصال تأثيره على الشماليين نفسي أكثر من كونه اقتصاديا أو استراتيجيا أو أمنيا، كما يزعم بعض المسترشدين بالمطامع الاسرائيلية التي يتخوفون منها لرغبة اسرائيل في السيطرة على منابع النيل، وتلك قضية تتجلى أوضح صورها في السدود التي قامت اسرائيل بتمويلها في كل من كينيا ويوغندا واثيوبيا ولم يتضرر منها السودان الشمالي بالقدر الذي تضررت به الدولة المصرية مثلاً، لاسيما أن مصر (الدولة الشقيقة) كانت قد دعمت الحركة الشعبية خلال سنوات القتال مع الشمال وغابت عنها آنذاك الاضرار المستقبلية التي يمكن أن تجنيها مع ازدياد قوة ومنعة شوكة الجنوب وخططه الانفصالية عن الشمال.
على العكس، فالانفصال تأثيره مدمر بالنسبة للجنوبيين، واذا اخذنا مثلا قضية واحدة وهي التعليم، سنجد أن ارتفاع نسبة الأمية يعيق مشاريع التنمية؛ ووفقا لتقديرات دولية فإن عدد الخريجين الجنوبيين يمثل نسبة ضئيلة مقارنة بعدد السكان، فهي لا تعدو 35 ألف خريج من مجموع السكان المقدر بما يقارب 7 ملايين نسمة، وتداعيات هذا الأمر ستترتب عليها اختلالات جوهرية ستشل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وستتسبب في انخفاض حجم الناتج القومي وتزايد نسب التضخم وسوء الخدمات العامة وذلك من شأنه ان يشعل فتيل ازمة داخلية لن تستطيع الحركة الشعبية مجابهتها.
ولما كان استقرار ووحدة السودان الحالية أكبر الغايات حرصاً صادقاً في الداخل السوداني وزوراً بينناً خالصاً من الخارج، وجب التنبيه الى أن الأفكار التي روّج لها الغربيون خلف ستار الرغبة في الاستقرار هي في الواقع أفكار مسمومة انطلى زيفها على قلة من القادة الجنوبيين. هذه المغالطات روجت لها بعض الدول الغربية وتحمل في ثناياها قضية النفط التي يجب أن لا تكون هاجساً شمالياً مهما كانت نتيجة الاستفتاء. وللمتسائل عن حقيقة أن الجنوب أخذ أسبقية التنقيب لانعدام النفط في الشمال، فتلك فرية غربية أخرى صدقها الانفصاليون الجنوبيون، وليعلم السائل أن اسبقية التنقيب بالجنوب جاءت بفعل دواع جيولوجية، وجاهزية الآبار التي حفرتها شركة شيفرون الأمريكية ابان حقبة حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري.
وكما قالها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في زلة لسان ولم يجرؤ على تكرارها، ان السودان يرقد فوق بحيرات من النفط. فالبترول في الشمال ما أكثره في الجرف القاري والأراضي المنخفضة على سطح البحر الأحمر والمياه الاقليمية، وهناك نسب كبيرة موزعة على مناطق حلايب وشلاتين، وشمال حلايب ودلتا طوكر، وكميات تجارية كبيرة بولاية سنار وولايات الجزيرة ونهر النيل والنيل الابيض والخرطوم ودارفور وكردفان.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 09-30-10, 00:37 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 09-30-10, 00:43 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 09-30-10, 00:45 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 09-30-10, 00:49 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Gaafar Ismail | 09-30-10, 09:05 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | saadeldin abdelrahman | 09-30-10, 02:26 PM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 09-30-10, 10:13 PM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | saadeldin abdelrahman | 10-03-10, 02:25 PM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | Abobakr Shadad | 10-08-10, 10:33 PM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | saadeldin abdelrahman | 10-10-10, 08:04 AM |
Re: مقال ثر و يستحق القراءة بقلم خالد الاعيسر (جنوب السودان.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) | saadeldin abdelrahman | 10-10-10, 02:22 PM |
|
|
|